في الماضي عندما بدأنا نسمع عن تنظيم «القاعدة» كانوا يقولون إن ضرب مصالح أمريكا هو الهدف الرئيس ل«القاعدة» وحتى الحوثيين يردّدون شعارهم كل يوم: «الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل...» وأصبح الشعار عبارة عن ملصق طبيعي موجود في كل مكان نراه، ونبتسم لأن الموت الذي نراه موجّهٌ دائماً إلى اليمنيين وليس أمريكا أو اسرائيل..!!. على أي حال «القاعدة» تقول إن هدفها مصالح أمريكا؛ بينما تتبنّى انفجار مستشفى العرضي وتقتل الأبرياء، وبين كل فترة وأخرى نسمع عن اغتيال اللواء الفلاني وكمين للنقطة العلانية، وجميع من يذهبون إلى الآخرة على أيدي «القاعدة» هم من اليمنيين. كما تتمترس خلايا تنظيم «القاعدة» في أراضٍ يمنية لتقتل أبناءنا وجيشنا اليمني، فهل يا ترى تغيّرت خريطة أمريكا الجغرافية من وجهة نظرهم؛ فأصبحت أمريكا محافظة في اليمن ورعاياها من اليمنيين..؟!. في الماضي لم أكن مقتنعة لماذا تتبنّى «القاعدة» تدمير مصالح أمريكا وتتبنّى انفجارات هنا وهناك، وأسأل نفسي: بأي دين يقتلون الأبرياء وإن كانوا يهوداً أو نصارى أو أو، وبأي حق يشوّهون سمعة الإسلام تحت ذريعة ضرب مصالح أمريكا..؟!. والآن هم يحاربون الجيش اليمني ويقتلون المواطن اليمني، فلماذا يقتلون جيشنا، لماذا يفجّرون المباني، لماذا يقتلون الأطباء، لماذا يخطفون الأجانب، لماذا، لماذا يقتلون الإنسانية..؟!. تحت أي مبرّر يأتي تنظيم «القاعدة» بأشخاص من جنسيات مختلفة من العالم ليقتلوا في بلدي، هل إسلامهم غير إسلامنا، هل رسولهم غير رسولنا، الله ربنا وربهم؛ كيف يبيحون لأنفسهم أن يقتلونا باسمه..؟!. رايتهم السوداء يكتبون عليها «الله ومحمد رسول الله» ثم يقتلون النفس التي حرّم الله، يا هؤلاء لا تشوّهوا ديننا بتنظيمكم وخلايكم المنتشرة في بلدنا كالسرطان، إن كنتم تريدون أن تدعوا الناس إلى الإسلام فاذهبوا إلى غير المسلمين لدعوتهم بالحسنى وليس بالتفجير والاختطاف، واتركوا المسلمين آمنين في بلدانهم، اتركونا في بلادنا. أي دين ابتدعه مشايخكم، وأية صناعة عقول قدّمتم عقولكم إليها لتعبث بطريقة تفكيركم وتوجّهكم هذه الوجهة الإرهابية، أين ولدتم كتنظيم، وأين نشأتم، وأي كُره أرضعوكم إياه قبل فطامكم الفكري الدموي..؟!. حتى إن مبرّرات قتلكم الجيش ترون فيه تقرباً إلى الله، والجيش عندما يدافع عن اليمن وأبنائها، وعندما يدافع عن نفسه فهو يرضي أمريكا، أيُعقل هذا، في أي وكر أسود غمسوا عقولكم وسقوها لون الدماء..؟!. أمريكا ليست في اليمن وليست محافظة من محافظاتاليمن، ووهم أمريكا الذي تقتلون الناس بذريعته لا يوجد إلا في عقول من نظّمكم، أنتم يا مقاتلي «القاعدة» مأجورون لشبكات إرهابية تبتغي تخريب وطننا اليمن، تغذّيكم بالمال والسلاح والكراهية لتفجّروا ألغام حقدكم في اليمن. فلا تعتقدوا أنكم ذاهبون إلى الجنة، أنتم تقتلون الحرث والنسل، وتفزعون الأطفال والعجائز، وتيتّمون وترمّلون وتخرّبون؛ فأي دين هو دينكم، وأية جنة رسموها لكم في خارطة الوهم..؟!. الموت لكم يا قتلة والحياة للإنسان، الله مع الجيش اليمني في قتالكم، ودعواتنا ترافقهم. زهرة اليمن