الشارقة - محمد ولد محمد سالم: انطلقت صباح أمس في قصر الثقافة الدورة الثالثة من ملتقى الشارقة لكتاب المسرح الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان "الكتابة وآفاقها في مسارح الدول الإسلامية" ويشارك فيه كتاب مسرحيون من عدة دول إسلامية وعربية منها باكستان والسعودية وموريتانيا وتشاد والإمارات والجزائر، على مدار يومين تعقد خلالهما جلسات صباحية كما تعرض على هامشه مسرحيتان هما "الواشي"، من تأليف برتولد برشت وإخراج رامي مجدي، وإنتاج إدارة المسرح، و"طقوس الأبيض" تأليف محمود أبو العباس وإخراج محمد العامري لمسرح الشارقة الوطني . وقال عبدالله العويس رئيس الدائرة: "إن الملتقى بوتقة لصهر التجارب الإبداعية لكتابنا ولتحقيق التواصل والتفاعل بينهم ولتعزيز حضورهم في مجتمعاتهم المحلية" . وأضاف العويس أن هذه الدورة من الملتقى تأتي تحت شعار "الكتابة المسرحية وآفاقها في مسارح الدّول الإسلامية"، وذلك في إطار برامج الدائرة المخصصة لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، ونسعد خلالها باستضافة هذه النخبة من كتّاب المسرح من الدّول الإسلامية، لنتعرف إلى شواغلهم وهمومهم مع الكتابة المسرحية . كلمة الضيوف ألقاها مراد السنوسي شكر فيها الشارقة على ما تقدمه للحركة المسرحية بشكل عام، وعلى تنظيم ملتقى لكتاب المسرح بشكل خاص، لأن كاتب المسرح هو الغائب الدائم في كل النقاشات والمنتديات التي تتناول المسرح . أولى جلسات الملتقى كانت عن "الكتابة المسرحية في باكستان" وقدمها فيصل غازي وهو ممثل وكاتب مسرحي وصحفي باكستاني، وأدارها المسرحي الإماراتي عبد الله راشد، وبدأ غازي بلمحة تاريخية عن الحركة المسرحية في باكستان التي قال إنها جزء من الحركة المسرحية في شبه جزيرة الهند حيث كان للديانات الهندية قديما أشكال من الطقوس الدينية التي شكلت ظواهر لفرجة مسرحية، وقد ظلت تلك الأشكال مستمرة حتى ظهر المسرح الحديث سنة ،1857 مع الاحتلال الإنجليزي الذي أراد بالمسرح أن يشغل الشعب عن الثورة ضده، وقد استغل التجار في بومباي بشكل خاص هذا الوافد الجديد، فأنشأوا المسارح واستقطبوا الممثلين والمخرجين والكتاب، وانعكست الظاهرة على كافة شبه الجزيرة الهندية . الجلسة الثانية تناولت الكتابة المسرحية في موريتانيا، وتحدث فيها الكاتب والمخرج المسرحي الموريتاني عبدالرحمن لاهي، وأدارها المسرحي الإماراتي عبدالله مسعود، واستعرض عبدالرحمن نشوء الحركة المسرحية في موريتانيا التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي، وانطلقت انطلاقة قوية في شكل مسرح سياسي، فقد استغلت حركة "الكادحين" المعارضة للحكومة آنذاك طاقة المسرح كفن جماهيري لتوصيل أفكارها إلى أكبر شريحة اجتماعية ممكنة، ثم أنشأ همام فال فرقة مسرحية تقوم على فن "لَحْمَارْ" (المحاكاة)، ولقيت عروضها رواجا كبيرا داخل المجتمع، ولاحظ عبد الرحمن أن الكتابة المسرحية في هذه الفترة لم تكن مفصولة عن العرض، بل كانت تحدث خلال التدريبات، أو بالاعتماد على نصوص مسرحية عربية يجري تمثلها، ولم يكن لها كتاب متخصصون . وقال عبدالرحمن إن النقلة النوعية في الكتابة المسرحية كانت في متنصف الثمانينات عندما نشأ الاتحاد المسرحي لفرق الهواة الذي تحددت من خلاله المهام، ووجه دعوة إلى كتاب مرموقين ليكتبوا له مسرحيات كان من بينهم محمد الأمين الشاه، ومحمد فال ولد عبد الرحمن، وظهرت في هذه الفترة كتابات مسرحية ناضجة ومكتملة البناء الفني تناولت كل القضايا المطروحة على الساحة من اجتماعية وسياسية وقومية وقضية فلسطين وغيرها . الجلسة الثالثة كانت عن الكتابة المسرحية في السعودية، وقدمت ورقتها الناقدة السعودية الدكتورة عفاف عبدالله هاشم، وأدارتها الكاتبة المسرحية الإماراتية فاطمة آل بشر واستهلت بملاحظة حول مفارقة كونها امرأة تتحدث عن مسرح تغيب فيه المرأة، وقالت إن المسرح في السعودية بدأ مبكرا في سنة 1932 بمسرحية شعرية كتبها حسين سراج الدين، وتواصلت المحاولات حتى سنة 1960 حيث أنشأ أحمد السباعي دار قريش للتمثيل في مكةالمكرمة، وقد استقدم لها المخرجين والممثلين والكتاب، لكنها لم تعمر فقد أوقف نشاطها في سنته الأولى، وبموازاة ذلك كان هناك نشاط مسرحي مدرسي متواصل . الخليج الامارتية