الشارقة - "الخليج": كشفت شرطة الشارقة أسباب وفاة ثلاثة أشخاص أحدهم مصري الجنسية والآخران من الجنسية البنغالية داخل محل لتلميع السيارات بمنطقة أبوشغارة بالشارقة حيث تم العثور عليهم متوفين من قبل أحد زملائهم الذي قام بالإبلاغ عن وفاتهم . وكانت غرفة العمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة قد تلقت بلاغاً بالحادث في الساعة الثانية عشرة وخمس عشرة دقيقة من ظهر الثلاثاء الماضي حيث انتقل إلى الموقع المذكور فريق من ضباط وأفراد إدارة التحريات والمباحث الجنائية وفريق مسرح الجريمة ورجال التحقيق الجنائي بمركز شرطة الغرب الشامل وخبراء الأدلة الجنائية إضافة إلى عدد من سيارات الإسعاف الوطني التي تم استدعاؤها إلى الموقع . ومن خلال المعاينة الأولية لمسرح الحادث تبين أن المكان عبارة عن محل صغير لتلميع السيارات لا يتسع لأكثر من سيارتين ويوجد بداخله جزء علوي يتصل بدرج للصعود وقد خصص كغرفة لسكن العمال، حيث كانت سيارتان متوقفتين داخل المحل، وتبين وجود ثلاث جثث للعمال المتوفين أحدهم شاب عربي الجنسية في العقد الثالث من عمره وقد تم العثور عليه ممدداً على الأرض داخل المحل، والثاني من الجنسية الآسيوية في العقد الثالث من عمره وقد تم العثور عليه ممدداً داخل حمام بالمحل، أما الثالث وهو من الجنسية الآسيوية في العقد الثالث من عمره فقد عثر عليه ممدداً بالملحق العلوي من المحل . ومن خلال معاينة جثث المتوفين لم يتبين وجود أي آثار للعنف أو علامات تدل على وجود فعل جنائي خلف الحادث كما تبين أن اثنتين من جثث المتوفين كانتا بحالة تصلب مما رجح تعرض المتوفين لعارض بيئي قاتل نتج عن وجود تلوث ما داخل المحل، حيث تابع خبراء الأدلة الجنائية فحص الموقع وجمع العينات بهدف إجراء فحوص مخبرية لمحتوياته . وبمتابعة جمع المعلومات، فقد تبين بأن العمال الثلاثة المتوفين كانوا جميعهم يعملون بالمحل ويقيمون بالغرفة العلوية، إضافة إلى شخص رابع من الجنسية المصرية يعمل كمندوب مبيعات هو الذي تولى الإبلاغ عن الحادث، وبالعودة للمذكور وسؤاله، أفاد بأنه استيقظ في وقت مبكر من صباح الثلاثاء وغادر الغرفة بينما كان زملاؤه نائمين وعند عودته في التاسعة صباحاً حاول إيقاظهم لبدء العمل دون جدوى حيث اتصل بأحد زملائه وهو شقيق أحد المتوفين وحاولا معاً إيقاظ المذكورين دون جدوى، وبعد أن تأكد لهما وفاة المذكورين فقد قاما بالاتصال بغرفة عمليات الشرطة والإبلاغ عن الحادث . وبفحص السيارتين اللتين كانتا داخل المحل فقد تبين أن إحداهما كانت في حالة تشغيل منذ بعض الوقت وأن محركها ما يزال ساخناً، وبسؤال المذكور، أفاد بأنه هو من قام بتشغيل السيارة والجلوس بداخلها لفترة طويلة خلال الليلة الماضية ما رجح أن تكون وفيات العمال ناتجة عن الاختناق بتسرب غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة . وبحضور وكيل النيابة العامة المناوب، أمر بنقل جثث العمال المتوفين إلى المختبر الجنائي بشرطة الشارقة توطئة لعرضها على الطبيب الشرعي لفحصها وتحديد أسباب الوفاة، كما تقرر نقل المركبة المشتبه بتسببها في الحادث بدورها إلى المختبر الجنائي لفحصها بوساطة المختصين حيث تبين من خلال التقرير الذي أعده المختبر، أن الوفاة تعود إلى الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون الذي وجد بنسبة تركيز عالية تراوحت بين 70 إلى 75% في العينات المرفوعة من المتوفين . وصرح العقيد الدكتور عبدالقادر العامري مدير المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، أن كل المؤشرات والأدلة الأولية تشير إلى حدوث الوفاة نتيجة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون المتسرب من عادم السيارة في المحل المشار إليه والتي لاتتوافر فيه اشتراطات الأمن والسلامة . وأضاف العقيد العامري، أنه تكمن خطورة غاز أول اكسيد الكربون في أنه ليست له رائحة ولا لون ولا طعم تنبه الضحايا لدى استنشاقه ولذا سمي مجازاً بالقاتل الصامت، وتراكيزه المنخفضة تؤدي للوهن والنعاس ما يؤدي لاستنشاق كميات أكبر منه . كما نوه العقيد العامري إلى أن الأبحاث العلمية المعتمدة عالمياً والفحوصات المعملية والخاصة بعينات دم الضحايا تدل بأن تراكيز الكاربوكسي هيموجلوبين والتي تتراوح ما بين 40 - 70% تؤدي الى صدام شديد والإرهاق والدوار وتشوش الرؤية وصعوبة التنفس وعمل القلب بصورة غير منتظمة والتشنجات والإغماء، فيما تكون التراكيز المتراوحة ما بين 70 - 80% مؤدية وبصورة حتمية إلى الوفاة . ومن جانب آخر طالب العقيد سلطان عبدالله الخيال مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة أصحاب المنشآت الصناعية والحرفية باليقظة والانتباه والحرص على توفير بيئة آمنة للعمال وإبعادهم عن التعرض لمثل هذه الملوثات والمخاطر والمحافظة على حياتهم وسلامتهم مشيراً إلى التحذيرات التي سبق أن أطلقتها شرطة الشارقة في هذا الصدد والتي طالبت من خلالها بضرورة التقيد بتعليمات الأمن والسلامة العامة الصادرة من الجهات المختصة . وأوضح العقيد الخيال، أن شرطة الشارقة سوف تطلق حملة واسعة للتوعية من مخاطر الانبعاثات الضارة أو استخدام المواد التي تشكل خطراً على صحة وحياة الإنسان في كافة المنشآت والمرافق السكنية وخاصة وحدات السكن العمالية والأماكن المكتظة، والحد من السلوكيات التي تعرض حياتهم للخطر كالنوم داخل المركبة وهي في حالة تشغيل وإشعال الفحم والأخشاب داخل المنازل المغلقة وتجديد الهواء بشكل مستمر حتى لا تتكرر المآسي من جراء استنشاق الغازات السامة بأنواعها . الخليج الامارتية