بدأ الاوكرانيون في شرق البلاد اليوم (الاحد) التوجه الى مراكز الاقتراع للبت في مصير منطقتهم التي يسيطر على جزء منها انفصاليون موالون لروسيا، في تصويت يعتبره الغرب وكييف "غير شرعي" وقد يؤدي بحكم الامر الواقع الى انفصال هذا القسم من البلاد. وفي الوقت نفسه، اندلعت معارك من جديد في محيط سلافيانسك معقل المتمردين الموالين لروسيا الذي تطوقه القوات الاوكرانية في اطار عملية واسعة "لمكافحة الارهاب" بدأت في الثاني من مايو. وترى سلطات كييف ان الاستفتاءين تصويت "غير شرعي" وتصف الانفصاليين الموالين لروسيا "بالارهابيين" المدعومين من موسكو. ودعي اكثر من سبعة ملايين اوكرانيا في شرق البلاد الى الادلاء باصواتهم اليوم. وكتب على بطاقات التصويت التي اعدها الانفصاليون الموالون لروسيا على عجل سؤال: "هل توافق على استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية؟" او "هل توافق على استقلال جمهورية لوغانسك الشعبية؟". وعلى واجهات مركز الاقتراع في مدرسة في جادة بوشكين في دونيتسك كبرى مدن المنطقة، الصقت اوراق كتب عليها كلمة استفتاء تحت علم "جمهورية دونيتسك" التي اعلنها المتمردون. وقالت فيكتوريا بيتروفنا لوكالة فرانس برس انها وصلت قبل فتح المركز "لانه يوم مهم. طلبوا منا ان نأتي لندلي باصواتنا لذلك من الضروري ان نفعل ذلك". واضافت "نعيش لحظات بالغة الاهمية". وتبدو نتائج الاقتراع محسومة لكن نسبة المشاركة غير مؤكدة. وقد حرص المتمردون الموالون لروسيا الذين لم يستجيبوا لنداء الرئيس فلاديمير بوتين الى تأجيل الاستفتاء، على تأكيد ثقتهم في نتائج التصويت السبت. ففي سلافيانسك التي تضم 110 آلاف نسمو والقريبة من دونيتسك معقل الانفصاليين، صرح فياتشيسلاف بونوماريف الذي اعلن نفسه رئيسا للبلدية السبت انه يتوقع "مشاركة بنسبة مئة في المئة". وفي دونيتسك، تحدث رئيس اللجنة الانتخابية لجمهورية دونيتسك رومان لايغين عن مشاركة "ملايين" الناخبين. الا انه اوضح انه على كل حال "ليس هناك حد ادنى لنسبة المشاركة لضمان صلاحية الاقتراع"، مؤكدا ان "الاستفتاء هو الوسيلة الوحيدة لتجنب تصاعد العنف والحرب". وفي حوض دونباس الغني بالمناجم لا يبدو كل السكان متحمسين لفكرة الانفصال عن اوكرانيا. فقد اشارت استطلاعات اوكرانية للرأي وآخر اجراه معهد بيو للابحاث الاميركي الى ان سبعين بالمئة من سكان شرق اوكرانيا يعارضون التيار الانفصالي ويؤيدون وحدة اراضي اوكرانيا، مقابل 18 بالمئة يخالفونهم هذا الرأي. ويؤكد استئناف المعارك ليلا بالقرب من سلافيانسك ان التهدئة ما زالت بعيدة. وقد سمع دوي انفجارات عديدة وقوية جدا صباح اليوم الاحد بالقرب من المدينة، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وبعد اطلاق نار كثيف خلال جزء كبير من الليل، قالت الناطقة باسم المتمردين الموالين لروسيا في سلافيانسك ستيلا خوروشيفا لوكالة فرانس برس ان المعارك استؤنفت اليوم الاحد في قرية اندريفكا على "خط الجبهة" عند المدخل الجنوبي للمدينة التي تضم 110 آلاف نسمة وتطوقها القوات الاوكرانية في اطار عملية واسعة "لمكافحة الارهاب" بدأت في الثاني من مايو. واضافت ان "هناك ضحايا"، بدون ان تتمكن من تقديم اي تفاصيل اضافية. وما زال دوي اطلاق نار من اسلحة ثقيلة يسمع في محيط المدينة صباح اليوم الاحد. وكان صحافيو فرانس برس تحدثوا عن سلسلة انفجارات قوية حوالى منتصف ليل السبت الاحد (21,00 تغ) استمرت لمدة ساعة تقريبا. كما سمع اطلاق نار من اسلحة رشاشة بالقرب من وسط المدينة. وعلى صعيد تنظيم الاستفتاء، يؤكد المتمردون ان اكثر من 1200 مركز للتصويت ستفتح في دونيتسك المنطقة الاكثر اكتظاظا بالسكان، بين الساعة الثامنة والساعة 22,00. وستعرف النتائج الاولية ليل الاحد الاثنين. وفي المناطق التي تعتبر خطيرة جدا "سيتم نقل" مراكز الاقتراع وسيكلف متطوعون "فرض احترام النظام ومنع الاضطرابات" في كل مركز. ودانت كييف والغرب الاستفتاء معتبرين انه غير شرعي. وهم يخشون ان يؤدي الى سيناريو شبيه بما حدث في القرم التي الحقت بروسيا على اثر استفتاء مماثل في اسوأ ازمة بين الغرب وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة. وقد اكدت الولاياتالمتحدة مجددا السبت انها لن تعترف بنتائج التصويت. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان ان الاستفتاءين "غير شرعيين بموجب القانون الاوكراني ويشكلان محاولة للتسبب في انقسامات واضطرابات". واضافت "اذا جرى الاستفتاءان فانهما سيشكلان انتهاكا للقانون الدولي ولوحدة وسلامة اراضي اوكرانيا"، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة "لن تعترف بنتائج الاستفتاءين". بور/اا/ام البيان الاماراتية