تفتحت موهبة علي النعيمي طالب الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات منذ سبع سنوات تقريباً حينما شعر بوجود ميل لديه إلى هذا العالم تجسد في شكل الحرص على الاحتفاظ بالصور العائلية والتمعن فيها بشكل يختلف عن الآخرين، ثم تطور الأمر معه ليمسك بالكاميرا ويقوم بتسجيل كل ما يمكن أن تقع عليه عيناه من مناظر طبيعية وذكريات عائلية، وتابع تطوير نفسه بشكل ذاتي، ومن ثم اقتنى كاميرا متخصصة للانطلاق بها في عالم التصوير الضوئي . اليوم تغير الأمر وصار يصور من أجل أهداف اجتماعية كما بات يوجه رسائل خاصة من خلال أعماله الفنية كما يقول في حوارنا معه . كيف كانت البداية؟ البداية لم تكن مشجعة للأسف فقد كانت عائلتي تستخف بهذه الهواية وتعتبرها إهداراً للمال والجهد، ولكنني لم أوافقهم الرأي ولبيت نداء الموهبة بداخلي، وخاصة أني كنت أجد ميلاً شديداً نحو تصوير الأطفال وذكريات العائلة التي كنت أشعر معها أنني أبتعد عن حاضري وأغيب في عصر آخر يملؤه الخير والمحبة، وتطور الاهتمام شيئاً فشيئاً حتى صارت هناك رغبة في المشاركة في تسجيل اللحظات الجميلة الحالية قبل أن تصبح ذكرى، ومن ثم قمت بتعلم التصوير وامتلكت كاميرا حديثة لتجسيد أفكاري الفنية بها، وقد لقيت هذه البداية ترحيب عائلتي وتشجيعها في ما بعد . ماذا تمثل لك الصورة؟ الصورة شيء ذو قيمة يحفظ لحظات غالية من الزمن، وليست غالية لأنها تمثل ذكرى فقط، بل هي في أحوال أخرى كثيرة تمثل اقتناص لحظات ذات معنى ومدلول قوي، ولذلك فإنني أهوى تصوير الطبيعة والوجوه بشكل تلقائي بلا ترتيب لكي أبرز فيها الروح الإنسانية التي تسودها . هل تفكر في احتراف هذه الهواية يوماً ما؟ إنها هوايتي التي أقضي بصحبتها أوقاتاً سعيدة ولكنني سأمتهن تخصصي الدراسي وهو الهندسة الكهربائية . كيف كان دعم والديك لموهبتك؟ بعد أن أيقنا أنني أهوى التصوير كهواية وفن، لم يقصرا في تشجيعي معنوياً ومادياً بشراء كل ما يلزمني من أجل ممارستها والتميز فيها . ما الذي تميل إلى تصويره؟ أميل إلى تصوير البحر والصحراء والتراث . كيف تنظر لهواية التصوير الخاصة بك عموماً؟ هوايتي تمثل شخصيتي، حيث يستطيع المشاهد أن يتلمس الخطوط العريضة لشخصيتي من خلال لقطاتي، فهي تعكس مشاعري من حزن أو فرح أو هدوء نفسي، كما تعكس أفكاري، وفي الآونة الأخيرة زاد اهتمامي باللقطات ذات البعد الاجتماعي والبيئي حيث أوجه من خلالها رسائل خاصة . نلاحظ اهتمام الشباب في الفترة الأخيرة بالتصوير كهواية أساسية فما تفسيرك لهذا الأمر؟ يرجع ذلك إلى تبدل النظرة للصورة بشكل عام، من حيث اختصارها الكثير من الوقت المستهلك في الكتابة، فهي تعبر بسرعة ودقة أكبر، كما أنها تتيح الفرصة لإضفاء لمسات فنية عليها بمعنى أنها ليست فقط التقاط للمشهد، بل إن المجال خصب بالفعل لإضافة اللمسات الفنية سواء أثناء التقاط المشهد أم في إخراجه النهائي من خلال التقنيات المتوافرة في الحاسوب، وقد انتشرت هذه الثقافة فعلاً بين الشباب، حتى إن الشباب يتفاعلون مع الصورة الفنية حين يرونها بشكل يختلف عن تفاعل المسن أو ابن الأربعين عاماً فما فوق، من حيث كثرة الأسئلة التفصيلية عن كيفية التقاطها وفنونها . هل ترى أن ثمة اهتماماً من جانب الدورة بفن التصوير؟ هناك اهتمام إعلامي بموهبة التصوير لدى الشباب، كما يوجد اهتمام من جانب الدولة من خلال تشجيع الدولة عبر إقامة معارض ومسابقات لاستعراض هذا الفن، وبالنسبة إلي فقد أنشأت موقعاً لأعمالي التصويرية إضافة إلى وجود استوديو داخل بيتي أقوم من خلاله بخدمة كل أفراد العائلة ومن يريد منهم التصوير لأغراض متعددة وهم أنفسهم الذين لم يشجعوني بداية على التصوير، فقد اقتنعوا اليوم بما أفعل . ما الذي تغير فيك بفعل التصوير؟ تعلمت الدقة والاهتمام بالتفصيلات والصبر، والأهم هو النظر إلى الأمور من منظور إيجابي دائماً، كما تعلمت البحث عن النقاط الجمالية في المشهد مهما كان يبدو عادياً للمشاهد العادي . ما النصيحة التي تلقيتها يوماً ما وتحرص عليها كل الحرص؟ ضرورة البحث عن التطوير وتقبل النقد والتقييم من الأقدم خبرة في هذا العالم الجميل، عالم التصوير، وهو ما كان سبباً في تطور أعمالي أولاً بأول بسبب ما تلقيته منهم من نصائح انتبهت بعدها إلى نقاط الضعف والزوايا الأفضل للصورة . هل سبقت لك المشاركة في معارض فنية؟ شاركت في عدد من المعارض وقد حصلت على مراكز متقدمة في عدد منها وأهمها المركز الأول في معرض يوم الشباب العالمي الذي نظمته بلدية العين إضافة إلى المشاركة في معرض غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة وحصلت على المركز الأول في المعرض التراثي الذي نظمته جامعة الإمارات وعلى المركز الأول في مسابقة "عين على الإمارات"التي نظمتها جامعة عجمان وكانت على مستوى جامعات الدولة، وفي مسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا التي نظمها نادي تراث الإمارات هذا العام تحت عنوان "خطر الأكياس البلاستيكية على البيئة الساحلية"وحصلت فيها على المركز الثالث على مستوى الدولة عن لوحة تبين سلحفاة نافقة على الشاطئ بسبب ابتلاعها أكياساً بلاستيكية.