لندن - بي بي سي محاكمة أبو حمزة المصري مستمرة وإسرائيل تدرس فرض إجراءات ضد المتشددين من المستوطنين اليهود وجدل حول الماكولات "الحلال" في بريطانيا، من المواضيع التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة الجمعة. في إسرائيل بدأت الحكومة بمناقشة اتخاذ إجراءات ضد المستوطنين اليهود المتشددين الذين يعتدون على أراض وممتلكات عربية، وبدأوا يقومون باستفزازات ضد الجيش الإسرائيلي، وقد تطرقت صحيفة الفاينانشال تايمز لهذا الموضوع. وقالت الصحيفة في تقريرها الذي أعده جون ريد مراسلها في القدس إن تسيبي ليفني وزيرة العدل ويتسحاق أهارونوفيتش وزير الأمن الداخلي صرحا أن اعتداءات المستوطنين على ممتلكات العرب ومساجدهم وكنائسهم تسبب ضررا لإسرائيل في الداخل والخارج. وقد تعرضت إسرائيل مرارا لانتقادات من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية بسب عجزها عن لجم اعتداءات المستوطنين على العرب وممتلكاتهم ودور عبادتهم. وتفكر الحكومة الإسرائيلية في استخدام الاعتقال الإداري ضد المستوطنين الذين يشكلون تهديدا للأمن، وهو الاعتقال بدون تقديم لائحة اتهام لفترة زمنية محدودة قابلة للتمديد. وكانت إسرائيل حتى الآن تستخدم الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين الذين تشك بأنهم يشكلون تهديدا للأمن الإسرائيلي. وقد بدأ الجدل حول موضوع لجم المستوطنين في الإعلام الإسرائيلي مؤخرا بعد أن اعتقلت امرأة إسرائيلية من مستوطنة يتسهار لأنها وضعت تعليقا في منتدى على الإنترنت تقول فيه إنها لا تمانع بإلقاء الحجارة على يهود في أوضاع معينة، حتى لو أدى ذلك إلى قتل جنود. وقد شهدت المستوطنة في الفترة الأخيرة صدامات بين مستوطنين وجنود إسرائيليين جاؤوا لتفكيك بعض البنايات غير القانونية. جدل حول "اللحم الحلال" ينتشر بيع الللحوم الحلال في برطانيا وفي صحيفة التايمز نطالع تقريرا عن الجدل الدائر في وسائل الإعلام البريطانية حول بيع المطاعم والمتاجر منتوجات غذائية "حلال" دون إعلام المستهلك بذلك. وترى مجموعات إسلامية ويهودية أن الجدل الدائر حول هذا الموضوع يعكس روحا عنصرية وعداء للإسلام واليهودية. وشارك في الجدل القائم أطباء بيطريون ونشطاء قلقون على الطريقة التي تذبح بها الحيوانات حسب الشريعة الإسلامية واليهودية. ويرى ممثلون عن الجالية الإسلامية واليهودية أن حدة الجدل مبالغ فيها، وان طلب توضيح الطريقة التي ذبح بها الحيوان على الطريقة الإسلامية أو اليهودية لا يختلف عن طلب مقابل بتوضيح الطريقة التي "قتل" فيها الحيوان بالطرق الأخرى الشائعة والمستخدمة في بريطانيا، وأن اقتصار الطلب على حال الحيوانات التي تذبح على الطريقة الإسلامية واليهودية ينم عن عنصرية. وتدخل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الجدل الدائر وأكد على احترام الحريات الدينية لكنه عبر عن تأييده للشفافية في العلاقات التجارية، وقلل من أهمية المطالبات بجعل استخدام ملصقات تحوي معلومات عن اللحوم إلزاميا. ويرى كاميرون أن لا ضرورة لجعل ذلك إلزاميا على مستوى بريطانيا، بل ترك الموضوع للمطاعم والمتاجر للتعامل معه، وقال إن بالإمكان تحقيق درجة كبرى من الشفافية دون الاضطرار لفرض نظام الملصقات على اللحوم. محاكمة أبو حمزة وتحت عنوان "محاكمة أبوحمزة تكشف عن الأساليب الملتوية لمكافحة الإرهاب"، في صحيفة الديلي تلجراف نطالع مقالا لألن جود بشأن محاكمة الداعية المتشدد أبوحمزة المصري في نيويورك، والتي ادعى خلالها أنه كان يتعاون مع جهاز الأمن الداخلي في بريطانيا خلال إقامته بها قبل ترحيله للولايات المتحدة. يشير الكاتب إلى أن انتقادات وجهت لجهاز الأمن الداخلي داخل جلسة لمجلس العموم أمس بسبب ما وصف بالطبيعة الهشة لنظام المراقبة وسط مطالبات بتوسيع نطاق الرقابة على عمل موظفيه بحيث يخضعون للمساءلة من قبل نواب البرلمان بدلا من رئيس الوزراء، وهو ما يراه الكاتب تهديدا حقيقيا لنظام مكافحة الإرهاب في بريطانيا. ويلفت الكاتب إلى أن أبوحمزة المصري دخل بريطانيا بتأشيرة دراسة باسم مزيف، ثم عمل داعية في مسجد فينسبري بارك بلندن، واكسبته خطبه النارية سمعة دولية وجعلته نقطة جذب للمتطرفين. ويري أن ذلك كان من بين الأسباب التي جعلت العاصمة البريطانية خلال التسعينيات تلقب بلندنستان بحسب أجهزة الأمن الفرنسية. وأشار الكاتب إلى أن أجهزة الأمن البريطانية غضت الطرف عن خطب أبوحمزة المثيرة للكراهية طالما أن ضحاياها من الأجانب ولن يسال دم في شوارع بريطانيا، معتبرا أن هذا لا يرجع إلى ضعف في الموارد وإنما إلى اعتقاد خاطئ مستمر حتى يومنا هذا. ويختتم الكاتب مقاله قائلا إنه إذا كان نواب البرلمان يريدون تحسين الأداء الأمني في البلاد، فعليهم معرفة لماذا يسمح لأشخاص مثل أبوحمزة بالقيام بأعمال تخريبية بدلا من أن يطالبوا بمزيد من الرقابة على الأشخاص المكلفين بوقف هذه الأعمال. شبام نيوز