اكد مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضيين الايرانيين عباس عراقجي بان طبيعة مفاعل الماء الثقيل في اراك لن تتغير، ولكن من الممكن ايجاد بعض التغييرات الفنية لخفض حجم البلوتونيوم المنتج والذي من المحتمل ان يكون مصدر قلق للطرف الاخر. فيينا (فارس) وقال عراقجي في تصريح للصحفيين الايرانيين في العاصمة النمساوية فيينا مساء الثلاثاء، وفي الرد على سؤال حول مفاعل اراك للماء الثقيل، ان جميع القضايا مرتبطة بعضها ببعض وما لم نصل الى اتفاق حول جميع القضايا فلا يمكن القول باننا توصلنا الى اتفاق بشان قضية ما. واضاف، ان مفاعل اراك غير مستثنى من هذه القاعدة وبالطبع فقد طرحت خيارات مختلفة اهمها ذلك الذي اشار اليه رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي، وهو العمل على تبديد او خفض الهواجس عبر ايجاد تغييرات فنية في بعض اجزاء المفاعل لخفض حجم البلوتونيوم المنتج والذي من المحتمل ان يكون مصدر قلق. وتابع قائلا، من المؤكد ان هذا الامر سيكون مع الحفاظ على طبيعة عمل المفاعل بالماء الثقيل ولن تبدل ابدا ولن تنخفض قدرة المفاعل وسيستمر في مساره المخطط له. وفي الاشارة الى عشاء العمل بين وزير الخارجية الايراني ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في فيينا مساء الثلاثاء، قال عراقجي ان ما تم بحثه مع السيدة اشتون هو كيفية بدء المفاوضات لصياغة نص الاتفاق ولقد توصلنا الى تفاهم حول كيفية المفاوضات وبدءها والخطوط العامة المتعلقة بها. واضاف، ان المفاوضات ستبدا (صباح اليوم) في جلسة عامة تطرح فيها الاراء المتعلقة بالاطار العام لاتفاق محتمل ومن ثم سيجري البحث في التفاصيل خلال لقاء ثنائي بين السيد ظريف والسيدة اشتون. واوضح بان الهدف هو الوصول الى اتفاق مبدئي حول الاطار والخطوط العامة ومن ثم البحث في الاجزاء المختلفة المكونة للاتفاق للوصول الى حصيلة نهائية. وفي الرد على سؤال حول الابحاث والتنمية في القضية النووية قال مساعد الخارجية الايرانية، ان موقفنا حول الابحاث والتطوير واضح منذ البداية وهو انه ما دامت متعلقة بالعلم والتكنولوجيا والمعرفة فانه لا يمكن تقييدها او وضع اطار محدد لها. وتابع قائلا، بطبيعة الحال فان الطرف الاخر يتوقع ان تكون الابحاث المتعلقة بالتخصيب موضع نقاش وتفاوض بصورة ما، ولقد تم لغاية الان الحديث كثيرا في هذه القضية ولكن لم يطرح موضوع تجميد الابحاث والتطوير ولن يكون مقبولا ابدا. واكد بان الاتفاق النهائي يعني الوصول الى اتفاق حول جميع القضايا، موضحا بان الارادة المتوفرة لدى الوفد الايراني هي الوصول الى اتفاق في اقصر فترة ممكنة، وفيما لو توفرت الارادة السياسية وحسن النية لدى الطرف الاخر على الاقل بما هو متوفر لدينا فان الوصول الى الحل سيكون ميسرا ولا يمكن ان يؤدي اي موضوع الى فشل المفاوضات. وحول مسالة الاجتماع الثنائي مع الوفد الاميركي، اوضح انه ليس من الضرورة الحتمية عقد اجتماعات ثنائية مع كل الوفود المؤلفة لمجموعة "5+1" وقال، ان اساس مفاوضاتنا هو مع مجموعة "5+1" وفيما لو شعرنا على هامش المفاوضات بالحاجة لاجتماعات ثنائية فاننا سنعقدها ولا توجد اي حساسية في هذا الجانب. واضاف عراقجي، ان الحاجة كانت قائمة لمباحثات ثنائية مع اميركا لان القسم الاكبر من الحظر مفروض من قبل اميركا وان ازالته هو بيدهم. ولقد جرت مباحثات ثنائية مع الوفد الاميركي ولم يكن وفق قرار مسبق. ولفت الى ان جولتين من المفاوضات ستعقد خلال شهر حزيران /يونيو القادم وجولة اخرى في تموز /يوليو والتي من المحتمل ان تستمر لغاية الوصول الى الاتفاق النهائي. وفي جانب اخر من تصريحاته اكد عراقجي بان المنظومات والمعدات والبرامج الدفاعية الايرانية غير قابلة للتفاوض اطلاقا وان ايران لن تسمح بطرحها في المفاوضات وقال، ان هذا هو موقفنا وسيظل كذلك ولا تردد في ذلك ابدا ولهذا السبب لا حاجة لحضور خبراء من وزارة الدفاع ضمن الوفد المفاوض. واشار الى ان نقاط الخلاف بين ايران ومجموعة "5+1" يتجاوز الرقم 13 الذي ذكره احد الصحفيين في سؤال له وقال، لقد تباحثنا بالتفصيل حول كل هذه القضايا وتبين خلال المفاوضات باننا اقتربنا في بعضها ومازلنا بعيدين في بعضها الاخرى، وتم الوصول الى حلول ومقترحات في بعض القضايا فيما توجد في قضايا اخرى خيارات اقل او لم يتم التوصل الى اي خيارات فيها لغاية الان. وفي الاشارة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين الاخيرة قال كبير المفاوضين الايرانيين، انه اذا كان من المقرر ان يتخذ احد ما قرارا صعبا فهم الاميركيون انفسهم الذين عليهم التحرر من القرارات التي يتخذونها بناء على اوهام. واضاف، ان القرار الصعب الذي ينبغي عليهم اتخاذه هو التخلي عن استخدام ادوات القوة والتهديد والحظر والعمل بدلا عن ذلك للتعاطي المنطقي في العلاقة مع الدول الاخرى. هذا هو القرار الصعب والتاريخي الذي ينبغي على المسؤولين الاميركيين اتخاذه. واعتبر ادوات الحظر والتهديد بانها لا تلبي حاجة التعاطي بين الدول في الوقت الحاضر وان هذا التعاطي يجب ان يكون على اساس الحقائق واضاف، اعتقد ان جميع الدول في مجموعة "5+1" خاصة اميركا قد اقتربت من هذا الاستنتاج مثلما اتخذ الاميركيون القرار الصعب في اتفاق جنيف بالموافقة على مواصلة التخصيب في ايران والتخلي عن رفضهم في هذا المجال، وهو قرار مناسب وصائب ونرجو ان يستمروا على هذا المنوال في مفاوضات فيينا ايضا. واكد جهود الفريق الايراني المفاوض الرامية لازالة الحظر واضاف، ان توجهنا للتفاوض ليس بسبب اجراءات الحظر ابدا، وان ما نسعى اليه من وراء المفاوضات هو ضمان حقوق الشعب الايراني المشروعة. /2868/ وكالة الانباء الايرانية