سلطان القاسمي / حفل افتتاح . الشارقة في 29 ابريل / وام /شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفل افتتاح مؤتمر الشارقة الدولي الأول في لغة القرآن الكريم ومستجدات العصر والإنسان والذي تعقده جامعة الشارقة بالتعاون مع المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أحد أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج وذلك ضمن فعاليات اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014. ويقوم المؤتمر على بيان دور اللغة العربية في الحفاظ على الهوية وتأكيد قدرتها على تلبية حاجات العصر من العلوم والفنون وتتبع ما دخلها من ألفاظ وعبارات من خلال التواصل الاجتماعي وذلك ضمن مجموعة من الأهداف من بينها: تعزيز شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى لغة القرآن الكريم والإفادة من التقنيات الحديثة في خدمة علوم اللغة العربية وتهذيب الأداء اللغوي في مجال الإعلام وتطوير مهارات مدرسي اللغة العربية على المستوى الثانوي والجامعي بالإضافة إلى بيان قدرة اللغة العربية على استيعاب علوم العصر وتسمية مستجدات التكنولوجيا والتعامل معها وتحديد الأخطار التي تحيط بلغة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي واستنباط الأساليب الأدبية والنقدية من خلال النص القرآني . حضر المؤتمر الشيخ محمد بن صقر القاسمي وسعادة عبدالرحمن بن علي الجروان المستشار في الديوان الأميري و معالي الدكتور علي عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج وسعادة اللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة و سعادة جمال سالم الطريفي المستشار في مكتب سمو الحاكم وسعادة محمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري والدكتورعمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي و الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالوكالة ونواب المدير وعمداء الكليات و أعضاء من الهيئتين الإدارية والتدريسية بالجامعة وطلبة الجامعة والمثقفين والأدباء. بدأت فعاليات الحفل بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم ليلقي بعدها الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالوكالة كلمة قدم في مستهلها أسمى معاني الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة لتفضله برعاية المؤتمر وكفالته له بالدعم والتوجيه السديد. وأكد أن المنهج الأكاديمي والعلمي في جامعة الشارقة منذ أن أنشأها رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة في نهايات القرن الماضي قام على عمادين أساسيين حددهما لها سموه بوضوح راسخ أحدهما الأصالة والآخر المعاصرة. وأضاف: وإذا كانت المعاصرة هي في التعامل والتفاعل مع أحدث ما توصل إليه العالم المعاصر في مجالات العلوم المختلفة فإن صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة فتح بنفسه السامية هذه الآفاق العالمية من خلال عقده للعشرات من اتفاقيات التعاون الأكاديمي والعلمي مع أعرق الجامعات والمعاهد والمراكز العالمية والتي أنجزها سموه بنفسه الكريمة مما جعل الطالب في جامعة الشارقة يتعامل خلال رحلته العلمية مع أعرق وأحدث التجارب العلمية العالمية . وقال مدير جامعة الشارقة بالوكالة " إذا كان ركن المعاصرة في جامعة الشارقة حظي بهذا القدر من الرعاية والاهتمام من سموه فإن نصيب ركن الأصالة فيها حظي باهتمام ورعاية أكبر أيضا وذلك لأن جامعة الشارقة كانت وستبقى أحد أهم أركان مشروع سموه النهضوي العلمي والثقافي على المستوى المحلي والإقليمي بل وحتى على المستوى الدولي .. مشيرا إلى أن سموه هيأها لتكون على هذا القدر من المسؤولية من خلال اعتمادها على التراث الإنساني الثقافي والحضاري العربي والإسلامي بشكل عام كمنهل تغرف جامعة الشارقة من معينه الذي لا ينضب وتقدمه لأبنائها من الطلبة تحت قبابها وفي مختلف قاعات العلم والدرس والعمل العلمي فيها ". وأكد أن الجامعة تعمل لتكون لغة القرآن الكريم لغة أبنائها ولا سيما الذين يلتحقون بها للدراسة بالتخصصات الإنسانية المختلفة كما أن على الطلبة الذين يدرسون التخصصات العلمية والتطبيقية فيها بشكل عام أن يدرسوا عددا من المساقات فيها كمتطلبات جامعية ومنها مساقات اللغة العربية لتعزيز ثقافتهم ومهاراتهم العامة فيها . كما أن الجامعة تطرح مساقات خاصة لغير الناطقين باللغة العربية وأخرى لتعزيز مهارات الطلبة بهذه اللغة العظيمة وبصورة عامة . ولفت إلى أن متطلبات الجامعة من المساقات التي تدرس في الجامعة لتعزيز ثقافة الطلبة هي مساقات موضوعة على أسس علمية وثقافية وتدرس وفق طرائق تدريس حديثة تشتمل على المختبرات ومن بينها مختبرات اللغة العربية بالإضافة إلى أن الجامعة تسعى الآن لتبني مشروع اختبار للطلبة باللغة العربية لقبولهم في أي من تخصصاتها يكون على شاكلة اختبار "التوفل " أو "الآيلتس" للغة الإنجليزية .. كما أنها في طريقها الآن للحصول على موافقة مجلس أمنائها الموقر لطرح برنامج الدكتوراه في اللغة العربية وتوسع من آفاق تعاونها مع الهيئات والمراكز والجمعيات المهتمة باللغة العربية وإلى أبعد مدى. ونوه إلى إن اهتمام جامعة الشارقة بثقافة الطلبة العامة ومن بينها اللغة العربية وحرصها على تعزيز تعليمها للطلبة شكل بصورة أو بأخرى أحد المحاور الرئيسة في المنهج العام لجامعة الشارقة في الدور الذي أراده لها صاحب السمو حاكم الشارقة في تعزيز مقومات وقواعد المشروع الثقافي العربي والإسلامي التي أرساها سموه في البنية الثقافية العامة في مجتمع الإمارة لتحقق في النهاية الإنجازات الكبيرة التي منها اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 والذي يعقد هذا المؤتمر في إطار فعاليات تخليده. وأشار مدير الجامعة بالوكالة إلى أنه على الرغم من كل الأدوات والوسائل والمناهج التي تتخذها جامعة الشارقة وغيرها من المؤسسات المعنية إلا أن هناك تحديا كبيرا لهذه اللغة لا يمكن نكرانه يتمثل في سيادة وسائل الاتصال التكنولوجية المختلفة على لغة شريحة الشباب بمختلف مجتمعات الأمة العربية من شبكة الإنترنت وما تشتمل عليه من وسائل التواصل الاجتماعي مثل ما يسمى ب"الفيسبوك وتويتر وانستغرام والبريد الإليكتروني بالإضافة إلى التواصل عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب اللوحية "التاب" التي تفرضها بعض المدارس الخاصة على الأبناء وخاصة في مرحلة تعليمهم المبكرة . من جانبه أكد الدكتور خالد من خلال الكلمة التي ألقاها على أهمية المؤتمر الذي تعقده جامعة الشارقة في ضرورة الحفاظ والتمسك باللغة العربية التي تجمع بين الشعوب العربية والرابط بين المسلم بدينه واستمدت العربية اهميتها كونه القرآن الكريم نزل بلغة الضاد. وأوضح الكركي المعوقات والصعوبات التي تواجه اللغة العربية اليوم العديد من في ظل عالم متسارع الخطوات ومنها استخدام العامية واللهجات المحلية في وسائل الإعلام واستخدام الحروف الأجنبية في الكتابة في وسائل الاتصال الاجتماعية المختلفة وعدم التنبه لمخاطر هذه السلبيات يخلق جيلا بعيدا عن دينه وثقافته العربية الأصيلة. كما ألقى معالي الدكتور علي عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج كلمة رحب فيها بالحضور وقدم شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته وحضوره لهذا المؤتمر الذي تحتضنه جامعة الشارقة .. مشيرا إلى أن المؤتمر يقام في إطار الشراكة التي تجمع مكتب التربية العربي لدول الخليج بجامعة الشارقة ضمن احتفالات تتويج إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014. وأضاف القرني أن لإمارة الشارقة مساهمات متميزة في الثقافة الإسلامية والإنسانية من خلال مؤسسات أدبية وفكرية فاعلة في تنشيط الحياة الثقافية وتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية ومعارض الكتب والفنون والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر. وأشاد القرني بحرص جامعة الشارقة في دعم وخدمة اللغة العربية وآدابها عبر البرامج التي تتبنها الجامعة ومنها على سبيل المثال لمركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالإضافة إلى برنامج الدكتوراه المقترح في قسم اللغة العربية. وفي ختام كلمته أعلن القرني عن إنشاء مبنى للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربي في إمارة الشارقة وذلك بما يحقق ويخدم رؤية وتوجه الإمارة في الحفاظ على اللغة العربية وآدابها وربط بالنشء بلغتهم العربية . من جانبه أكد الدكتور أحمد فلاح العموش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن المؤتمر يأتي في إطار مشاركة جامعة الشارقة في اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية والتي سبق أن نالت لقب "عاصمة الثقافة العربية " .. وحاليا "عاصمة الثقافة الإسلامية " والعام القادم بإذن الله تعالى الشارقة "عاصمة السياحة العربية ". وأشار العموش إلى أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية تواصل جهودها الحثيثة في تنفيذ خطة التطوير الاستراتيجي من خلال الحصول على موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على اعتماد برنامج البكالوريوس في العلاقات الدولية ومسار التاريخ والإرشاد السياحي إلى جانب السعي إلى طرح برنامج للدكتوراه في علم الاجتماع التطبيقي وبرنامج دكتوراه في التاريخ المقارن وإنشاء معهد علم الاجتماع التطبيقي للبحوث والدراسات ومختبر مسرح علم الجريمة التطبيقي وبرنامج تاريخ الفن والدراسات المتحفية ومركز الكتابة.. فضلا أن الكلية تحرص على دعم قسم اللغة العربية وآدابها من خلال إنشاء "مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها " . بعدها استمع المؤتمرون إلى قصيدة في حب لغة القرآن الكريم للشاعر الأستاذ الدكتور بهجت الحديثي بعنوان: "هذي هي الضاد". الجدير بالذكر أن المؤتمر سيعمل على تحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعة من المحاور العلمية ومنها: محور الأدب والنقد العربي في ظل النص القرآني الكريم ومحور أثر اللغة العربية في ترسيخ الانتماء الحضاري وتعزيز الهوية ومحور التفاعل الوظيفي بين علوم العربية وعلوم الشريعة بالإضافة إلى محور توظيف التقنيات الحديثة وتعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها واللغة العربية في وسائل الإعلام " واقعا ونقدا " واللغة المستخدمة في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد شارك في أعمال المؤتمر الذي طرح (31) بحثا علميا تدور في إطار محاور المؤتمر وأهدافه - ممثلون من 13 دولة عربية وإسلامية بالإضافة إلى وزارتي التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجامعة الإمارات ومكتب التربية العربي لدول الخليج ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ودائرة الشؤون الإسلامية بدبي. وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد استقبل العلماء الضيوف المشاركين في مؤتمر الشارقة الدولي في لغة القرآن الكريم وهم معالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني ومعالي الدكتور خالد الكركي و الدكتور فاضل السامرائي و الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف و الدكتورة سعاد عبد الوهاب و الدكتور صلاح جرار. -مل- تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/root/ع م م/ز م ن وكالة الانباء الاماراتية