قدم المعرض الفني "مواهب"الذي أقامته طالبات جامعة الإمارات بمقر الجامعة عدداً من الأعمال الفنية التشكيلية كشفت عن مواهب طلابية واعدة، وأظهرت في الوقت نفسه مدى ما يتمتع به المشاركون في المعرض من خيال خصب وإبداع فني طوعوا من خلاله الكاميرا والريشة والألوان لتجسيد كم كبير من المشاعر والأفكار، منها ما وقف عليه زوار المعرض بوضوح ومنها ما يحتاج للتفسير والتأويل وفقاً لخلفيته ومعانيه، واللقاءات التي أجريناها مع بعض المشاركين في المعرض توضح المزيد عن تفاصيله . في البداية يقول علي النعيمي "طالب الهندسة الكهربائية بجامعة الإمارات«: أقدر الصورة كمعنى وفكرة وذكرى، وكان ذلك وراء تمسكي بهواية التصوير على الرغم من انشغالي الدراسي، وقد قدمت في المعرض عدة صور تتركز أغلبها حول معان تتعلق بالبيئة، حيث قدمت صوراً لحيوانات نافقة، وصور أخرى تبين مدى روعة الخالق، حيث الصحراء المترامية الأطراف، وعلى الرغم من جفافها إلا أنها لا تقل جمالاً عن المناظر الطبيعية الخلابة، وقدمت صوراً لتشكيلات رملية غاية في الدقة باللونين الأبيض والأسود . ويضيف: شاركت في عدد من المعارض وحصلت على مراكز متقدمة في عدد منها وأهمها المركز الثامن في مسابقة "بيئتنا"بعدسه الكاميرا التي نظمها نادي تراث الإمارات في ،2008 كما حصلت على المركز الأول في معرض يوم الشباب العالمي الذي نظمته بلديه العين، وأسعد كثيراً برؤية انطباع الزوار عن لوحاتي، وأستفيد من تساؤلاتهم وتعليقاتهم وانتقاداتهم أيضاً . الرسم بطريقة سريالية الطالبة شمة الخيلي "تدرس الهندسة"تقول: لي لوحتان في المعرض بالرسم السريالي الذي تعلمته منذ فترة صغيرة وأحببته، فهو يتيح لي التعبير عن مشاعري بحرية، كما أنه يترك مساحة كبيرة لقراءة اللوحة ومن التأويل الشخصي، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي أشارك فيها في معارض فنية، حيث شاركت من قبل في معرض بقطر، وقد أتاحت لي هذه المعارض ضرورة التوجه بأعمالي وإخضاعها للتقيم الدائم من الجمهور على اختلاف شرائحه، وهو ما كان سبباً في تطور أعمالي . من جانبها تقول الطالبة شمة المنصوري "كلية الطب«: قدمت عدداً من اللوحات الزيتية، كما قدمت الطالبة منى العتيبة كلية العلوم الإنسانية لوحة زيتية، ومها الظاهري "تخصص هندسة"لوحتين تشكيليتين وتقول مها: للمرة الأول أعرض لوحاتي في أحد المعارض، الأمر الذي جعلني أندم بشدة لأنني لم أشارك من قبل في فعاليات مماثلة، حيث فوجئت بردود فعل إيجابية من قبل الجمهور، وتحقق لي الاحتكاك بأعمال الزميلات، وعبر هذا المعرض طالعت أعمالهم ورأوا لوحاتي التي كنت أتمنى لو كانت أكثر من ذلك، فقد كان الحضور مميزاً ويضم ضيوفاً من داخل الجامعة وخارجها مما يعد نافذة حقيقة لأعمالي . تضيف: في اللوحة الأولى جسدت فكرة قرأتها في أحد الكتب، وهي أن شرطة إنجلترا تتعمد تغطية الحاجب بالقبعة إمعاناً في الإيحاء بالغموض والسيطرة، فأحببت أن أجسد هذه الفكرة في لوحة امرأة تخفي حاجبها بيدها وتنظر إلى الأفق البعيد، تجسيداً لمعنى السيطرة على ملامحها، أما اللوحة الأخرى فكانت لرجل يحاول إخماد النار، وقد شاهدت هذا المشهد عبر نشرات الأخبار التي كانت تستعرض أنباء التظاهرات في بريطانيا، والتي كان يشكو فيها المتظاهرون من تردي الأوضاع الاقتصادية . تلميح وتصريح كما شارك الخريج أحمد الظاهري تخصص "دعاية وإعلان"بمجموعة من لوحاته الخاصة التي وصل عددها إلى سبع ويقول: هذا المعرض مثل لي علامة مميزة في مسيرتي الفنية، حيث لاحظت الاهتمام الواضح من جانب الزوار بالأعمال المعروضة وكثرة استفساراتهم عنها، وكانت كلها تدور حول كيفية التقاطها وفنونها وربما يرجع ذلك إلى استخدامي لتقنيات قديمة بطريقة جديدة تحمل وجهة نظر معينة، وعبرت من خلال تلك الصور عن الهوية الإماراتية تلميحاً في بعض الأحيان وتصريحاً في البعض الآخر . وقدمت الطالبة موزة الفلاسي عداًد من الصور التي تجسد الطبيعة والتراث بالدولة والتي عكست مدى تعلقها بالتراث واهتمامها بالتفاصيل، وعبرت من خلالها على مكانة التراث لدى المواطن الإماراتي وتعمقها في وجدانه وأسلوب حياته .