أزهار البياتي (الشارقة) ما إن تدخل ساحة التراث في قلب الشارقة القديمة وتلج من بوابتها الخشبية العتيقة، حتى يطالعك نشء واعد اصطف متجاوراً في ممر ضيق، وعبر عربانات قديمة الشكل والطراز، ليستعرض من خلالها حزمة من المشاريع الصغيرة، وكأنك في محاكاة تعود بك إلى زمن الماضي الجميل، لتعيش من جديد مشاهد حية من البيئة المحلية، بفرجانها وأسواقها ومنتجاتها الشعبية. لعل الزائر لمهرجان «أيام الشارقة التراثية» في دورته ال 12، لا يستطيع مقاومة فضوله وانجذابه لهذا الركن المميز من ساحة التراث، لتأخذه أقدامه إلى حضن سوق «أول فال» الشعبي، والذي يستقبل القادمين إليه بمزيج فريد من الروائح والبضائع والألوان، وتلك الوجوه المتفائلة المبتسمة للشباب، من أصحاب المهن والمشاريع الصغيرة من البنات والبنين، والذين جاؤوا إلى هذه التظاهرة التراثية اللافتة، ليعبروا عن حبهم للوطن، واعتزازهم بمنجزاته والانتماء إليه. باب رزق وتشير لهذا الأمر شهيرة محمد، مسؤولة الأسواق الشعبية في مهرجان التراث، والمشرفة على سوق «أول فال»، قائلة: «عدنا من جديد وللسنة الرابعة على التوالي، لنلتقي في سوقنا الشعبي الصغير والخاص بفئة الشباب، ليكون فألهم الأول وباب رزق يبشر بنجاح مشاريعهم الصغيرة، خاصة شريحة الطلبة منهم مع الحرفين من أصحاب المواهب والأفكار الطموحة، موفرين لهم من هذا المكان البديع، مجموعة من العربانات الخشبية التراثية الطراز، مع كل ما يلزمهم من الدعم الفني والمعنوي الذي يدفعهم قدما لتحقيق أهدافهم المرجوة، لنثري بهم ومعهم فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، ونستعيد من خلالهم قيم ومضامين الأصالة، والحضارة، والتراث». وتضيف: «لا شك أن وجود عنصر الشباب في هذا الحدث الذي ينتصر لمعاني التاريخ والتراث، يسهم بتثقيف النشء وتأكيد هويته الوطنية، كما يغرس فيه بذور العمل وفضائل الاعتماد على الذات، فيفتح أمام المشاركين فرصا لممارسة أمور البيع والتجارة، ويتيح لذوي الدخل المحدود اختبار أفكار مشاريعهم الصغيرة، وتجربتها على أرض الواقع». ... المزيد الاتحاد الاماراتية