64 عاماً والبرازيل تنتظر هذه اللحظة، تنظيم كأس العالم لكرة القدم على أرضها، وحلم إحراز اللقب على ملعب «ماراكانا» الأسطوري، حيث سرقت منها الأوروغواي هذا الشرف عام 1950. تراجيديا وطنية قد تنقلب الى ملحمة شعبية إذا نجح لاعبو الاصفر والاخضر في خطف لقب سادس لهم في المسابقة الرياضية الأشهر في العالم بعد أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002. سكولاري «عبقري السامبا» عندما أقال الاتحاد البرازيلي مانو مينيزيس في نوفمبر 2012، لم يبحث كثيراً عن البديل، فوقع الخيار على سكولاري رغم مطالبة البعض بتعيين الإسباني بيب غوارديولا، الذي كان يرتاح آنذاك بعد فترة نجاح عملاقة مع برشلونة. يدرك «فيل الكبير» تماماً أنه سيصبح أسطورة كروية خالدة في بلاده إذا نجح في قيادة البرازيل للقب عالمي على أرضها، ونسيان مواجهة الاوروغواي الحاسمة (1-2) على ملعب ماراكانا في مونديال 1950 الوحيد الذي استضافته على أرضها حتى الآن، لكن المدرب المحنك يعلم في الوقت عينه أن انتهاء مشوار البرازيل من دون الكأس سيربط اسمه بفشل ثانٍ قد يدوم عقوداً عدة. يصر سكولاري (65 عاماً) على أنه ليس خائفاً من التحدي كي يصبح ثاني مدرب يحرز اللقب مرتين بعد الايطالي فيتوريو بوتزو في 1934 و1938: «لو كنت خائفاً من التحديات لما حققت أي شيء في مسيرتي». لم يخف سكولاري أن لديه ثمانية لاعبين أساسيين أو تسعة أو 10»، لذا يتوقع ان تكون نواته مؤلفة من الحارس جوليو سيزار والمدافعين داني الفيش ودافيد لويز والقائد تياغو سيلفا ومارسيلو، ولاعبي الوسط لويز غوستافو وباولينيو وهولك وأوسكار ونيمار والمهاجم فريد. خطا الدفاع والهجوم معروفان، فيما يرجح بعض التعديلات في الوسط في ظل وجود ويليان وفرناندينيو وهرنانيس وراميريش. لقب قد يحول تظاهرات شعبية اجتاحت شوارع البلاد العام الماضي احتجاجاً على الإنفاق الزائد على المنشآت الرياضية بدلاً من احتياجات المواطن الأكثر أولوية، إلى حفلات سامبا لا تنتهي خلال الكرنفال الكروي وبعده. هي الدولة الأشهر والأنجح في عالم كرة القدم، ومن أحيائها الفقيرة ورمال شواطئها خرج الأسطورة بيليه وأسطول من اللاعبين غزوا قارات العالم، وأمتعوا جمهور المستديرة بفنيات لا نهاية لها. «كل الأمور على ما يرام» في تشكيلة المدرب لويز فيليبي سكولاري جالب اللقب الخامس لل«سيليساو» في 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. رسم «فيليباو» تشكيلته بتأن بين وديات وكأس قارات أحرزها بفوز صاعق في النهائي على إسبانيا بطلة العالم 3-صفر. بعد مباراتين ضد بنما في الثالث من يونيو في غويانا وصربيا في السادس منه على ملعب مورومبي في ساو باولو، تبدأ خريطة الطريق من افتتاحية كرواتيا في 12 يونيو في ساو باولو، ثم المكسيك (17 يونيو في فورتاليزا) والكاميرون (23 يونيو في برازيليا) في الدور الاول، بانتظار حلم خوض المباراة النهائية في ريو دي جانيرو في 13 يوليو. كان مشهد اختيار سكولاري تشكيلته هذه المرة متناقضاً مع 2002، آنذاك ضغط عليه الجمهور قبل الاختيار وبعده، فاضطر للنوم في فندق غير اعتيادي للهروب من غضبهم بعد استبعاده الهداف روماريو. لكن في 2014، حتى روماريو، الذي ينتقد ظله أحياناً، وافق على خيارات مدرب البرتغال السابق. كان النجاح في كأس القارات 2013 الحجة الرئيسة لسكولاري باستبعاد رونالدينيو (97 مباراة دولية) حامل الكرة الذهبية في 2005، وكاكا (87 مباراة دولية) أفضل لاعب في العالم عام 2007، وروبينيو (92 مباراة دولية)، والجيل الأولمبي في 2012 على غرار لوكاس، وباتو، وغانسو، ولياندرو دامياو، وغيرهم. عمد سكولاري الى تبديل سبعة لاعبين من الكأس القارية، فعزز خط وسطه بفرناندينيو، وراميريش، وويليان، وجلب الخبرة على الأطراف مع مايكون وماكسويل. قرر سكولاري أنه يريد بناء جو عائلي مناسب للفريق، على غرار 2002، عندما استدعى لاعبين «غير قادة»، وفي 2014 يعول على المدافعين تياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي) ودافيد لويز (تشلسي الانجليزي) وحارس المرمى جوليو سيزار (تورونتو الكندي) والمهاجم فريد (فلوميننزي) لقيادة تشكيلته. ويبدو المهاجم نيمار أخطر أسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسماً مقبولاً مع برشلونة إثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد، وأطاح برئيس الفريق الكاتالوني ساندرو روسيل. احتفظت البرازيل بكأس جول ريميه الى الأبد عام 1970 في المكسيك بعد تتويجها في السويد 1958 وتشيلي 1962 بجيل خارق ضم بيليه وجايرزينيو وريفيلينو وتوستاو وجيرسون وغارينشا وكارلوس البرتو وغيرهم، وحملت اللقب النادر في أربع قارات مختلفة بعد ان توجت في 1994 في الولاياتالمتحدة و2002 في كوريا الجنوبية واليابان. غابت عن التصفيات لتأهلها المباشر باعتبارها البلد المضيف وخاضت مباريات ودية مع أقوى المنتخبات استعداداً للنهائيات، لكن مشوارها في كوبا أميركا 2011 انتهى في ربع النهائي أمام الباراغواي. بعد إقصائها من ربع نهائي مونديال 2010 أمام هولندا، حل مانو مينيزيس بدلاً من دونغا، وعاد لويز فيليبي سكولاري إلى قواعده. نجم المنتخب.. نيمار بعمر ال22 يعلق نحو 200 مليون برازيلي آمالهم على نيمار، بعدما اكتسب شهرة عالمية إثر انتقاله العام الماضي من سانتوس إلى برشلونة مقابل 57 مليون يورو. الأنظار على نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور، بعدما كانت على بيليه في 1958، وغارينشا في 1962، وجايرزينيو في 1970، وروماريو في 1994، ورونالدو في 2002. قاد عاشق الموسيقى والرقص سانتوس في 2011 إلى لقبه القاري الأول منذ 1963، ليعيد الى أذهان الفريق الابيض تجربة بيليه السابقة. سيخوض اللاعب المشاكس، الذي أبعده دونغا عن جنوب إفريقيا 2010، موندياله الأول وهو يكتسب النضج يوماً بعد يوم، رغم صغر سنه. الامارات اليوم