بغداد - 28 - 4 (كونا) -- تسببت هجمات انتحارية رافقت عملية الاقتراع الخاص التي تسبق الانتخابات العامة في العراق والتي تتيح لعناصر الجيش والشرطة والسجناء والراقدين في المستشفيات الادلاء بأصواتهم بمقتل 55 شخصا معظمهم من عناصر الامن وجرح 125 اخرين. وتزامن ذلك مع اعلان السطات العراقية اغلاق الاجواء امام الطائرات كافة ابتداء من الساعة 12 منتصف الليلة وحتى السادسة من مساء الاربعاء المقبل موعد الاقتراع العام. وكان أعنف هذه التفجيرات استهدف مؤيديين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني خلال احتفال في خانقين بمحافظة ديالى بعد بث لقطات تلفزيونية تظهر طالباني وهو يقترع في مشفاه بألمانيا. وقال الملازم اول في الشرطة العراقية احمد الهنداوي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا ان انتحاريا فجر نفسه بين عناصر حزب الرئيس العراقي بينما كانوا يقيمون احتفالا في قضاء خانقين على بعد 175 كيلومترا شمالي شرق بغداد ما ادى الى مقتل 30 شخصا وجرح 42 اخرين. وسبق هذا التفجير موجة من الهجمات الانتحارية بأحزمة ناسفة استهدفت مراكز اقتراع في بغداد وصلاح الدين وكركوك ونينوى. وفي بغداد تسبب تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مركزا انتخابيا في منطقة المنصور غربي بغداد بمقتل ثمانية من عناصر الشرطة والجيش واصابة 14 اخرين. وأكد مدير الادارة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مقداد الشريفي ان التفجير الانتحاري استهدف مركزا انتخابيا في المنصور ووصفه بالاعتداء لكنه اكد ان مثل هذه الهجمات لن تؤثر على عملية الاقتراع في يوم التصويت العام الأربعاء. واعقب تفجير المنصور هجوم انتحاري اخر في شارع المغرب بمنطقة الكسرة شمالي بغداد ما ادى الى مقتل ستة من عناصر الجيش والشرطة ممن كانوا يقترعون في مدرسة ثانوية واصابة 18 اخرين. ولم تنحصر التفجيرات في العاصمة بغداد إذ امتدت الى محافظة صلاح الدين حيث ادى تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مركز اقتراع في بلدة طوزخورماتو الى مقتل اربعة من رجال الشرطة وجرح 10 اخرين. وفي حي الواسطي بكركوك لقي ستة من رجال الشرطة وجنديان مصرعهم واصيب 12 اخرون اثر تفجير انتحاري بحزام ناسف. وكانت محافظة نينوى ايضا ساحة لهجمات بحزامين ناسفين وعبوة ناسفة استهدف الاول مقترعين من عناصر الامن في منطقة الجوسق بمدينة الموصل ما ادى الى اصابة سبعة بينهم شرطة وجنود. ولم يتسبب التفجير الانتحاري بوقوع حصيلة كبيرة من الضحايا وذلك بعد ان اطلق رجال الشرطة النار على الانتحاري الامر الذي ادى الى انفجاره خارج مركز الاقتراع فيما ادى تفجير انتحاري ثان في منطقة الطيران الى اصابة ثمانية جنود وعناصر من الشرطة. كما تسبب تفجير ثالث بعبوة ناسفة باصابة ستة صحافيين كانوا يغطون عملية الاقتراع الخاص في حي العربي بمدينة الموصل. وفي الانبار لقي جندي مصرعه واصيب ثمانية اخرون بينهم جنود وعناصر شرطة بجروح اثر انفجار عبوة استهدفت موكبا مشتركا كان في طريقه الى مركز انتخابي في مدينة الحبانية شمال مدينة الرمادي التي تبعد 100 كيلومتر غرب بغداد. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت ان اكثر من مليون و50 الف ناخب يشاركون في التصويت الخاص للقوات الامنية ونزلاء السجون والمستشفيات والمهجرين. والقت التفجيرات الانتحارية بظلالها على عملية الاقتراع الخاص التي جرت اليوم مثيرة الشكوك بشأن تمكن القوات الامنية من منع هجمات مماثلة ربما تقع يوم الاقتراع العام في 30 ابريل. واغلقت في الساعة السادسة من مساء اليوم صناديق الاقتراع الخاص لانتخابات مجلس النواب العراقي التي انطلقت صباحا في بغدادوالمحافظات وفقا للجهاز الالكتروني لقراءة بطاقة الناخب وتم على الفور نقل صناديق الاقتراع الى مراكز العد والفرز. وبعد انتهاء عملية الاقتراع الخاص في الداخل العراقي بنحو ساعة انتهت عملية الاقتراع للعراقيين في الخارج والتي استمرت يومين متتالين للمشاركة باختيار اعضاء البرلمان في 19 دولة عربية واجنبية. ووفقا لمفوضية الانتخابات فإن مكاتب المفوضية مددت لساعة عملية الاقتراع في عدد من مكاتب الخارج بعد تزايد الاقبال. وكان المؤمل ان يشارك في انتخابات العراقيين بالخارج نحو 785 الف عراقي ممن يحق لهم الادلاء باصواتهم وذلك في 102 مركز انتخابي تحتوي على 654 محطة اقتراع في 19 دولة عربية واجنبية. وبالتزامن مع اغلاق الاجواء العراقية سيدخل السباق الانتخابي العراقي منتصف يوم الثلاثاء مرحلة الصمت الانتخابي ولن يكون بوسع المرشحين الترويج لأنفسهم او لقوائمهم الانتخابية. وحذرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الكتل السياسية من مغبة خرق مدة الصمت الانتخابي الذي يقضي بتوقف اي نوع من انواع الدعاية الانتخابية قبل موعد الاقتراع ب24 ساعة مؤكدة على لسان عضو مجلس المفوضين كولشان كمال انها ستتخذ عقوبات رادعة بحق اي مرشح أو كيان سياسي يقدم على ارتكاب هذا الخرق. ومن جهتها قررت قيادة عمليات بغداد غلق مداخل العاصمة بغداد وفرض حظر على تجوال المركبات بدءا من الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء المقبل بحسب ما اعلنه الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان وزع هنا. وتأتي هذه الاجراءات بعد يوم على اعلان الامانة العامة لمجلس الوزراء تعطيل الدوام الرسمي في المحافظات كافة اسبوعا كاملا ابتداء من امس الأحد. ومن المقرر ان تشهد الانتخابات تنافسا محموما بين 9040 مرشحا على 328 مقعدا برلمانيا الا ان المؤشرات تذهب الى ان المنافسة الحقيقية ستنحصر بين قوائم بعينها مع هامش فرص لحضور ضيوف جدد على الساحة البرلمانية العراقية. وما يجعل هذه الانتخابات مختلفة كونها اول انتخابات برلمانية تجري بعد انتهاء الوجود الامريكي. وبلغ عدد الكيانات والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات 277 كيانا سياسيا الا انه وبعيد انسحاب عدد منها وخاصة من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى لاسباب أمنية واندماج اخرى مع بعضها اصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات 107 قوائم تتوزع بواقع 36 ائتلافا سياسيا و71 كيانا سياسيا تضم جميعها 9040 مرشحا يتنافسون على 328 مقعدا برلمانيا. ويتنافس مرشحو هذه القوائم لحجز مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي لدورته المقبلة والتي ستشهد زيادة عدد المقاعد بعد قانون انتخاب مجلس النواب العراقي المقر مؤخرا توزع على 320 مقعدا للمحافظات ال18 وفقا للحدود الادارية حيث ستكون كل محافظة دائرة انتخابية واحدة. وتوزعت المقاعد ال320 على بغداد (69 مقعدا) ونينوى (31 مقعدا) والبصرة (25 مقعدا) وذي قار (19 مقعدا) وبابل (17 مقعدا) والسليمانية (18 مقعدا) والانبار (15 مقعدا) واربيل (15 مقعدا) وديالى (14 مقعدا) بينما تبلغ حصة كل من كركوك وصلاح الدين والنجف 12 مقعدا. أما واسط والقادسية ودهوك وكربلاء فلكل منها 11 مقعدا بينما تبلغ حصة ميسان 10 مقاعد والمثنى سبعة مقاعد. ومنح القانون ثمانية مقاعد للمكونات (المسيحي والايزيدي والصابئي والمندائي والشبكي) حيث ستذهب خمسة مقاعد للمكون المسيحي وتوزع على المحافظات (بغداد ونينوى وكركوك ودهوك واربيل) ومقعد للمكون الايزيدي في محافظة نينوى وكذلك المكون الشبكي اما الصابئي والمندائي فقد منحا مقعدا واحدا في بغداد. (النهاية) م ح غ / ر ج وكالة الانباء الكويتية
