عباس يطالب بالسماح للاجئين الفارين من سورية بالعودة للاراضي الفلسطينيةرام الله 'القدس العربي' طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء، من أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي تمكين اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية بالعودة للاراضي الفلسطينية، وذلك من خلال الضغط على اسرائيل للسماح لهم بالعودة. واشار عباس الى ان مطالبته بالسماح للاجئين الفارين بالعودة للاراضي الفلسطينية هي نتيجة ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية من ويلات الصراع الدموي في سورية، مشددا على ان الموقف الفلسطيني يقوم على عدم التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية. واكدت مصادر فلسطينية متعددة الاربعاء بان عباس اجرى اتصالات مكثفة من أجل توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في سورية وتمكينهم من العودة للاراضي الفلسطينية. وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن عباس طالب الجهات التي اتصل بها تمكين العائلات الفلسطينية التي تتعرض إلى القتل والتهجير في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسورية لعودتهم الى الاراضي الفلسطينية. ويتعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق منذ ايام لقصف جوي ومدفعي عنيف مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وفرار غالبية سكان المخيم الذين غادروه إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' في اماكن تواجد الفلسطينيين في سورية. ويشار إلى أن نحو 450000 لاجئ فلسطيني يعيشون في 10 مخيمات للاجئين في سورية، ويتعرض أكبر هذه المخيمات 'اليرموك' الواقع في جنوب العاصمة دمشق منذ أيام لقصف واشتباكات مسلحة عنيفة وظروف صعبة في ظل الصراع الدائر في سورية وقد استشهد العشرات من اللاجئين الذين نزح معظمهم من المخيم. ومن جهتها اعتبرت اللجنة المركزية لحركة فتح: أن الهجمة الشرسة على شعبنا في مخيماتنا الصامدة في سورية لا تتفق مع سياسة منظمة التحرير الفلسطينية ولا مع الموقف القومي الملتزم الذي اتبعته القيادة والمخيمات عبر رفض الاقتتال السوري الداخلي وتجنيب الشعب الفلسطيني الضيف على أرض سورية أي محاولة للزج به في هذه المأساة. وقالت في بيان صادر عنها الاربعاء: إن تاريخ التعايش السوري الفلسطيني يسجل مساحات ضوء ساطعة في تاريخ هذه العلاقة منذ العام 1948 عام الهجرة واللجوء الذي احتضنت فيه سورية الدولة والشعب شعبنا الفلسطيني وبادلها شعبنا المحبة والاحتضان والدعم والمؤازرة، وأنه لم تشب علاقتنا مع الأشقاء السوريين أي شائبة نتيجة حرص القيادة وشعبنا في سورية على ضرب أروع الأمثلة في الاحترام والتقدير والوفاء لسورية. وأضاف البيان: أن استشهاد أكثر من 800 من أبناء شعبنا في سورية جاء ضريبة الصراع السوري، ومحاولات يائسة لمنظمات باعت نفسها للشيطان مثل منظمة أحمد جبريل ذات الولاء الخارجي، والتي استخدمت بندقيتها المأجورة ضد شعبنا البطل، وهي إذ كانت تحاول منذ بدء الاقتتال في سورية أن تدفع شعبنا للدخول في أتون هذه الحرب التي لن تكون نتيجتها إلا خرابا ودمارا لسورية البطولة، إلا أن حكمة وصبر وبصيرة شعبنا هناك حالت دون ذلك، إلى أن نجحت هذه الجماعة في الافتئات على أهلنا والدسيسة عليهم واتهامهم بالوقوف مع هذا الطرف أو ذاك ما هو عار من الحقيقة. وشددت مركزية فتح في بيانها: على ان المخيمات شكلت مناطق آمنة لكلا الأطراف المتصارعة في سورية وحازت بذلك احترام وتقدير الجميع، وهي عندما نأت بنفسها عن النار الحارقة كانت مدفوعة بحسها الوطني والقومي الذي لا يرى في تفتيت سورية أو تدمير جيشها أو قتل شعبها إلا انجازا كبيراً للإسرائيلي المتربص بهذه الأمة يعمل فيها مثل مبضع الجراح. وجاء في البيان: إننا في القيادة الفلسطينية وفي اللجنة المركزية لحركة فتح إذ ندين بأقسى وأشد العبارات زج شعبنا في أتون حرب سيكون المنتصر فيها مهزوماً، وهي حرب على شعبنا وأمتنا فإننا ندين الاقتتال السوري وقصف مخيماتنا بالطائرات والمدافع ولا نقبل للدم السوري الذي أمتزج مع الدم الفلسطيني في ساحة المواجهة مع الصهيانة أن تتم استباحته تحت أي مبرر أ و حجة. واضاف البيان: إن التحركات السياسية القيادية التي يقوم بها الأخ الرئيس أبو مازن واللجنة المركزية لحركة فتح والقيادة الفلسطينية تأتي كواجب أصيل لن نتوقف بناء عليه من حشد الدعم الفلسطيني والعربي والعالمي لمنع استمرار الهجمة الشرسة على شعبنا ومخيماتنا، وما الدعوة لانعقاد الجامعة العربية والأممالمتحدة ومطالبتنا بتدخل عربي ودولي سريع لحماية المخيمات إلا في سياق الحرص على أبنا شعبنا الصامد الصابر المكافح في سورية، وحرصا منا على أن نعصم دماء شعبنا السوري أيضاً الذي يستحق حريته وكرامته وديمقراطيته في إطار من اللقاء والاقتراب والحوار بعيداً عن لغة السلاح والدمار . وقالت مركزية فتح في ختام بيانها: إننا لا نقبل أن ترتكب المجازر بحق شعبنا في المخيمات في سورية وكما حصل في مخيماتنا في لبنان فيما سبق من التاريخ الدموي، ونحن إذ تعلمنا أن عقلية الدم والقتل والانقلاب لا تأتي إلا بالوبال والخراب فإننا نضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها لإنهاء الصراع الدائر في سورية ما طالبنا به مراراً وتكراراً، وما أصبح وقته أشد إلحاحا وضرورة ويحتاج منا لجهد عربي مشترك يسنده فعل أممي . وأضافت :إن دمنا الفلسطيني ليس رخيصاُ ولن يخضع لتجار الصراعات، وللبنادق المأجورة ونرفض أن يزج به لمصالح فئوية أو قطرية أو إقليمية، وسيسجل التاريخ لشعبنا شهادات التضحية والفخار شاء من شاء وأبى من أبى والقدس لقاؤنا وما ذلك على الله بعزيز. ومن جهته اكد ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسسطينية، ان 'جيش النظام السوري يقوم بارتكاب مجازر ومذابح طالت الكثيرين من أبناء الشعبين الفلسطيني والسوري والتي تركزت خلال الايام الاخيرة في مخيم اليرموك'. واكد في تصريح لاذاعة 'صوت فلسطين' الرسمية ان 'المنظمة تتابع هذه الاوضاع المأساوية في المخيمات مع كل الجهات في العالم التي يمكن ان تلعب دورا مؤثرا فيما يجرى ضد شعبنا في سورية'. ووصف عبد ربه ما يحدث في سورية الان بأنه 'حمام دم يتعرض له شعبنا يجب وقفه'، مشددا على مسؤولية المجتمع الدولي لمواجهة ما يتعرض له هؤلاء. ونبه الى ان المخيمات بحكم القانون الدولي وقرارات الاممالمتحدة تخضع لمسؤولية الاخيرة، مشيرا الى اجراء اتصالات للقيادة في هذا الاطار مع مسؤولي المنظمة الدولية. واوضح ان 'رسائل واضحة وجهت كذلك الى النظام السوري من اجل وقف هذا الجنون الذي يمارسه'، منبها الى ان نظاما يقتل العشرات من أبناء شعبه ويدمر المدن والبنية التحتية فيه لا يتوقع منه ان يكون سلوكه افضل حالا تجاه الشعب الفلسطيني. ودعا قطاعات الشعب الفلسطيني اينما وجدت الى التظاهر والتضامن مع اشقائهم في سورية في ظل هذه المأساة. واعرب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن خشيته من تزايد اعداد هؤلاء النازحين من المخيمات خاصة اليرموك وتدهور الاوضاع الانسانية والمعيشية التي يمكن ان تحدث بسرعة دون تحرك عاجل. واكد ان بضعة الاف من اللاجئين الفلسطينيين فروا الى لبنان ممن وجدوا لهم اقارب او معارف ساعدوا في ايوائهم، مشيرا الى الحاجة لتحرك الانروا ومؤسسات الاممالمتحدة الاخرى لمساعدتهم.