أجمع خبراء ومنظمات عالمية على أن الإمارات تعيش نهضة سياحية حقيقية ترتكز على رؤية واضحة واستثمارات ضخمة جعلت من الإمارات حالة فريدة في المنطقة التي تمتلئ بالتحديات. وأشارت مؤسسات عالمية ان الطفرة السياحية في دبي خاصة والإمارات عامة لم تأت من فراغ بل تعكسها الأرقام والبيانات الفعلية للنمو التي تصدرها هذه المؤسسات عن القطاع السياحي في الدولة وهذا يعني ان السياحة باتت اليوم احد الأولويات بالنسبة إلى الحكومة. ولعل ابرز هذه المنظمات العالمية التي أشارت إلى ازدهار القطاع السياحي في الإمارات مجلس السياحة والسفر العالمي الذي أشار تقريره الأخير إلى ان الاستثمارات السياحية بلغت هذا العام في الدولة 23 مليار درهم ما يعني خلق آلاف الوظائف التي تعمل في هذه الصناعة بنمو 9.7 % خلال العام الماضي حين بلغت الاستثمارات 21 مليار درهم. ويشير المجلس في تقريره، إلى ان أعداد العاملين في هذه الصناعة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر سيصل إلى 523 إلى شخص مع نهاية العام الجاري بنمو 5.3 % مقارنة مع العام الماضي. ووفقا لأرقام المنظمة الدولية فان مساهمة القطاع في ناتج الدولة الإجمالي يبلغ 9.5 % وهو مرشح للارتفاع خلال السنوات المقبلة مع تزايد الإنفاق والاستثمارات والدخل القادم من هذه الصناعة الحيوية التي تحقق نموا أعلى من القطاعات الأخرى مثل الخدمات المالية والنقل والبنية التحتية. ويشير ديفيد سكوسيل الرئيس التنفيذي لمجلس السياحة العالمي الى انه ومع تحقيق الإمارات نموا يصل إلى 4.3 % هذا العام فان الآفاق تبدو واعدة لقطاع السياحي المرشح لمزيد من النمو والتوسع. دبي أما مؤسسة جونز لانغ لاسال فقد أشارت إلى ان القطاع الفندقي في دبي ما زال يحقق معدلات نمو كبيرة مع تزايد أعداد الزوار للإمارة حيث بلغ معدل إشغال الفنادق في الربع الأول من العام 88 % وبلغ سعر الغرفة خلال هذه الفترة 298 دولارا. ومن جهتها يرسم محللو يورومونيتور صورة إيجابية للغاية لعودة دبي القوية من تأثيرات الأزمة العالمية مستفيدة من عوامل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تمتعت به على الدوام الأمر الذي جعل من نسب إشغال الفنادق لا تقل عن 86 % بالنسبة لشهر يناير مثلا وفي أبو ظبي 75 % . وتقول يورومونيتور: ان هناك 16 ألف غرفة فندقية كانت تحت الإنشاء خلال شهر فبراير لوحده موضحة ان استضافة الإمارات لاكسبو 2020 سيكون عاملا رئيسيا في استدامة وازدهار قطاع السياحة في الدولة. وأشار تقرير لمؤسسة برايس ووتر هاوس كوب إلى ان دبي واحدة من مدن العالم القليلة التي تشهد تحولات متسارعة تعزز من نموا الاقتصادي معتمدة على قطاعات السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية الأمر الذي جعل منها ضمن الوجهات السياحية ال 25 الأكبر في العالم. ويوضح التقرير ان دخول 2780 غرفة جديدة إلى السوق الفندقي في دبي العام الماضي واستمرار معدلات الإشغال بنسب تزيد عن 70-80 % يؤكد جاذبية المدينة . وتوقع التقرير ان تحافظ دبي على نسب إشغال تتجاوز 80 % خلال العامين المقبلين وهذا يعني بقاء دبي مغردة خارج السرب باعتبارها الأعلى في هذا المجال اضافة إلى محافظتها على الأعلى من حيث عائد الغرفة وسعرها بواقع 759 درهما للغرفة في 2014 ترتفع إلى 808 دراهم في العام المقبل. أما ميد فتشير في تقرير مطول لها حول دبي إلى ان المدينة ستبقى الأكثر فرصا في المستقبل القريب بفضل مشاريعها الكبرى ومبادراتها الحيوية الهادفة إلى تنويع اقتصادها المتسارع النمو. ويشمل قطاع الفنادق في دبي قوة دافعة لحيوية المدينة مع استمرار تدفق السياح سواء سياحة الأعمال أو الترفيه أو الرياضة وغيرها. ويتوقع ان يستقبل السوق الفندقي في دولة الإمارات 21800 غرفة خلال الفترة من 2014-2018 نصفها في دبي لوحدها. ووفقا لتقديرات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي فان قطاع السياحة ضخ في اقتصاد دبي اكثر من 75 مليار درهم في العام 2012 لكن الرؤية الحكومية تتطلع إلى 230 مليار في 2020 مع استضافة دبي لمعرض اكسبو في ذلك العام أي ان مساهمة السياحة ستتضاعف ثلاث مرات مقارنة مع العام 2012. وتقول ميد انه ومع تسارع المشاريع الفندقية فان قطاع البناء والتشييد يتجه هو الآخر إلى الازدهار الذي يتوقع ان يستمر للسنوات المقبلة حيث يقدر قيمة السوق حاليا ب 15 مليار ترتفع إلى 50 مليار دولار مع تسارع مشاريع اكسبو في العام 2020 وهذا يعني أيضا انفتاح شهية المصارف المتوقع على الإقراض سواء بالنسبة للمشاريع الكبيرة أو المتوسطة والصغيرة. تكامل ويشير التقرير إلى ان نهضة دبي السياحية تتزامن أيضا مع مشاريع كبرى في إمارات الدولة الأخرى ونسب إشغال جيدة في الفنادق. فقد نمت أعداد الزوار في مدينة الفجيرة مثلا بنسبة 17 % في العام الماضي وهناك اكثر من 1000 سائح يزور مركز سيتي سنتر في الفجيرة كل يوم أربعاء من السفن السياحية التي ترسي في ميناء المدينة. أما إمارة عجمان فقد شهدت مؤخرا افتتاح أول فندق عجمان سراي التابع لمجموعة ستاروود والذي يضم 250 غرفة. كما ان الشارقة شهدت هي الأخرى نموا بواقع 10 % في أعداد السياح وهناك 1.3 مليون سائح دولي زار المدينة خلال الفترة من يناير سبتمبر من العام الماضي. أما إمارة رأس الخيمة فهي مستمرة في تحقيق النمو من حيث الزوار الذين تجاوز عددهم 1.2 مليون سائح. البيان الاماراتية