احتفى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بإطلاق كتاب «النبطي الفصيح غوص في لغة الشعر النبطي» من تأليف الشاعر والباحث سالم الزمر، ضمن توجهات المركز الرامية إلى تعزيز التراث الوطني الإماراتي وتناقله بين الأجيال والتعريف به على المستويين الإقليمي والعالمي. يتألف الكتاب من 275 صفحة من القطع الكبير، ويتمحور حول حقيقة ارتباط الشعر النبطي باللغة العربية الفصيحة. يعرض الزمر في الكتاب حوالي 300 مفردة، وردت في القصائد النبطية العائدة للشعراء الإماراتيين، الذين استطاع أن يطلع على إنتاجهم الشعري، متناولاً إياها بالشرح والتعليق، ثم يناقش أصل هذه المفردات في اللغة العربية الفصحى، كما وردت في المعاجم العربية، وبمقدمتها، «لسان العرب» لابن منظور، بالإضافة إلى كتاب الله والسيرة النبوية الشريفة، فضلاً عن الموروث الشعري العربي، التي تؤكد جميعها أن هذه المفردات «النبطية»، إن صح التعبير، هي ذات جذور فصيحة، وتقدم المعنى الأصلي ذاته. وقال الزمر، إن هذا الكتاب يمثل جهداً متواضعاً، حاول من خلاله القول: إن الشعر الشعبي المسمى بالإمارات الشعر النبطي ليس بدعاً من الشعر وليس هجيناً بعيداً عن اللغة العربية، بل هو ابنها لأن لغته لغتها، وإن تحلل من قواعد النحو والصرف، كما قال المفكر ابن خلدون في مقدمته، التي وصف فيها الشعر النبطي ب«الشعر البدوي، وأما ألفاظه فما هي إلا العربية الأصيلة التي تزخر بها مراجع اللغة العربية وأمهات الكتب». من جهتها، قالت الدكتورة أمينة الظاهري مدير إدارة الدراسات والبحوث في «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث»، إن الإصدار الجديد يمثل دراسة أصيلة وبحثاً معمقاً واستقراءً دقيقاً لحقيقة العلاقة التاريخية والتسلسل الزمني المنطقي للشعر النبطي، الذي استمد جذوره وأصوله التي لا يمكن له أن يفترق عنها البتة من اللغة العربية الفصيحة ومفرداتها الرائعة ومعانيها الزاخرة، مشيده بالجهود الكبيرة التي بذلها المؤلف بالاعتماد على كم كبير من المصادر اللغوية والشعرية والتاريخية؛ بهدف إثبات هذه الحقيقة التي ربما تكون غائبة عن اعتقاد الكثيرين من المهتمين بهذا اللون من الشعر العربي الأصيل. (دبي الاتحاد) الاتحاد الاماراتية