قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    أول جهة تتبنى إسقاط طائرة أمريكية في سماء مارب    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللجنة التأسيسية للدستور توجه الدعوة لزعماء المعارضة للحوار.. والفوضى تعم البلاد
نشر في الجنوب ميديا يوم 20 - 12 - 2012

اللجنة التأسيسية للدستور توجه الدعوة لزعماء المعارضة للحوار.. والفوضى تعم البلاد القاهرة - 'القدس العربي' فوضى في كل شيء ومصر لم تعد دولة، وكل المؤشرات تؤكد حتى الآن، انها متجهة الى صدام دموي، وهذا ما تكشفه أخبار وموضوعات الصحف الصادرة امس الأربعاء من تقديم جبهة الانقاذ الوطني وزارة العدل، أدلة حدوث عمليات تزوير في الاستفتاء وضبط مسؤول حزب الحرية والعدالة في محافظة جنوب سيناء وهو يفرز بنفسه أوراق الاستفتاء، وموافقة الوزير على انتداب قضاة تحقيق للتحقيق في الاتهامات، وتضارب الانباء عن اعتذار المستشار زغلول البلشي الأمين العام للجنة العليا المشرفة على الانتخابات، عن ممارسة عمله بسبب عملية شبكية في عينه حتى لا يعلن استقالته، بينما يقول الإخوان انه لم يعتذر، وأصدر حزب الحرية والعدالة بيانا طالب فيه بالإبقاء على النائب العام المستشار طلعت إبراهيم في منصبه لأن استقالته تمت تحت تهديد السلاح من مئات من وكلاء النيابة ودعوا إلى وقفة لدعمه.
وإلى وقفة في الإسكندرية يوم الجمعة ضد ما اعتبروه هجمات على المساجد، رغم انهم والسلفيون السبب في تحول المساجد الى ساحات للمعارك، وتورط وزير الأوقاف الإخواني الشيخ طلعت عفيفي في السماح باستخدام المساجد للدعاية السياسية لهم، وتعيينه الإخواني جمال عبدالستار مديرا عاماً للدعوة - والذي نؤكده هنا - انهم لن يهنأوا بميزة استخدام المساجد للدعاية السياسية.
أيضاً ظهر الارتباك واضحاً من دعوة اللجنة التأسيسية للدستور قادة جبهة الانقاذ الوطني من زعماء كفار قريش البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي للحوار، ورفضهم له، مثلما رفضوا دعوة من المرشد العام للتحاور رغم انه استخدم لإقناعهم أغنية لأم كلثوم وهو ما سنناقشه غداً إن شاء الله.
وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا، والله الموفق والمستعان.
القبض على حارس الشاطر
يحمل سلاحا غير مرخص
فجرت جريدة 'الوطن' امس في تحقيق لزميلينا سامي عبدالراضي ومحمد سيف، معلومات جديدة عن خليل أسامة خليل العقيد الشاب المقبوض عليه بتهمة حمل سلاح غير مرخص أمام احدى لجان الاستفتاء وقيل انه الحارس الشخصي لخيرت الشاطر ونشر صور له وهو يتدرب على السلاح في غزة مع حركة حماس، ونفيه ذلك وضبط شريحة على هاتفه المحمول بتعليمات بأن ينكر معرفته بالشاطر أو انتمائه للإخوان.
والوطن نشرت صورة له وهو يصلي خلف الرئيس مرسي عندما كان مرشحا لانتخابات الرئاسة - وأنه من محافظة الرئيس، الشرقية.
محاولات المعارضة لاغتصاب كرسي مرسي
والى الرئيس ومعاركه، حيث طالبه صاحبنا الإخواني أسامة نور الدين في 'الحرية والعدالة' يوم الاثنين بأن يتخلى عن سياسة اللين ويلجأ إلى الشدة، بقوله:
'ما يحدث الآن يؤكد أن سياسة الاسترضاء التي يتبعها الرئيس منذ نجاحه لم تعد مجدية ويتعين عليه إعادة النظر فيها بعد ان بات واضحاً أن المعارضة تستخدمها بشكل لا يصب في صالح الوطن ولا في صالح الرئيس، وإنما يصب بشكل أساسي في مصالح قادتها الذين يسعون بكل قوة إلى اغتصاب كرسي الرئاسة والانقضاض على الشرعية المنتخبة.
فقد جربت تلك السياسة في السابق من قبل أفراد ودول وكانت نتائجها كارثية، إذ أدت سياسة الاسترضاء التي اتبعتها الدول الأوروبية مع هتلر في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي إلى قيمه بشن حرب شاملة ابتلعت تلك الدول ولولا تدخل الولايات المتحدة لوقعت أوروبا في قبضة الديكتاتور الألماني هتلر، لذلك لابد من تغير استراتيجية التعامل مع المعارضة في الداخل ومع القوى التي تتربص بأمن واستقرار الوطن في الخارج'.
وإذا طبقنا نصيحته سنجد أنها تطلب الاستعانة بأمريكا لمنع وصول ثلاثة من نوع هتلر إلى حكم مصر، هم حمدين صباحي أو البرادعي أو عمرو موسى، وهذا مفهوم والدليل ان كل واحد منهم يحمل فعلا اسم هتلر، حمدين صباحي هتلر، ومحمد البرادعي هتلر وعمرو موسى هتلر، ومفهوم ومعروف أن أوباما متحمس جدا لدعم حكم الإخوان، لكن غير المفهوم هو الدول الأجنبية التي على أمريكا محاربتها وتساند هتلر مصر؟
'الصباح': المسخرة التي تشهدها
مصر بعهدك يا سيادة الرئيس
لكن زميلنا ورئيس التحرير التنفيذي ل'الصباح' وائل لطفي كان له في نفس اليوم - الاثنين - رأي مختلف تماماً في حكاية هتلر مصر، إذ قال مخاطباً الرئيس مرسي عن الهجوم على صحيفة الوفد والتهديدات للصحف الأخرى: 'ما هذه المسخرة التي تشهدها مصر في عهدك يا سيادة الرئيس؟ أقول صادقاً ان مصر لم تشهد مثل هذا العبث وضياع هيبة الدولة في أشد عصورها انحطاطا، هل تعرف ان ما يحدث في مصر تحت رئاستك سيسجل في كتب التاريخ تحت عنوان - العار - هل تعرف أن ما يحدث من الشيخ حازم زميلك في جماعة الإخوان فاق حدود الابتذال والعبث السياسي؟ وأنه كان من الواجب عليك أو على المتحدث باسمك ان يخرج ليدين اقتحام مقر حزب الوفد، وتهديد الصحف ليلة السبت الماضي؟
هل تريد منا أن نحمل السلاح لندافع عن أنفسنا، وهل تريد أن يقتل المصري المصري؟ أي فتنة كبرى تلك التي تشهدها مصر في عهدك. وإذا اعتدى عليَّ أو على زملائي واحد منهم فلن اعتبره هو الجاني الحقيقي، سأعتبرك أنت الجاني والمسؤول، سيدي الرئيس أنا أتهمك ورجالك وجماعتك بتحريض هؤلاء المهاويس بحرق مقر جريدة 'الصباح' وغيرها من الصحف، وحصار مدينة الانتاج الإعلامي، واتهمك بتحريك آخرين لحصار المحكمة الدستورية لا أعرف ان كان اتهامي لك في محضر رسمي سيؤدي الى التحقيق معك ومحاكمتك أم لا، لكنني متأكد أن هذا الاتهام سيؤدي الى إدانتك في محكمة التاريخ'.
وتسبب الرئيس في تعرض أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل الى هجومين عنيفين جدا، بسبب تلبيته دعوته لمقابلته في القصر الجمهوري، لأخذ رأيه في الموقف الذي تمر به البلاد، والهجوم الأول جاءه من زميلتنا منال لاشين رئيس تحرير 'الفجر' - ناصرية - إذ قالت غاضبة.
عار قتل الصحافي على أبواب قصر الرئاسة
ومن المعروف ان زميلنا الشهيد الحسيني ابو ضيف الذي اغتاله الإخوان أمام قصر الاتحادية وهو يؤدي عمله في التصوير، هو من محرري 'الفجر': 'هل عبرت سيارته على دماء شهداء الاتحادية الذين سقطوا بعد هجوم الإخوان عليه؟ هل تكفي المياه لإزالة عار قتل الشباب على أبواب قصر الرئاسة بعد الثورة؟ ما هو الهدف المفاجيء المتعجل ليلبي الاستاذ دعوة رئيس تواجهه العزلة والمسؤولية عن اغتيال متظاهرين سلميين؟ أيهما استفاد من الدعوة، رئيس يعيش في عزلة ورفض من ك قوى المعارضة أم كاتب لا يملك إلا رأيه؟ صورة مرسي مع هيكل صورة يظهر فيها الاستاذ مبتسماً مطمئناً وتطل من عينه نظرة حانية، متعاطفة يعلم شيخ الصحفيين وكبيرهم أن الصورة بألف كلمة، لكن صورته مع مرسي كانت بألف ألف صفعة، صفعات لدماء الشهداء وأخرى لمهنة الصحافة وحرية الإعلام وثالثة لكل قوى المعارضة الصديقة والمقربة من الاستاذ وألف ألف صفعة لتاريخه المشترك مع عدو الإخوان الأول عبدالناصر'.
لماذا ازعج هيكل عبدالناصر
في قبره بلقائه مرسي؟!
كما تعرض استاذنا الكبير حسنين هيكل إلى هجوم آخر أشد عنفاً في مجلة 'روزاليوسف' من زميلنا أحمد باشا بقوله عنه: 'كيف للرجل في قيمته وقامته أن يغير جلده بعد كل هذه السنين، من عراب لحقبة الستينيات - وما أدراك ما الستينيات - التي نكل فيها 'عبدالناصر' بالإخوان تنكيلا، وكانت سطوره وحروفه شاهدة ومبررة لكل تصرفات الزعيم وعلق ذنبها في رقبة الجماعة، أن يتحول ناصحاً وهادياً لذراعها الرئاسية في الاتحادية؟!
نقطة الخلاف تتجاوز تلون الرجل أو حتى محاولة مؤسسة الرئاسة البائسة لتجميل صورتها باستضافة 'الأستاذ' في حضرة 'د. مرسي' وغلق صفحة الستينيات، الأزمة في توقيت اللقاء بعد أن أعطت كل القوى السياسية والثورية والجماهيرية ظهرها لأي حوار مع الرئاسة وتوابعها من التيار الإسلامي، بعد أن أريقت دماء وأزهقت أرواح وسقط شهداء ارتقت بتصرفات الرئاسة من مرتبة 'الخطأ' إلى 'الخطيئة' التي لا تغتفر حسب وصف هيكل نفسه!، متطوعاً أعطى ظهره لتاريخه ليهمس في أذن الرئيس بالحل الذي يخرجه من المأزق، عارضاً خدماته المجانية وملازماًَ للرؤساء بعد أن حرم منها في نهايات عهد السادات وطوال عصر مبارك فعاقبتهما بسياط الكلمات، الفرصة الناهزة أعمت عينه عن رشد الطريق للعودة إلى المكانة المفقودة، عبر بسيارته أنهار الدم ليدخل مجددا قصر الاتحادية وألمحه يخرج لسانه للسادات ومبارك وفي ذات اللحظة أسمع أنين 'ناصر' في مرقده!'.
هيكل: الجماعة يجب ان تحل
نفسها وتكتفي بالحزب السياسي
أما بالنسبة لهيكل، فانه شرح موقفه من قبول طلب الرئيس أن يقابله، ودخلت معه زميلتنا والإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها على قناة 'سي، بي، سي' في مقابلتين لها يوم الخميس الماضي وقبل الماضي وكانت غاضبة وهيكل يهدئها، ولم تلتفت الى تأكيدات هيكل بأن جماعة الإخوان لا بد أن تحل نفسها مكتفية بالحزب السياسي، وسخريته من توصيف حسن البنا للجماعة بأنها دينية وسلفية وصوفية وشركة اقتصادية، وأنه عرض رئاسة الجماعة على زعيم حزب الأحرار الدستوريين الدكتور محمد حسين هيكل باشا، وهو ما ذكره في كتابة مذكرات في السياسة المصرية، في الجزء الأخير، مما يوضح التباس مفهوم الجماعة في ذهن مؤسسها، وفي الحقيقة فقد قرأت المذكرات كلها أكثر من مرة من سنوات، عندما كنت أعد لكتابي عروبة مصر قبل عبدالناصر من 42- 1952، وكانت المذكرات جزءا من المصادر، ولم يلفت انتباهي ما ذكره هيكل باشا عن عرض البنا، لأن اهتمامي انصب على المحادثات السرية التي أجراها في سويسرا عندما كان عام 1949 رئيساً لمجلس الشيوخ مع مسؤولين إسرائيليين، طلبوا منه التوسط في عقد صلح بين إسرائيل ومصر فطلب منهم أن يعطوا صحراء النقب كلها الى مصر مقابل ذلك، فرفضوا ولما عاد الى القاهرة أبلغ الملك فاروق بما حدث فأكد له الملك انهم عرضوا عليه الصلح، والغريب أن هيكل باشا لم يخبر رئيس الوزراء وقتها المرحوم إبراهيم عبدالهادي باشا بما حدث، وقد سألت عبدالهادي في مقابلة لي معه عند إعداد الكتاب عام 1984، عما ذكره هيكل باشا، فاندهش ونفي علمه به وقال انه لم يقرأ المذكرات.
هيكل: تواريخ الاجتماعات
الدورية بين الأمريكان والإخوان
المهم نترك هيكل باشا لنعود إلى استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل الذي أكد أن لديه كشفاً بتواريخ الاجتماعات الدورية بين الأمريكان والإخوان - وأخرج ورقة من أمامه، وان كان قد قال، ان الاتصالات عموما لا حرج منها، كما اكد ان قرارات الرئيس لا تصل إليه في كل الأحوال من مكتب الإرشاد، أو حزب الحرية والعدالة، بل ان مسؤولا كبيرا جدا، في الحزب أكد له انهم فوجئوا بإصدار الرئيس الإعلان الدستوري الأول الذي منح فيه نفسه سلطات القضاء، كما فوجئوا في الحزب بالصياغة الركيكة للإعلان، وقال هيكل ايضاً، أنا لن أذكر اسم المسؤول الإخواني الذي أخبرني بذلك، إلا إذا سمح لي بذلك.
وفي الحقيقة فمن الصعب جدا تصور أن هيكل في حاجة لشيء من الإخوان، أو من غيرهم، ومقابلاته معهم طوال سنوات حكم مبارك لم تنقطع، بحكم استمراره في الوقوف أولا بأول على ما يحدث في مصر ومتابعته، بحكم استمراره في الوقوف أولاً بأول على ما يحدث في مصر ومتابعته، كما يحرص على متابعة ما يحدث في الخارج، لأنه لا يزال فخوراً، بأنه جورنالجي كما يحب أن يصف نفسه، ويجري وراء الخبر والتحقيق، ولا يمكن أن يترك فرصة تفلت من يديه ليعرف ما يحدث في هذه المرحلة التاريخية العجيبة من أعلى سلطة في الدولة من الرئيس، ومن أبرز قادة حزب الحرية والعدالة وبعضهم يسرب إليه أسرارا، خاصة انه يقوم بإعداد كتاب عنها، ويجمع معلوماته من مصادر أمريكية وغيرها ومن المسؤولين على أعلى مستوى في الرئاسة والإخوان والجيش والمجلس العسكري.
ما هو دافع مرسي ليقابل هيكل مرتين؟
ولكن السؤال هو، إذا كان هذا هو دافع هيكل وهو مفهوم، فما هو دافع الرئيس مرسي لأن يحرص على مقابلة هيكل مرتين، الأولى أثناء ترشحه للانتخابات عندما قابله في بيته الريفي، والثانية عندما طلبه ليستشيره وهو يعلم موقف هيكل ورأيه فيهم ورغم كراهية مرسي لخالد الذكر لدرجة ان اول خطاب له في ميدان التحرير بعد فوزه في الرئاسة قوله: الستينيات، وما أدراك ما الستينيات.
وانتماؤه فكراً أو سلوكا الى مجموعة سيد قطب داخل الجماعة، أي الجناح المتشدد.
ورأيي الشخصي، انه سحر هيكل الشخصي وعمقه التاريخي، وما يمثله من امتداد لعبدالناصر ومرحلته ومكانته التي يحتفظ بها وتأثيره الداخلي والعالمي، انه الباقي من مرحلة الستينيات، وإحساس مرسي بأنه لا يقابل هيكل، إنما يقابل عبدالناصر، وأنه - أي مرسي - يحب أن يتخيل نفسه في مكانة خالد الذكر، لأنه يجلس على نفس كرسيه، انها شبح عبدالناصر، الذي يجده في كل مكان يذهب إليه، في دول أفريقيا وآسيا، وفي مؤتمرات عدم الانحياز في طهران وفي اجتماعاته مع قادة دول أفريقيا، ثم شعبيته الكاسحة داخل مصر حتى الآن، والتي غطت كل من خلوه، وهو منهم.
وزير الداخلية احبط خطة محاصرة
الحازميين لشرطة الدقي
وإلى المعارك والحقيقية هذه المرة والمتمثلة في الهجوم الذي شنه أنصار صديقنا حازم صلاح أبو إسماعيل ضد مقر حزب الوفد وجريدته، ومحاولة حرقهما وتهديدهم بمحاصرة قسم شرطة الدقي مما دفع وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين الى ان يتوجه على رأس قوات ضخمة معززة بقوات من الجيش ليكون في القسم مع ضباطه وجنوده لمواجهة الهجوم، وعلى الفور بدأت فرقة حسب الله التابعة للإخوان والسلفيين في معزوفة واحدة لتؤكد ان الشيخ صلاح لا علاقة له بما حدث وأن الحريق تمثيلية أعدها الوفد وكذلك إشاعة حصار قسم الشرطة، واتهام الشرطة بأنها اهتمت بحماية مقر الوفد وصحف الفلول وتراخت في حماية مقرات الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة، وكذلك التراخي في التصدي للمتظاهرين الذين حاصروا الشيخ المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية وأغفلوا تماما أن أنصاره اختطفوا من أمام المسجد ثلاثة من المتظاهرين وأدخلوهم داخله وضربوهم.
حقائق حول محاولات حرق مقر الوفد
ونبدأ بالإخوان والسلفيين، ففي يوم الثلاثاء قال زميلنا فراج إسماعيل في 'المصريون': 'هل لا تشعر وزارة الداخلية بالخجل للتعبئة الأمنية التي اتخذتها بشكل غير مسبوق عقب هجوم محدود شنه مجهولون على مقر حزب الوفد وإعلانها عن تعقبها المشتبه فيهم قرب مقر مكتب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فيما ظلت صامتة صمت القبور على حرق ونهب ثمانية وعشرين مقرا لحزب الحرية والعدالة وحصار شيخ شهير بغية قتله داخل مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وما الذي يجعل اللواء أحمد جمال الدين يهرع بقوات تسد عين الشمس لحماية قسم الدقي والبحث عن مرتكب عملية الهجوم على حزب الوفد الذي لم يسفر سوى عن تحطيم سيارتين أو أكثر قليلا، ولم نسمع له صوتا في الحرائق التي أتت على مقار الحزب الذي يفترض انه الحاكم وعلى المقر الرئيسي لجماع الإخوان، وأؤيد الشيخ حازم بضرورة عزل هذا الوزير، ونتساءل مع من تساءل، وبينهم الشيخ حازم، لماذا لم يتحرك الوزير ولم نسمع له أي رد فعل عندما حاصر مجرمون مسجد القائد ابراهيم وحبسوا فيه شيخه الطاعن في السن أحمد المحلاوي لأكثر من عشر ساعات'.
والملاحظ هنا كذب كل كلامه عن عدد السيارات التي تضررت داخل مقر الحزب وتجاهل اتجاهات حزب الوفد لوزارة الداخلية بالتراخي في حمايته رغم التحذيرات، وكذلك إصابة ضباط وجنود شرطة بطلقات الخرطوش من مهاجمي حازم للحزب، وادعاؤه ان الذين حاصروا مسجد القائد إبراهيم كانوا يريدون قتل المحلاوي، بينما كانوا يطالبون بإخراج زملائهم الثلاثة الذين احتجزهم وضربهم داخل المسجد الإخوان والسلفيون بعد ان اختطفوهم من أمامه.
والعجيب انه كان يريد من وزير الداخلية ان يترك قسم شرطة الدقي ليحتله أنصار الشيخ حازم ولا يعززه بحراسة اكبر ويقف هو على رأسها، لأن اقتحامه يوازي اقتحام مقر الوزارة، والملاحظ أخيراً - هو ترديد نفس مطالب الإخوان والسلفيين بعزل الوزير، وتطهير الشرطة حتى يأتوا بأنصارهم للسيطرة الكاملة عليهم.
حرق الوفد أمر مدبر بليل وفتنة كبرى
وقد سانده في نفس العدد زميله محمد خضر الشريف بقوله: 'أكاد أجزم أن حرق الوفد أمر مدبر بليل وأنها فتنة كبرى بقدر أنوار هذه النيران المشتعلة'.
وهو نفس الكلام الذي كتبه رئيس التحرير زميلنا جمال سلطان وشقيقه محمود رئيس التحرير التنفيذي، ومما يؤكد انهم ينفذون مخططا مع الإخوان انه في نفس اليوم قال زميلنا في 'الحرية والعدالة' هاني المكاوي: 'لماذا تحركت الداخلية ووجدنا آلاف العساكر في دقائق معدودة أمام قسم الدقي وأمام حزب الوفد وصحف 'الوطن' و'اليوم السابع' و'المصري اليوم'، ولماذا تركت الوزارة قبلها بساعات الشيخ المجاهد أحمد المحلاوي ومئات من المصلين بمسجد القائد إبراهيم تحت حصار البلطجية لمدة ثماني عشرة ساعة، وعلى ما يبدو ان الدولة العميقة بإعلامها وداخليتها ونخبتها تتحرك فقط عندما يكون الأمر بعيدا عن التيارات الإسلامية والوطنية، فعندما يتم الاعتداء على المقر الرئيسي لجماعة الإخوان وأكثر من ثمانية وعشرون مقرا للحرية والعدالة واستشهاد شاب صغير من شباب الإخوان على يد البلطجية تتقاعس الداخلية وتصمت النخب ويقلب إعلام رجال الأعمال الحقائق فيحول الجاني الى شهيد والقتلة الى ثوار، والإعلام الفلولي يحاول الانتقام من الشيخ حازم أبو إسماعيل ولذلك فلا مانع أن تختلق كذبة جديدة مفادها ان أعوان الشيخ سوف يهاجمون مقر صحف الفلول'.
والد حازم ابو اسماعيل السياسي وتاجر العملة
ونتحول إلى 'التحرير'، في نفس اليوم - الثلاثاء - وزميلنا خالد البري وقوله عن صديقنا الراحل الشيخ صلاح والد حازم: 'الشيخ صلاح أبو اسماعيل كان ملء الأسماع والأبصار وسطي بين المسلمين العاديين، وبطل بين الإرهابيين فقد شهد لصالح قتلة السادات في قضية قلب نظام الحكم، وتاجر عملة ايضا، له مواجهة شهيرة مع وزير داخلية يدعى زكي بدر، سجل له حديثا تليفونيا وهو يتفق على بيع وشراء عملات في زمن كان القانون المصري يجرم الاتجار في العملة، المواجهة تمت في مجلس الشعب الذي كان الشيخ - كمان - عضوا فيه، هذه لمحة عن أحد المشايخ الذين أفتوا بجواز قتل السادات بسبب خيانته لصالح أمريكا وإسرائيل بينما اكتشفنا ان أسرته تعيش في أمريكا بحثا عن حياة أفضل لا هربا من اضطهاد أو ما شابه، وحازم ليس أكثر من طفل ضعيف الشخصية يبحث عن دور، ويجبن عن مواجهة القوى، وهذا مثير للشفقة، ليت الشيخ صلاح ابو اسماعيل لم ينشغل بدوره العام، وانشغل به اكثر من ذلك، وليت امه علمته القيم الراقية، ان الكذب كذب، وان كذب الشخصية العامة انتحار'.
وفي الحقيقة، فان الاتهام للشيخ صلاح بأنه تاجر عملة، غير صحيح، وكل ما هناك ان مباحث امن الدولة كانت تسجل له مكالماته الهاتفية، وفي احداها سأل أحد أصحاب مكتب الصرافة. سعر الأخضر النهاردة إيه؟
أي سعر الدولار، وهو ما يعني انه يريد بيع ما لديه منه بعيدا عن البنوك، وكن دخله من العملات الصعبة من محاضراته العديدة التي كان يلقيها في دول الخليج، وهذا ما أعلمه، وبيع الدولارات بعيدا عن البنوك، كان عملية يقوم بها كل المصريين العاملين في الخارج بسبب فرق السعر، الى ان قامت البنوك بالدخول في منافسة مع مكاتب الصرافة ورفعت سعر شراء العملات الصعبة من الجمهور بنفس سعر الصرافة، أو اكثر أو أقل قليلا، والمشكلة ان المرحوم اللواء زكي بدر كان لا يطيق الإخوان، وكانت لي معه مشكلة عندما زرت شقيقي نصر في سجن طرة، وكان متهماً فقي قضية حرق أندية الفيديو ومسرح الهوسابير وسينما كريم، ويتبع ومجموعته جماعة الجهاد، وشاهدت أثار التعذيب عليه، وكتبت مقالا في الوفد عام 986 وهاجمت فيه زكي بدر: وبعد عزله من منصبه كنت جالسا في مقهي الياسمين بحي المهندسين مع عدد من الأصدقاء، ندخن الشيشة، أيام المجد قبل تسببها في انسداد أربعة شرايين في القلب، وإجراء عملية قلب مفتوح عام 1996 في جلاسجو ببريطانيا على نفقة الحكومة، لأني مواطن صالح، وفوجئنا بزكي بدر ينزل من سيارة وتصادف ان جلس بجانبي مباشرة وترابيزة بيننا، وأخرج مسدسه ووضعه عليها.
قصة اللواء زكي بدر وكرهه للاخوان
وأراد زميلنا وصديقنا المرحوم محمد مصطفى مدير مكتب جريدة 'السياسة' الكويتية، وقتها تعريفنا ببعض. فقلت له أهلا بطريقة ليس فيها ترحيب، فرد عليَّ: ما تزعلش قوي كده، أخوك إرهابي وعذبناه، وأنت شتمتني في الوفد، يبقى خالصين، بس أنا والله بحبك ومش زعلان منك، هات تليفونك.
وفوجئت به يتصل بي بعد عدة أيام ويسأل عني، ونشأت بيننا علاقة ولدرجة انني فوجئت في أحد الأيام بالمرحوم محمد مصطفى، يتصل بي ويدعوني للغداء في فندق شيراتون الجزيرة، وسيحضر اثنان من الإخوان المسلمين، أحدهما صديق له هو زوج ابنة الشيخ المرحوم محمد الغزالي، ولما أخبرته انني مرتبط بموعد أصر وقال لي أرجوك لازم تيجي لأن زكي بدر سيحضر وأخشى من كلامه عن الإخوان وأنت الوحيد القادر على إقناعه بعدم مهاجمة الإخوان في الجلسة، ولما سألته ولماذا دعوته إذن، فوجئت به يقول ان الإخواني المصاحب لزوج ابنة الشيخ الغزالي هو الذي طلب رؤيته، المهم، انني طلبت من اللواء زكي أن يمرر الجلسة على خير، ولا يتحدث عن الإخوان حتى لا يحرج محمد مصطفى فقال لي: يا عم كروم أنا مالي ومال الإخوان.
وفي أثناء تناول الطعام تطرق الحديث عن ذكرياته عندما كان ضابطا صغيرا، عن الانتخابات قبل ثورة يوليو، وفجأة، قال:
وكله كوم، والإخوان المسلمين ولاد،،،،،، كوم تاني دول قتلوا النقراشي وكانوا عايزين يقتلوا عبدالناصر.
وعندما أنظر إليه وأغمز له بعيني يتوقف، ويكمل تناول الطعام وعندما اغير مجرى الحديث يعود ليقول:
ومرة الإخوان عملوا كذا وكذا.
ولما خرجنا من المطعم قلت له:
مش كنا متفقين انك ما تتكلمش عن الإخوان.
فقال - وهو أنا قلت حاجة؟
إييه، إييه، أيام، المهم ان آخر مكلامة هاتفية تلقيتها منه كانت قبل سفره لأمريكا لإجراء عملية تغيير كبد، وقال لي:
ادعي لي.
هذا بالنسبة لزكي بدر والشيخ صلاح - وحكاية العملة، أما بالنسبة لشهادة الشيخ صلاح في قضية اغتيال الرئيس السادات - عليه رحمة الله - فقد صدرت في كتاب يحمل نفس العنوان - الشهادة - وكانت عن رأيه الفقهي وفي سياسات السادات نحو إسرائيل.
وعلى كل حال، فقد أوضح الإخوان موقفهم علنا من تحالفهم مع الشيخ حازم، فقد أخبرنا زميلنا الرسام الكبير محمد عبداللطيف أمس في 'اليوم السابع' انه شاهد على احدى الفضائيات التي لم يحدد اسمها، في أحد قادة الإخوان يقول لمقدمة برامج: لا فوضى ولا حاجة، دي بس اتفاقية دفاع مشترك مع دولة إبو إسماعيل الشقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.