احتفاء حاكم عدن وتليفزيون عدن الحكومي بذكرى زيارة الملكة إليزابيث لعدن جيد جدا وكذلك إقامة ورعاية المعرض الفوتوغرافي في عدن حول طقوس الزيارة بل وطقوس تلك الحقبة الزمنية الجميلة باستعراض الصور التذكارية للزيارة وحتى للعملة النقدية في ذاك الزمان ,لكني أعتقد أن هذا الاحتفاء إذا ما كان جنوبي المولد شعبي الشوق والحنين سيحصل على درجة ممتاز جدا. لكن دعونا نتساءل هل هذا الاحتفاء من قبل حاكم عدن وتليفزيون عدن الحكومي بذكرى زيارة الملكة إليزابيث لعدن كان خارج نص السيناريو السياسي الحكومي المعروف والمكرر الغرض والهدف ؟! أي أنه نتاج لحراك ثقافي نخبوي لم تحركه الإرادة السياسية الصنعانية ! مثلما حاول الإعلام تصويره , وهذا يوصلنا إلى تصور تحررية حاكم عدن وانفتاحه وإقراره الحقائق وإن كانت مُرة بدليل إقراره جمالية زمن الحكم البريطاني برعايته هذا المعرض الفوتوغرافي في عدن وبث وتغطية فعاليته ! ,لكن لماذا هذا الإقرار من حاكم عدن ,إن جاز لي التعبير, بالماضي يصطدم بعدم الإقرار بالواقع الجنوبي في الزمن الحاضر؟! ألا يعني هذا أن تمثيلية الاحتفاء هذه ليست إلا نفس النص والسيناريو الذي يحرص دوما على مزامنة أي فعالية ثورية جنوبية ,من الممكن أن تقلب الطاولة ,بحدث إعلامي مفتعل "فرقعة" يلفت الأنظار إليه؟!. في اعتقادي أن هذا الاحتفاء هو بمثابة تجديد في أدوات العمل الإعلامي المشوش والمضلل الذي عودتنا عليه صنعاء , أتخيل أن أحدهم في صنعاء بعد تخزينة قات أدخل تاريخ 27 إبريل في محرك البحث جوجل فحصل على تاريخ الزيارة للملكة البريطانية إلى عدن فقال: ما رأيكم نحتفي بهذا اليوم؟,هكذا صدفة "دحبشة" , في سبيل التشويش على الفعالية الثورية للجنوبيين فأوعز لعدن بهذا الاحتفاء! . عادة "بترتيب مسبق" ما يحمل عنوان التضليل الصنعاني شعار "الإرهاب والقاعدة " ليعلو صوت الإرهاب "بطل الحرب العالمية اليوم " فوق صوت الجنوب المنتفض "بطل النضال السلمي اليوم " وكأن الحكومة اليمنية تكرس هذا الشعار الغطاء بأسلوب الدعاية التجارية بالقول: في اليمن بكل فخر واعتزاز لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب! , لا بأس بهذا الشعار في سبيل التشويش على صوت الشعب الجنوبي! ولكم أن تتخيلوا حكومة أي حكومة في العالم تتباهى وتتفاخر برفع هذا الشعار بل وتستقدم القوة الأمريكية في هذا الشأن! . هذا يسحبنا إلى سؤال آخر مفاده : لماذا الحكومة اليمنية دائما تقر الإرهاب وتروج له وتنكر النضال الجنوبي السلمي وتكفر به ؟! بل أنها في كثير من الأحيان تستلطف الإرهاب على النضال الجنوبي السلمي! ألا يحملنا هذا إلى حقيقة صنيعة الإرهاب لغرض ضرب الثورة الجنوبية؟! وأعتقد أن الاحتفاء بتاريخ زيارة الملكة إليزابيث لعدن هو أسلوب آخر جديد يحاول أن يشوش على درجة الاستقطاب الجنوبية دون جدوى ,فهو كلمة حق يراد بها باطل ؟! , الاحتفاء : هو كلمة الحق في حق حكم مدني عادل كالحكم البريطاني الذي ترك بصمة وأثر على كافة المستويات في الجنوب الحبيب "وإن كان محتل كحقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها لكن يبقى عزاءنا انه مستعمر! والباطل : هو الخلط الإعلامي المتعمد لتاريخ زيارة الملكة إليزابيث بتاريخ إعلان الحرب على الجنوب أرضا وإنسانا عن طريق إحداث فرقعة إعلامية ليس إلا. فهذا الاحتفاء ليس حبا في إليزابيث بل كرها في تذكير صنعاء بيوم إعلان حربها على الجنوب. في الأخير: ماذا سيقول حاكم عدن لحزب الرشاد السلفي الذي قدم في مؤتمر الحوار اليمني رؤيته حول جذور القضية الجنوبية وقال أنها تمتد من العام1839م عام الاحتلال البريطاني حينما سيرى هذا الاحتفاء الإعلامي بالأغصان؟!! عدن الغد