كتب- هيثم القباني: شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس حفل تخريج الدفعة الرابعة عشرة لطلاب جامعة حمد بن خليفة والكليات الشريكة لها. وسجَّل احتفال هذا العام العدد الأكبر من الخريجين في تاريخ جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة، إذ ضم 549 طالبًا وطالبة، يمثلون 55 دولة مختلفة، وهو ما يمثل ارتفاعًا لافتًا في أعداد الخريجين، الذين بلغ عددهم العام الماضي 437 طالبًا. وقد فاقت نسبة الخريجات الإناث نسبة نظرائهن من الذكور هذا العام، إذ بلغ عدد خريجات هذا العام 292 طالبة في مقابل 257 من الخريجين الذكور. وقد أعرب سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني، رئيس جامعة حمد بن خليفة، في كلمة له بهذه المناسبة، عن سعادته بالاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب جامعة حمد بن خليفة وطلاب الجامعات الشريكة لها. وقال سعادته " إنه أصبح من تقاليدنا الراسخة أن نجتمع في هذا الوقت من كل عام لنحتفي بتخريج دفعة جديدة من المواهب الشابة التي ضمتها جامعات المدينة التعليمية، بعد أن أتموا مسيرتهم التعليمية وامتلكوا من القدرات ما يؤهلهم لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه المجتمع". وأضاف: "إن حفلنا هذا العام يشهد تخرج أول دفعة من طلاب جامعة حمد بن خليفة ممن نالوا درجات الماجستير والدبلوم من كلية الدراسات الإسلامية في قطر ومعهد دراسات الترجمة". ورحب سعادته بأوائل الحاصلين على درجة الماجستير في دراسات المتاحف والمعارض من كلية لندن الجامعية بقطر، وقال " إنها لحظات لا تنسى لطلابنا الخريجين الذين لم يألوا جهدًا في الدراسة، كما أنها اللحظة التي يتبين لنا فيها مواكبة ومواءَمة برامجنا التعليمية مع احتياجات المجتمع وتطلعاته". وأشار إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سبق أن أكد الدور المركزي الذي يضطلع به التعليم في تنمية مجتمعنا. واعتبر أن التعليم سيظل بلا أدنى شك الأداة الرئيسة لبناء مجتمع المعرفة الذي اعتبرته رؤية قطر الوطنية 2030 أصلاً ومحورًا ثابتًا لها من أجل بناء الفرد القادر على العطاء لرفاه بلده على المدى الطويل. وأوضح أن عدد الخريجين المتميزين يزداد عامًا بعد عام في مختلف التخصصات، وهم الدليل الساطع على ترجمة رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أرض الواقع، وتأكيدًا لما تستطيع معاهد العلم أن تقدمه من برامج تلبي احتياجات قطر والمنطقة. وأضاف "إننا تمكنا من تحقيق هذا النجاح في غضون سنوات قليلة بفضل شراكاتنا العلمية القوية والمتنوعة، مؤكدًا العزم على مواصلة التقدم من خلال طرح برامج متميزة للدراسات العليا تعتمد على إجراء البحوث التطبيقية ولا تكتفي فقط بتقديم المعرفة النظرية". وأشار في هذا الصدد إلى أن الجامعة أطلقت برنامج الماجستير التنفيذي في الطاقة والموارد بفضل مشاركة كل من: جامعة تكساس إيه أند إم وجورجتاون وجامعة الإدارة العليا - (HEC-Paris)، كما تتعاون جامعتنا مع كلية لندن الجامعية في قطر لتقديم برنامج للماجستير في علوم المكتبات والمعلومات، وبرنامج آخر يمنح شهادة الدبلوم في البحث الأكاديمي والمناهج. ولفت إلى أن جامعة حمد بن خليفة تستكمل تجهيزاتها لإطلاق برنامجين للماجستير والدكتوراه في الطاقة المستدامة سيتم الإعلان عنهما في المستقبل القريب، وسيكون لهما أثر ملموس في دفع عجلة التنمية في بلدنا. وشدد سعادته على أن ما حققناه خلال السنوات الماضية يضع البنية الأساسية لنكون في صدارة الجامعات البحثية في المنطقة، وقال :" إننا سوف نواصل جهودنا للارتقاء بمكانتنا بين المراكز المعرفية والبحثية المرموقة في العالم، ساعين بذلك إلى تجديد مساهمة أجدادنا العرب في المعرفة العالمية". وأعرب عن ثقته في أن تجربة الطلاب في المدينة التعليمية قد أَثْرت شخصياتهم وأهلتهم لطرق باب مستقبلهم المهني بالشكل الذي يرضيهم ويتناسب مع قدراتهم. وتوجه إلى الطلبة الخريجين قائلاً" بوسعكم اليوم الاستمتاع والفخر بالنجاح الذي حققتموه .. فغدًا تشرعون في الخطوة الثانية من رحلة العطاء لمجتمعكم مع مواصلة تحصيل المعرفة التي هي روح المدينة التعليمية ونبضها الدائم ". وتقدم سعادة الشيخ عبد الله آل ثاني في ختام كلمته بالشكر إلى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، على دعم سموها ورعايتها اللامحدودة والمتواصلة. شهد الحفل أيضًا عددٌ من قيادات مؤسسة قطر على رأسهم سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، والمهندس سعد المهندي رئيس مؤسسة قطر، والمهندس جاسم تلفت المدير التنفيذي للمجموعة في الإدارة العامة للمشاريع الرئيسة، والسيد فهد سعد القحطاني المدير التنفيذي للمجموعة - الشؤون الإدارية بالمؤسسة، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع القطري وأعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية في جامعات المدينة التعليمية، فضلاً عن عدد من الضيوف وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة. كما حضر عددٌ كبيرٌ من أولياء أمور الخريجين وأسرهم، والذين شاركوهم فرحة النجاح والتفوق. وقالت السيدة ويندي كوب مديرة منظمة "علّم من أجل الجميع" في كلمتها : إن جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة تبذل جهودًا مضنية سعيًا منها لتعليم قادة المستقبل في دولة قطر والمنطقة والعالم بأسره. وأضافت: يغمرني شعور حقيقي بالحماس وأنا أتحدث إليكم اليوم. هذا الحماس منبعه أني أقف اليوم أمام 549 قائدًا من قادة المستقبل يتمتعون بالقدرات والمؤهلات العلمية التي تمكّنهم من قيادة دفة التغيير والبناء في أوطانكم. وقالت: نحن في بلد اتخذ قرارًا غير مسبوق بتوجيه استثمارات ضخمة في مجال التعليم. وأكدت أن قطر التي تشهد ازدهارًا اقتصاديًا، اتخذت قيادة هذا البلد قرارًا قائمًا على رؤية تستشرف المستقبل البعيد للاستثمار الآن في بناء رأس المال المعرفي، وهو ما يشكل الضمانة الحقيقية للمكانة الراسخة لدولة قطر في المستقبل، وتحسين مستوى التعليم للأطفال الأكثر تهميشًا على مستوى العالم. وقالت: إنه من النادر جدًا أن نجد قادة، مثل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، يتفهمون أهمية بناء جيل يتمكن كل أطفاله من الوصول إلى التعليم ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك. وحثت الخريجين على أن يستمدوا الإلهام من القادة الذين قاموا بترسيخ أركان هذا الصرح لما قاموا بتزويدهم بأساس متين لرسم معالم مستقبل مشرق. وقالت: فبإمكانكم أن تكونوا جيلًا من قادة العالم الذين يقررون تبني حلولً لأحد أكثر التحديات استمرارية، والأكثر أهمية في عالمنا اليوم. وأضافت: فعلى مدى السنوات السبع الماضية، حظيت بفرصة بالعمل مع عدد كبير من أصحاب المشاريع الاجتماعية الملهمين من دول مثل الهند وجنوب إفريقيا ولبنان وبيرو، حيث يقومون بإعداد قادة المستقبل في دولهم من أجل إحداث تغييرات جذرية من خلال التعليم. وقالت: كما تشرفت بالعمل مع سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني التي أطلقت مؤسسة "عَلّم من أجل قطر" منذ شهرين وقامت باستقطاب القادة الشباب بهدف تحسين مستوى التعليم في دولة قطر. وحثت الخريجين لاستثمار طاقاتهم الثمينة في هذه السنوات الحاسمة، متمنية ألا يكرسوا هذه الطاقات للابتكارات الفورية فحسب، بل أن توجهوها أيضًا إلى بناء عالم جديد يتاح لكل طفل فيه الحصول على تعليم متميز. وقالت: إنها مهمة تتطلب كثيرًا من الوقت. فهذا هو المستقبل، وتحقيق هذه الرؤية سوف يتطلب العديد من التغييرات، ولكنه الطريق الوحيد لتحقيق تطلعاتنا وآمالنا في عالم ينعم بالازدهار الاقتصادي والأمن والسلم والعدالة والصحة والاستدامة. جريدة الراية القطرية