أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، إذا شملت «تحديد حدود دولة إسرائيل»، ووقف الاستيطان، معتبراً ذلك شرطاً لتحقيق السلام. في وقت دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مسجداً وسبعة منازل لفلسطينيين بنيت من دون ترخيص في بلدة خربة الطويل القريبة من نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، على الرغم من إمهال المحكمة العليا الإسرائيلية، السلطات 90 يوماً ل«دمج فلسطينيي الضفة في عملية اتخاذ القرار». وأكد عباس في رام الله خلال حفل إطلاق «صندوق دعم مدينة القدس»، أمس، أنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل اذا شملت تحديد حدود دولة إسرائيل. وقال «أخطر شيء هو الحدود، وإسرائيل منذ أن أنشئت لا أحد يعرف حدودها، مصممون على أن نعرف حدودنا وحدودها، وإلا فليس هناك سلام». وجاءت تصريحات عباس قبل ساعات على انتهاء المهلة المتفق عليها لإنجاز المفاوضات المتعثرة بين الجانبين منذ تسعة أشهر، وسط مساع أميركية لاستئناف المفاوضات. وأضاف أنه «إذا أردنا تمديد المفاوضات فلابد من إطلاق سراح الأسرى، ونذهب للمفاوضات على أساس وقف الاستيطان، وبحث خرائط الحدود خلال ثلاثة أشهر يتوقف خلالها الاستيطان بشكل عام». وقال عباس، موجها حديثه للإسرائيليين «نظرية أن حدودنا تصل حيثما تصل أرجل جنودنا هذه يجب إلغاؤها من القاموس». وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي، قال عباس إنه خلال الايام القليلة المقبلة «ستكون هناك خطوات تشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين، وتحديد موعد الانتخابات». وأكد أن الحكومة الفلسطينية المقبلة ستلتزم «نبذ العنف والإرهاب، والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها السلطة الفلسطينية، وتعترف بإسرائيل». وتعليقاً على تصريحات عباس، طالب مسؤول اسرائيلي، الرئيس الفلسطيني بالتخلي عن المصالحة مع «حماس». وقال ل«فرانس برس»، طالباً عدم ذكر اسمه، «ما ان يتخلى محمود عباس عن تحالفه مع (حماس)، المنظمة المجرمة التي تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل، ستكون اسرائيل مستعدة للعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات وبحث كل موضوعات الخلاف بين الإسرائيليين والفلسطينيين». إلى ذلك، دمر الجيش الاسرائيلي مسجداً وسبعة منازل لفلسطينيين بنيت من دون ترخيص منه في بلدة خربة الطويل قرب نابلس، على الرغم من أن المحكمة العليا الاسرائيلية، التي قدم إليها طعن في نظام منح تراخيص البناء للفلسطينيين في مساحة ال60% من الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة إسرائيل التامة، أمهلت، الاثنين الماضي، السلطات 90 يوماً لدمج فلسطيني الضفة في عملية اتخاذ القرار. وأكد المتحدث باسم الادارة العسكرية الاسرائيلية في بيان ان «ثمانية مبانٍ بينها مسجد بنيت بصورة مخالفة في منطقة اطلاق نار للجيش تم تدميرها» في خربة الطويل، مشيراً إلى ان السكان استنفدوا كل الطعون الممكنة امام القضاء الإسرائيلي. من ناحية اخرى، أقدم يهود متطرفون، أمس، على تنفيذ اعتداء جديد في إطار اعتداءات «تدفيع الثمن»، التي ينفذونها ضد الفلسطينيين في كلا جانبي الخط الأخضر، وكتبوا شعارات مسيئة على جدار مسجد في قرية الفريديس جنوب حيفا، وألحقوا أضراراً بسيارات، كما اعتدوا على كنيسة في مدينة طبريا، وهددوا مطران طائفة اللاتين في الناصرة. وألحق المتطرفون أضراراً بعشرات السيارات في الفريديس، حيث ثقبوا إطاراتها، فيما وثقت كاميرات حراسة قيام ثلاثة أشخاص مجهولين بتنفيذ هذه الاعتداءات. وأفادت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، بأن مشتبهاً قام الليلة قبل الماضية بالوصول إلى منزل مطران في الناصرة، وسلّم رسالة لإحدى العاملات، تشمل اقتباسات وأقوال تهديد ضده وضد المسيحيين، وخلال التحقيقات تم اعتقال المشتبه على يد افراد شرطة صفد. وذكرت وسائل إعلام محلية في الناصرة أن رسالة التهديد وصلت إلى المطران بولس ماركونسو، مطران طائفة اللاتين في الناصرة، وجاء فيها أنه «لديكم مهلة للخروج من أرض إسرائيل». الامارات اليوم