يشهد ملعب «ستامفورد بريدج» في العاصمة البريطانية، لندن، موقعة كبرى بين تشلسي صاحب الأرض والجمهور، وضيفه الإسباني أتلتيكو مدريد، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بتعادل سلبي، بعد أن نجح البلوز في إغلاق كل المنافذ على أتلتيكو مدريد. وأثارت الخطة الفنية التي لعب بها تشلسي بقيادة مدربه البرتغالي، جوزيه مورينيو، في مباراة ذهاب، تذمر الكثيرين في الأسبوع الماضي، خصوصاً مع انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. ومع ذلك لن يكون غريباً على مورينيو أن يلجأ إلى أسلوب حريص آخر من اللعب عندما يستضيف فريقه مباراة العودة أمام أتلتيكو. فقد نجح تشلسي في إحباط مخططات أتلتيكو بملعب «فيسينتي كالديرون» في العاصمة الإسبانية. وبعدها أعاد نفسه إلى سباق اللقب ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى وإن كان مورينيو لا يرى ذلك، بفوزه 2/صفر على ليفربول الأحد الماضي. سيميوني: نريد أن نكون «مزعجين» يدرك مدرب أتلتيكو مدريد، الأرجنتيني سيميوني، أن المباراة على أرض تشلسي بالغة الصعوبة، خصوصاً أن البلوز لم يسبق له أن خسر أي نصف نهائي في أبطال أوروبا على أرضه، بل في كل المسابقات الأوروبية في هذا الدور، وقال سيميوني في تصريحات صحافية: «نريد أن نكون مزعجين»، وأضاف: «نعلم صعوبة المباراة، لكنّ لدينا خطة وهدفاً سنسعى لتحقيقه، وسنصل النهائي الأوروبي، نريد أن نصل إلى مرحلة نكون فيها فريقاً يصعب على أي فريق آخر هزيمته». شورله: البعض يشعر بالغيرة من تشلسي يرى لاعب تشلسي، أندريه شورله، أن المنتقدين للأسلوب الدفاعي لناديه عندما فاز 2-صفر على ليفربول، المتصدر في الدوري الإنجليزي الممتاز، ببساطة مجموعة من الناس التي تشعر بالغيرة. وأكد شورله أن تشلسي لا يواجه أي مشكلة لتكرار اللعب بهذا الأسلوب الدفاعي إذا كان بوسعه أن يجلب النجاح للنادي. وقال إن «البعض خصوصاً من المنتقدين لهذا الأسلوب يشعرون بالغيرة من نجاح تشلسي»، وأكد أنه من غير المهم طريقة تحقيق الفوز. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن شورله (23 عاماً) قوله، قبل استضافة مباراة إياب الدور قبل النهائي أمام أتليتيكو في ستامفورد بريدج «الفوز هو ما يهم، هذا هو أهم شيء». وقال ديمبا با مهاجم تشلسي عقب تسجيله الهدف الأول لفريقه بملعب «آنفيلد»: «دائماً ما يكون لدينا خطة، فنحن لا نخرج إلى الملعب لنلعب بالطريقة التي نريدها، يجب أن تكون لديك خطة»، ولم يكن اللاعب السنغالي مندمجاً بشكل كبير في اللعب حتى الدقائق الأخيرة قبل نهاية الشوط الأول، عندما انزلق قائد ليفربول ستيفن جيرارد ليهدي با الكرة وانطلاقة سهلة نحو المرمى. وقال با: «كنت في انتظار خطأ، لم أفاجأ بالأمر، كنا نعرف أننا لن نحصل على الكثير من الفرص»، وأضاف «عليك أن تمضي قدماً، عليك أن تواصل لعبة المقامرة. فمن حسن الحظ أن تحدث الأخطاء». وتتوافق ضربة الحظ التي تحدث عنها با مع النموذج الذي وصفه دييجو توريس، كاتب السيرة الذاتية لمورينيو، الذي قال إنه أثناء عمل المدرب البرتغالي مع نادي ريال مدريد وضع شفرة النقاط السبع لاجتياز المباريات المهمة بنجاح. وتقف خطة مورينيو في تناقض تام للفلسفة التي يشجعها مدرب مثل مدرب بايرن ميونيخ الحالي، بيب جوارديولا، الذي يطالب لاعبيه بالاستحواذ الدائم تقريباً على الكرة. ولكن فكرة مورينيو تعتمد على الاعتقاد بأن المباريات الصعبة يفوز بها الفريق صاحب الرصيد الأقل من الأخطاء. وعادة ما تقع الأخطاء من قبل الفريق المستحوذ على الكرة، لذا فإن فريقه لا يركز على استعادة الكرة بل يضغط على الخصم ليقع في الخطأ وبعدها يستغل فريق مورينيو هذا الخطأ سريعاً. ولن يكون غريباً إذا قرر مورينيو اتباع المنهج نفسه في اللعب اليوم، لكن المشكلة هي أن أتلتيكو نفسه يلعب بأسلوب قريب جداً من ذلك في المباريات الكبيرة. إنها مباراة لن يقاتل أي من الطرفين فيها من أجل الاستحواذ على الكرة. وكان لاعب تشلسي شورله قد قال في تصريحات صحافية «يمكن أن يلعب الفريق بشكل رائع ويلعب من لمسة واحدة ثم يخسر، لكن هذا ما لا نريده، إذ إننا نرغب في الانتصار، ليس من المقبول اللعب بشكل رائع ثم الخسارة، إذا كان هدفنا تحقيق الفوز بهذا الأسلوب وفزنا بالفعل فهذا أمر رائع»، وتابع «إذا اعتبر الناس أن تشلسي لا يستطيع اللعب حتى عندما نحقق الفوز فهذا يكون بسبب الغيرة»، وصمد تشلسي أمام هجوم ليفربول وسجل هدفاً في نهاية كل شوط عن طريق ديما با والبديل ويليان ليفوز 2-صفر على المتصدر. وعانى أتلتيكو، رغم استحواذه التام على الكرة، من أجل إيجاد فرص حقيقية خلال مباراة الذهاب، ومن المرجح أن يفضل اللعب على الهجمات المرتدة في لندن. ولا يتمتع منهج مورينيو مع تشلسي بشعبية حول العالم، خصوصاً أن فكرة أن يكون فريق يساوي ملايين الدولارات مهتم بهذه الدرجة الضئيلة بالاستحواذ على الكرة تعد غريبة إلى حد كبير. ولكن كرة القدم تبقى استثماراً معتمداً على النتائج، فكتب الأرقام لا تظهر مثلاً أن بايرن ميونيخ كان متفوقاً كلياً على تشلسي عندما خسر أمام الفريق اللندني في نهائي دوري الأبطال عام 2012. الامارات اليوم