أتاحت المنافسة المحتدمة بين مختلف شركات التكنولوجيا لإنتاج طابعات ثلاثية الأبعاد توفير هذه الأجهزة في الأسواق بأسعار مقبولة. وطرحت الشركات أخيرا، طابعة لنسخ المنتجات البلاستيكية بتكلفة 2000 دولار أميركي، فيما أكد الخبراء أن من شأن زيادة الإنتاج والاستهلاك لهذه الطابعات أن يشرع الأبواب لإجراء البحوث العلمية التطويرية حولها لتمكينها من نسخ مواد أكثر تعقيداً في المستقبل. وذكرت مجلة «ساينس اند تكنولوجي»، في تقرير لها نشرته حول هذا الموضوع أخيراً، أنه على الرغم من وجود الطابعة ثلاثية الأبعاد منذ أكثر من 30 سنة، إلا أنها لم تكن مطروحة في الأسواق، وذلك لتكلفتها العالية وحجمها الكبير، غير أنها اليوم أصبحت بفضل انتشارها وطرحها في الأسواق أقل تكلفة. ويقول الخبراء إن أسعار هذه الطابعات آخذ في التناقص أيضاً نتيجة للعرض والطلب. وتمكن الطابعة المتخصصة باستنساخ المواد البلاستيكية من طباعة أدوات منزلية أو قطع غيار بلاستيكية للسيارات أو نظارات شمسية بجهد ووقت أقل. وتوجد أنواع أخرى من الطابعات الثلاثية يمكنها طباعة المجوهرات والأحذية وقطع غيارات الكاميرات المحولة وبعض الأجهزة الطبية، والطعام والخلايا البشرية، وغيرها الكثير. وبدلاً من استخدام الحبر كما هي الحال في الطابعات العادية، تُذيب الطابعة ثلاثية الأبعاد مسحوق البلاستيك أو رقائق وخيوط المعادن، وتعمل على إخراج المادة المذابة أكثر من مرة لعمل طبقات متعددة، مُتتبعة شكل وقياسات التصميم المدخل إليها رقمياً، حتى تنتهي من البناء ثلاثي الأبعاد للجسم المراد استنساخه. ويقول بليز روبر، مدير وكالة «اليفن ميديا»، لتصميم المواقع الإلكترونية، إنه يجد في استخدام هذه الأجهزة متعة خاصة، ويضيف: «أحب أن أتابع طريقة التصنيع من لحظة إدخال الصورة إلى الجهاز حتى تنفيذها». نوعية الطباعة ويعتمد وقت استنساخ أي تصميم على عوامل عدة، منها الحجم والنوعية المطلوبة، فلطباعة أربعة أغطية لعدسات الكاميرات الرقمية دفعة واحدة، يستغرق الأمر نحو 90 دقيقة. ويتطلب طباعة 24 مشبكاً لأضواء احتفالات عيد الميلاد دفعة واحدة 45 دقيقة. إلا أن الطباعة النوعية لتصميم ما مثلاً تتطلب ما يتراوح بين ساعتين و6 ساعات. ويقول كريس بيترز، الذي يعمل في شركة «رابد 3 دي»، إن الاستنساخ ثلاثي الأبعاد بواسطة الطابعة المخصصة لإنتاج مواد بلاستيكية يعتمد أيضاً على كمية البلاستيك المستخدم، فيمكن طباعة السيارة البلاستيكية الدمية، التي تحتاج إلى القليل من مادة البلاستيك في نصف ساعة تقريباً، حتى لو كان حجمها كبيراً، بينما قد يحتاج سوار اليد مثلاً إلى ما يتراوح بين ساعة وساعتين وذلك نتيجة لسُمكه. ويقول بليز روبر، مدير وكالة «اليفن ميديا»، إنه يمكن للطابعة التي تبلغ قيمتها 2000 دولار أميركي أن تستنسخ نحو 80%، من أي منتج، بينما لا يمكن الطباعة المتقنة بنسبة 100%، إلا بواسطة الطابعة التي تكلف 500 ألف دولار. ويزيد حجم الطابعة ثلاثية الأبعاد عن طابعة الورق التقليدية حتى تستوعب المواد التي يتم إدخالها فيها. ويقول روبر: «إن حجم الطابعة التي تبلغ تكلفتها 2000 دولار أكبر من حجم الميكروويف التقليدي بقليل، وتستخدم الطابعة نوعي البلاستيك -إيه بي أ- و-بي أل إيه- اللينين، القابلين للذوبان لدى تعرضهما للحرارة، وللتماسك لدى تبريدهما. ويتم إدخال البلاستيك في فوهة ساخنة ليتم تذويبها». تقليل التكلفة وتساعد الطابعة ثلاثية الأبعاد على استنساخ بعض المنتجات بتكلفة أقل من قيمة شرائها. وبالتالي فإن ذلك يزيد من رغبة المستهلكين في اقتنائها، الأمر الذي يرفع حجم الطلب على تحسين أداء الطابعات لإنتاج مواد بنوعية أفضل، وبسرعة أكبر. وفي هذا الصدد تحاول الشركات التركيز على تبسيط البرامج التشغيلية لتلك الطابعات، بحيث يسهل استخدامها. وتتمثل أهمية الطباعة ثلاثية الأبعاد في أنها تقلل الوقت المطلوب لشحن منتج تم شراؤه مثلاً من مكان بعيد، فيمكن للوكالات المحلية مثلاً تحميل تصميم المنتج ومكوناته على مواقع محالهم الإلكترونية، ليتمكن المستهلكون من استنساخ المنتج بدلاً من انتظار وصوله عبر البريد. الأمر الذي يعود بالفائدة على أصحاب المشاريع المختلفة من حيث تقليل سعر خدمات التوصيل والأمور المتعلقة بها من شراء لمركبات التوصيل وتوفير مواقف لها، فضلاً عن توفير تكلفة الوقود وأجرة العاملين في هذا المجال. وللطباعة ثلاثية الأبعاد أوجه استعمال متعددة، حتى إن وكالة «ناسا»، الفضائية اختبرت الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج طعام رواد الفضاء، الأمر الذي يقلل من الحيز المطلوب لحفظ غذائهم، لا سيما عبر الرحلات طويلة المدى، كما تم اختبار إحدى هذه الطابعات في المحطة الجدولية الفضائية تمهيدا لشحنها إلى المحطات الفضائية مستقبلا. التعديل قبل الطباعة أعلنت شركة أدوبي سيستمز الأميركية عن تحديث برنامجها الشهير لمعالجة الصور «فوتوشوب»، بحيث يمكن للمستخدمين طباعة منتجات ثلاثية الأبعاد ذات خصائص عالية. وتقول الشركة إن الخطوة هذه تبسط عملية الطباعة، حيث أصبح بإمكان المستخدمين تعديل ومراجعة ومعالجة تصاميمهم قبل طباعتها في شكلها النهائي. ويمكن للمستخدم إدخال تصميم إضافي على ذلك الأصلي، وبالتالي الجمع بين مزايا أفضل التصميمات وطباعة منتج جديد كلياً. ويتيح التحديث استخدام معظم تطبيقات برنامج «فوتوشوب»، مثل تعديل ألوان التصميم أو إضافة ألوان جديدة. ويمكن استغلال هذا التحديث في تطوير الطابعات ثلاثية الأبعاد المتوسطة السعر الموجودة في الأسواق. البيان الاماراتية