الدوحة- الراية: أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن صفحة الانقسام طويت الى الأبد، وأن تحديات كبرى في انتظار جميع الفصائل الفلسطينية من أجل تقوية الجبهة الداخلية، مبرزا الدور اللافت والمشرف الذي لعبته قطر في سبيل تقريب وجهات النظر بين الجميع، والخروج بحلول تؤسس لمصالحة حقيقية، الى جانب إيوائها للجالية الفلسطينية، ودعم الخيار الفلسطيني. وقال مشعل خلال كلمة ألقاها بالحي الثقافي "كتارا" مساء امس الأول، بمناسبة مرور 66 عاماً على النكبة، بحضور عدد من السفراء المعتمدين بالدوحة، وأعضاء من المكتب السياسي لحركة "حماس"، وسفير فلسطين لدى الدوحة سعادة السيد منير غنام، لقد "طوينا صفحة الانقسام بلا رجعة، واليوم أصبحنا أقرب إلى إتمام المصالحة الفلسطينية التي انطلقت من مخيم الشاطئ بقطاع غزة لتأخذ منها البركات، وعززناها بلقاء في الدوحة لينطلق قطار المصالحة"، في تلميح الى اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة قبل أسبوعين. وأشار الى أن حركة حماس كانت مع المصالحة من البداية، لكن معوقات حالت دون تنزيلها على الارض، بينها الاشتراطات الدولية والفيتو الأمريكي والتعنت الاسرائيلي، لكن حركة حماس اليوم اذا تخوض تحديات المصالحة تؤكد أنها قدمت تنازلات كبيرة للإخوة في حركة فتح، لأنها رأت أن هذا ضرورة وفضيلة لصالح الشعب الفلسطيني وشركاء الوطن. وقال إنه اذا تطلب الأمر تقديم تنازلات أخرى لصالح نجاح المصالحة ولفائدة شعب فلسطين، فحركة حماس ستفعل، لكنها لن تتنازل للاحتلال، مهما كانت الإكراهات، لافتا الى أن المصالحة ضرورة لبناء القرار السياسي الموحد والتصدي للملفات الكبرى كالتهويد والإفراج عن الأسرى، والقدس والمشروع الوطني. ودعا مشعل المناضلين في حركة فتح في رام الله، وحركة حماس في غزة الى اتخاذ خطوات تصب في صالح التقدم في تحقيق المصالحة، وطي ملفات الاعتقال السياسي مرة واحدة، كما دعا الإعلاميين والمفكرين والساسة الى خلق جو مناخ إيجابي نحو المصالحة، ووقف التشكيك فيها. وعرج مشعل على موضوع المقاومة الفلسطينية، وقال إن المقاومة خبز يومي لكل من يعيش حياة الاحتلال، وهذه أصالة في الشعب الفلسطيني، وما دام الاحتلال موجودا فالمقاومة له بالمرصاد، أما العمل بالسياسة فلم يشغلنا عن المقاومة، إذ لا تعارض بين الاشتغال بالعمل السياسي والمقاومة، بل هو تعزيز لها. وقال إن الشعب الفلسطيني أينما كان يحمل هم المقاومة، وتحقيق الأمل بالتحرير والعودة، فالمقاومة ليست رداء بل هي التزام تجاه الارض والشعب، وهي خيار في عقولنا وقلوبنا، ولا يتغير بتغير الجغرافيا. وقال إنه بإحياء ذكرى النكبة نجدد مسيرة المقاومة رغم الاحتلال والتشريد اللذين يعدان عنصرين من عناصر النكبة، وصولا الى التحرير، معتبرا أن الشعب الفلسطيني لا تكسره الأحزان والآلام، بل تزيده وحدة وتصقل إرادته في النضال. وقال إن بعد 66 عاما من النكبة، وقبلها أيام الانتداب البريطاني، ازداد الشعب الفلسطيني مضاء، والكيان الصهيوني لم يفلح في كسب الشرعية رغم جميع آلات القتل والإعلام والتضليل، وأن الشعب الفلسطيني كشف الاحتلال أمام العالم وروايته المزيفة للنكبة، وأن هذا الشعب المناضل سواء في الداخل او الخارج يعلم أبناءه أن الارض الفلسطينية لشعب فلسطين، وبالتالي لا بد من العمل على تحقيق العودة إليها. وقال إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وحدة وطنية ومقاومة وتحركا على المسرح الدولي ولحمة عربية، ونحن اليوم نلاحق الاحتلال في كل مكان ببطولات هذا الشعب القوي، الذي اصطفاه الله بشرف الدفاع عن هذه الارض المقدسة، وتحريرها. واعتبر مشعل أن القدس في خطر، بعد مشروع الاحتلال لتهويدها، كما أن الأقصى بين خطري التقسيم أو الهدم، وهناك مسؤولية كبيرة على رأس جدول أعمال القيادة المقبلة في فلسطين للتصدي الى هذه المشاريع الهدامة التي تستهدف الشعب الفلسطيني والإسلامي والعربي في مقدساته. وأكد مشعل ، بأن قضية الأسرى لن تطول و سيكونوا حاضرين بين أهلهم وشعبهم، مؤكداً أنه "لا بديل عن تحرير الضفة، كما حررت غزة من قبل". وانتقد مشعل ما أسماه "ضيقا غير معقول" لبعض الدول ببضعة آلاف من الفلسطينيين في الشتات، إذ ليس معقولا أن تكون وجهتهم الى دول أوروبية.وفي ما يتعلق بثورات الربيع العربي، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الربيع العربي جاء لينتصر لإرادة الشعوب، وليس من حق أحد أن يصادر هذا الحق، متمنيا خروج هذه الدول من أوضاعها الحالية، لتقوي جبهة فلسطين التحريرية من الاحتلال. ونفى مشعل تدخل الحركة في الشؤون الداخلية لدول مجاورة، في إشارة الى جمهورية مصر العربية، وقال إننا لم نتدخل في هذه الدول وليس من حقنا،لكن فلسطين حق للجميع وليست حكرا على الفلسطينيين وحدهم، رغم أنهم في خط المواجهة الأول مع الاحتلال الاسرائيلي. جريدة الراية القطرية