استمراراً للتطورات الأمنية والسياسية المتلاحقة التي تشهدها ليبيا منذ أيام، استقدم البرلمان قوة «درع ليبيا» التي انتشرت في العاصمة امس بحجة حمايتها، ما دفع الحكومة إلى دعوة جميع الكتائب المسلحة إلى مغادرة طرابلس، في حين تتوسع كل يوم دائرة المؤيدين ل« معركة الكرامة» التي اطلقها اللواء خليفة حفتر حيث أعلنت منطقة سبها العسكرية بجميع وحداتها وتشكيلات الثوار تأييدها «للعمل الوطني ضد المارقين والخارجين عن القانون». في وقت نفت اللجنة الانتخابية أن تكون حددت موعد 25 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية لكنها اكدت أن الاقتراع سيجري خلال النصف الثاني من يونيو. وفي بيان تلاه وزير الثقافة الليبي حبيب الأمين الذي ذكرت وكالة فرانس برس انه اعلن دعمه للعملية العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر: «ناشدت الحكومة كافة قيادات الكتائب المسلحة في نطاق طرابلس الكبرى الخروج منها والابتعاد عن المشهد السياسي لحماية المدينة وسكانها». وتابع بيان الحكومة أن «الأوامر التي اصدرها رئيس المؤتمر الوطني العام بتحريك درع الوسطى مع تواجد قوى أخرى في طرابلس تنضوي تحت كتائب القعقاع والصواعق ومع وجود مجموعات مسلحة أخرى في نطاق طرابلس الكبرى بات يهدد المدينة وسلامة سكانها». وأضاف أن «تخوف الحكومة من فرض قرار سياسي في أجواء قعقعة السلاح بما يهدد البنيان السياسي للبلاد. وتحمل رئاسة المؤتمر وأعضاءه كافة المسؤولية البرلمانية والوطنية عما ينجم من تداعيات ومخاطر تهدد سلامة البلاد وأمن مواطنيها وضياع هيبتها وضرب مؤسساتها». وقبيل دعوة الحكومة بساعات قليلة انتشر مقاتلون من قوات «درع ليبيا» في العاصمة طرابلس قدموا إليها من مصراتة، امس، استجابة لدعوة المؤتمر الوطني العام (البرلمان). وأكدت تقارير اعلامية أن هذه القوات تمركزت في منطقة صلاح الدين وسط العاصمة الليبية، وأنها أبدت جهوزية لمواجهة ما تعتبره «أي مساس بالسلطة الشرعية»، في إشارة إلى القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال شهود إن قوات درع ليبيا احتلت مواقع في العاصمة الليبية في وقت مبكر من صباح امس، وهو ما قد يشكل دعماً للقوات الموالية للإسلاميين في مواجهة حفتر. وتضم «درع ليبيا» مجموعة كتائب لها قواعد في بنغازي التي بدأت فيها الانتفاضة الليبية عام 2011، وهي من الجماعات المسلحة التي اعتمدت السلطات - التي تعتبر ما يقوم به حفتر انقلاباً - على مساعدتها في حفظ النظام. انضمام جديد من جهة اخرى، أعلنت منطقة سبها العسكرية جنوب ليبيا بجميع وحداتها وتشكيلات الثوار تأييدها «للعمل الوطني الذي قام به الجيش الوطني الليبي الحر لنصرة ليبيا ضد المارقين والخارجين عن القانون بجميع مسمياتهم». أكد البيان عزم منتسبي منطقة سبها العسكرية إرساء قواعد الأمن والاستقرار للوطن «لينعم المواطن بما قامت به ثورة 17 فبراير من أمل كبير في التنمية والتعليم والصحة وباقي مناحي الحياة، ولتمكين وحدات القوات المسلحة والتشكيلات التابعة لها من التحلي بقواعد التدريب الراقي».وبارك ضباط وثوار منطقة سبها العسكرية الخطوات التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي ضد التطرف والإرهاب، من أجل إرساء قواعد الديمقراطية بعيدًا عن سلطة الفرد أو الجماعة. انشقاق وزير ومساء الأربعاء ذكرت وكالة فرانس برس انه اعلن وزير الثقافة الليبي حبيب الأمين انه يدعم العملية العسكرية التي يقودها حفتر. وقال «أنا ادعم هذه العملية ضد المجموعات الإرهابية. والمؤتمر الوطني العام الذي يحمي الإرهابيين لم يعد يمثلني»، مؤكداً مع ذلك انه يحتفظ بمنصبه الوزاري حتى «الاستقالة أو الإقالة». وقال مع ذلك انه «يتوجب على الجيش الوطني ان يحافظ على الطابع المدني للحياة في ليبيا»، داعياً السكان إلى دعم «الجيش الوطني» الذي يقوده حفتر. والأمين هو اول وزير يفصح علناً عن تأييده لعملية حفتر. موعد الانتخابات وفيما أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة المنتخب أحمد معيتيق اول من امس أن الحكومة الجديدة لن تكون طرفاً في أي نزاع وأنها ستسعى للتحاور وللتشاور مع جميع الأطراف من المؤتمر الوطني وخارجه لتشكيل حكومة إنقاذ ووفاق وطني، نفت اللجنة الانتخابية امس ان تكون حددت 25 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية لكنها اكدت أن الاقتراع سيجري خلال النصف الثاني من يونيو. وكانت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «لانا» أعلنت الثلاثاء الماضي تحديد موعد الانتخابات في 25 يونيو. لكن رئيس اللجنة الانتخابية عماد السايح اعلن في مؤتمر صحافي انه «حسب الجدول الزمني للجنة ستجري الانتخابات في النصف الثاني من يونيو المقبل». وأضاف أن «اللجنة لم تعلن تاريخ 25 يونيو الذي أعلنته وسائل الإعلام» دون ان يوضح لماذا لم يتم نفي ذلك الخبر في حينه. وأعلنت الولاياتالمتحدة اول من امس أنها تؤيد تنظيم انتخابات في ليبيا نهاية يونيو من اجل وضع حد لدوامة العنف. حسب ما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي. إغلاق ميناء قالت وكالة الأنباء الليبية امس إن محتجين أغلقوا مقر شركة سرت التي تدير مرفأ مرسى البريقة وهو الميناء النفطي الوحيد في شرق البلاد الذي ظل مفتوحاً معظم الوقت اثناء المواجهة التي مضى عليها تسعة أشهر مع جماعة متمردة تطالب بحكم ذاتي لشرق ليبيا. وقال مصدر بالشركة إن انتاجها من النفط الخام توقف بالكامل بسبب الاحتجاجات. وكان محتجون أغلقوا بالفعل في وقت سابق هذا الشهر حقلين ينتجان حوالي 39 ألف برميل يومياً. وأضاف «أغلقت مجموعة من المحتجين مقر شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز... مطالبين الحكومة بتعيينهم في الشركة». طرابلس - رويترز البيان الاماراتية