أثار انتخاب إيران عضوا في لجان متخصصة في جماية المرأة في الأممالمتحدة غضب جهات كثيرة، لكون إيران من اكثر الدول انتهاكا لحرية التعبير وحقوق الانسان. لندن: انتُخبت ايران خلال الايام القليلة الماضية عضوا في خمس لجان مهمة من لجان المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، بينها لجنة متخصصة بحماية المرأة وأخرى لمتابعة عمل المنظمات غير الحكومية. واثار انتخاب ايران في هذه اللجان موجة استنكار في اوساط الناشطين الحقوقيين. وقال هليل نوير رئيس منظمة "يو أن ووتش" لمراقبة الأممالمتحدة ان يوم انتخاب ايران في هذه اللجان "يوم اسود لحقوق الانسان، وان الأممالمتحدة بتمكين مرتكبي الانتهاكات على ضحاياهم تسيء إلى قضية حقوق الانسان وتخون المبادئ التي أُنشئت على اساسها وتقوض مصداقيتها". واعلنت الخدمة الدولية لحقوق الانسان "ان المجتمع المدني يخسر عندما تفوز دول قمعية في مثل هذه الانتخابات". وأصدرت الولاياتالمتحدة بيانا وصفت فيه بالمهزلة انتخاب دولة ذات سجل زاخر بانتهاكات حقوق الانسان مثل ايران. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سامانثا باور "ان ترشيح ايران حيث تعتقل السلطات باستمرار المدافعين عن حقوق الانسان، وتخضع كثيرين للتعذيب وتنتهك مبادئ العدالة دون ان يلقى ترشيحها معارضة، نتيجة مثيرة للقلق على نحو خاص اسفرت عنها الانتخابات". ولفت ناشطون حقوقيون إلى المفارقة المتمثلة في أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نفسه قدم تقريرا إلى المنظمة الدولية يؤكد فيه ان المرأة الايرانية "تخضع لتمييز يكرسه القانون والممارسة على السواء" وان الناشطين الحقوقيين في ايران "ما زالوا يتعرضون للاعتقال والملاحقة". وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة اعلن في 23 نيسان (ابريل) انتخاب ايران عضوا لفترة تمتد اربع سنوات في لجنة وضع المرأة التي تضم 45 دولة. وفي مكافاة أخرى للنظام الايراني، صوتت الأممالمتحدة في اليوم نفسه لصالح قبول ايران عضوا في لجنة المنظمات غير الحكومية، التي تضم في عضويتها 19 دولة. وتعتبر هذه من اللجان بالغة الأهمية لأنها تتيح لحكومات مثل ايران إسكات أي انتقادات بممارستها دور الرقيب على جميع منظمات حقوق الانسان التي تريد العمل مع اللجنة. ومن الدول الأخرى الأعضاء في هذه اللجنة الصين وكوبا وروسيا والسودان، وكلها دول صنفها تقرير "بيت الحرية" لعام 2014 في عداد "الدول غير الحرة". وقال نوير، رئيس منظمة يو ان ووتش لمراقبة عمل الأممالمتحدة انه "عندما يكون المجرمون هم القضاة ومشعلو الحرائق هم الاطفائيين، فان هذا تزوير للعدالة". واشار نوير إلى ان الأممالمتحدة بانتخابها دولا مثل ايران تمارس التعذيب والاغتصاب ضد المعتقلين والاضطهاد بحق المرأة، انما "تخذل ملايين الضحايا في انحاء العالم الذين يتطلعون إلى حمايتها". ايلاف