كشفت حكومة الإمارات عن تفاصيل جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الإنسان، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في القمة الحكومية الثانية التي عقدت في فبراير الماضي. وتتكون الجائزة من نسختين، إحداهما عالمية بقيمة مليون دولار أميركي، وأخرى محلية بقيمة مليون درهم إماراتي، لتكون عالمية النطاق مستقبلية الرؤية، ذات بعد تكنولوجي، ومصدراً لاكتشاف المواهب من المبتكرين والمخترعين. وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء، محمد عبدالله القرقاوي، أن إطلاق الجائزة بنسختيها المحلية والعالمية يأتي تجسيداًً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الساعية لجلب المستقبل للحاضر الذي نعيشه، وإبرازاً لدور الحكومة في تحفيز الإبداع، وصنع شراكات حكومية مع مراكز البحث والتطوير والجامعات والمتخصصين في القطاعات التكنولوجية، بهدف تطوير منتجات وخدمات مدنية تشكل إضافة مهمة لخدمة الإنسان في المجالات كافة، الحكومية والإنسانية والطبية وغيرها. استراتيجية واضحة المعالم أفاد وزير شؤون مجلس الوزراء، محمد عبدالله القرقاوي، بأنه جرى وضع خطة ذات أربعة مسارات رئيسة، بعد دراسة مدى نضوج التكنولوجيا لخدمة الإنسان، هي: - المسار الأول: يطرح خطة للتواصل مع مجموعة من الجهات التنظيمية المحلية، مثل الهيئة العامة للطيران المدني، وبعض الجهات العالمية، مثل الجمعية الدولية للطائرات من دون طيار، بهدف عقد ورش عمل بالشراكة مع ممثلي القطاع الخاص، وشريحة من الطلبة والمهتمين، للبدء في تصميم إطار تشريعي ينظم استخدام هذه النوعية من التقنيات على نطاق خدمي واسع. - المسار الثاني: يحصر الخدمات الحكومية ذات الأولوية التي يمكن تعزيز كفاءتها، وتقليل نفقاتها، وتسهيل إمكان الوصول إليها من خلال تقديمها بواسطة الطائرات من دون طيار، مثل تخطيط حوادث المرور، ومتابعة حركته، ومتابعة تنفيذ المشروعات الحكومية، وإيصال بعض الوثائق الحكومية ضمن نطاقات جغرافية محددة، والاستطلاعات التحليلية لمناطق الحرائق. - المسار الثالث: يتعلق ببناء منصات لتبادل المعرفة والخبرات عبر الحدود في مجال تقنية الطائرات من دون طيار، والتواصل مع الشركات والجامعات العالمية والمحلية، إضافة إلى الباحثين والمهتمين بهذه التكنولوجيا، لتأسيس مجتمعات من المبدعين والمبتكرين في المجال التقني «فالهدف أن نكون قبلة للمبتكرين، ومقصداً للموهوبين من الطلبة والمختصين». - المسار الرابع: يتعلق بالبحث والتطوير، ويحدد أوجه التعاون والشراكة مع عدد من مراكز البحث والتطوير العالمية ذات الباع الطويل في تطوير تقنيات الطائرات من دون طيار والذكاء الاصطناعي، للاستفادة من هذه التقنيات في تطوير الخدمات الموجهة إلى الإنسان. مواقع إلكترونية خاصة بالجوائز تم إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي لجائزة الإمارات للطائرات بدون طيار وهو: www.DronesForGood.ae ويتضمن المعلومات الخاصة بالجائزة، وشروط المشاركة، وكيفيتها، إضافة إلى الفئات والمواعيد. وأضاف أن «جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، تنبع من يقين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمدى تأثير التكنولوجيا في تحسين حياة الشعوب، واستراتيجية حكومته الحاضنة للابتكار والساعية لتطوير الخدمات»، مضيفاً أن «سموه لا ينتظر من التكنولوجيا أن تغير حياتنا وحسب، بل يسعى لدفعها بقوة، والإسراع في تسخيرها لتغيير حياتنا إلى الأفضل». واستطرد القرقاوي: «هذه خطوة أخرى تقربنا أكثر من تحقيق هدفنا في تسخير التكنولوجيا لتسهيل حياة الناس، سواءً في الإمارات أم في العالم أجمع، خصوصاً بعد أن حظي الإعلان عن الجائزة باستحسان محلي وعالمي، وتفاعل متصاعد بين الأوساط المختلفة، كونها عكست خطوة سباقة وريادية من حكومة الإمارات من حيث الطرح والمضمون، واستكشاف قطاع وليد، تقدم دولتنا من خلاله تجربتها إلى العالم، وتعمل في الوقت ذاته على تصميم بنية تشريعية لتقديم الخدمات بوسائل تقنية متطورة، مثل الطائرات من دون طيار في مجالات تخدم الإنسان والإنسانية». وأكد القرقاوي الدور المحوري لطلبة الجامعات، قائلاً إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واضحة وجلية في هذا المجال، إذ تهدف إلى تحويل الجامعات إلى مراكز أبحاث فاعلة، تسهم في تعزيز وإثراء جهود الحكومة، والعمل معها فريقاً واحداً، لتوجيه الطاقات والقدرات الإبداعية للطلاب، وتوفير البيئة المناسبة التي تمكنهم من ابتكار البرامج المتطورة والتطبيقات التقنية، خصوصاً في المجالات التي تساعد على تطوير الخدمات، وجعلها قريبة من الناس، والارتقاء بها إلى أفضل المستويات العالمية بأيدي كوادر وطنية شابة. وأضاف أن «طلابنا وجامعاتنا الوطنية مستهدفون بشكل أساسي في هذه الجوائز، فلدينا الشباب المبدعون، ولدينا الإمكانات، وكل ما نحتاجه هو استكشاف النخب المبدعة من طلابنا، والاهتمام بهم، والتركيز عليهم، والأخذ بأيدهم ليترجموا إبداعاتهم على أرض الواقع، لتكون لهم بصمة واضحة ضمن هذه المشروعات الريادية ذات السمات الإنسانية العالمية». وحث طلبة الجامعات على أخذ زمام المبادرة، والعمل بجهد حثيث لتكون لهم أولوية الفوز بهذه الجوائز من خلال تقديم أفكار إبداعية مبتكرة، لاستخدام الطائرات من دون طيار في الخدمات الإنسانية والمجتمعية، لتكون هذه الإسهامات رسالة ونموذجاً يقدمونه إلى العالم بأن الإمارات غنية بشبابها وطلابها المبدعين القادرين على تقديم أفكار تخدم بلدهم وشعبهم والإنسانية جمعاء، مؤكداً أن حكومة الإمارات، بقيادة وتوجيه مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لا تدخر جهداً في دعم ورعاية أبنائها، وأن للمبدعين منهم النصيب الأوفر في هذه الرعاية. انطلاق المنافسة تبدأ المنافسة على الجائزة بنسختيهما المحلية والعالمية رسمياً اعتباراً من اليوم، علماً بأن النسخة المحلية تهدف إلى تكريم أفضل مشاركة لتقديم الخدمات الحكومية باستخدام الطائرات من دون طيار، التي ترتبط بقطاعات ذات أولوية، مثل الصحة، التعليم، والدفاع المدني، والنقل والمواصلات، وغيرها من الخدمات، فيما تركز النسخة العالمية من الجائزة على تكريم أفضل الأعمال المشاركة في مجال تقديم خدمة حكومية أو إنسانية باستخدام الطائرات من دون طيار، مثل خدمات الإغاثة من الكوارث الطبيعية، والصحة العامة، والمساعدات الإنسانية بشكل عام. وستتم المنافسة على الجائزة بنسختيها المحلية والعالمية على ثلاث مراحل رئيسة، هي: التصفيات الأولية، والتصفيات نصف النهائية، والتصفيات النهائية. وتقيم المشاركات خلال هذه المراحل بجوانبها التقنية والخدمية من قبل لجان متخصصة محلياً وعالمياً، تركز في تقييمها على معايير عملية محددة، كالأمان، والفعالية، والجدوى الاقتصادية، وكفاءة تقديم الخدمة، وأخذها الجوانب التنظيمية في الحسبان، وستكرم المشاركة الفائزة في المسابقتين، المحلية في ديسمبر 2014، والعالمية قبل عقد الدورة الثالثة من القمة الحكومية في فبراير 2015. التصفيات تبدأ مرحلة التصفيات الأولية من اليوم حتى الأول من أغسطس 2014 للمسابقتين الوطنية والعالمية، وتقتصر المشاركات في هذه المرحلة على تحميل فيديوهات لا تتجاوز مدتها دقيقتين على موقع الجائزة، يتم فيها شرح الخدمة وكيفية تقديمها، إضافة إلى شرح كتابي لا يتجاوز 500 كلمة. وتبدأ التصفيات نصف النهائية من 15 أغسطس 2014 وتنتهي في 30 سبتمبر 2014 للنسخة المحلية، بينما تنتهي في 15 نوفمبر 2014 للنسخة العالمية من الجائزة. ويقوم المتأهلون من التصفيات الأولية خلال هذه المرحلة بتحميل فيديو لا تتجاوز مدته خمس دقائق على موقع الجائزة، يشرح الخدمة تفصيلياً، إضافة إلى تحميل تقرير تقني مفصل. وتبدأ التصفيات النهائية من 15 أكتوبر 2014 وتنتهي في 15 نوفمبر 2014 للنسخة المحلية، بينما تبدأ المرحلة الثالثة للنسخة العالمية من الأول من ديسمبر2014 وتنتهي في الأول من يناير 2015، ويقدم المتأهلون لهذه التصفيات عرضاً تجريبياً حياً أمام لجنة التحكيم النهائية لكيفية تقديم الخدمة، إضافة إلى شرح الخدمة من خلال عرض تقديمي لا تتجاوز مدته 10 دقائق. يذكر أن أفضل ثلاث مشاركات في المسابقة المحلية ستتاح لها الفرصة للتأهل مباشرة للمنافسة في التصفيات النهائية من المسابقة العالمية. الامارات اليوم