روما، دمشق (وكالات) - أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان أمس، أنه سيقدم مساعدة غذائية لمدة 3 أشهر إلى 125 ألف فلسطيني وسوري نزحوا بسبب المعارك الأخيرة في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق حيث تحدثت أنباء عن توصل الوسطاء إلى اتفاق لوقف النار فيه وإبقائه خالياً من السلاح. واندلعت اشتباكات لوقت قصير. بينما عاد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى المخيم الذي بدت عليه آثار الغارات الجوية والاشتباكات بين معارضين للنظام السوري وآخرين موالين له، بحسب ما أبلغ سكان فرانس برس، مشيرين إلى أنه لم يلاحظوا أي تواجد مسلح لطرفي الصراع، لكنهم أكدوا أنه يمكن سماع بعض الطلقات النارية المتقطعة من وقت إلى آخر في محيط المخيم. وسيقدم البرنامج حوالى 12 كيلوجراماً من الأغذية كل أسبوع لكل عائلة ما يكلف 1,5 مليون دولار لشراء 580 طناً من الغذاء تسمح بتقديم المساعدات الغذائية ل125 ألف شخص خلال 3 أشهر. ويقوم برنامج الأغذية العالمي بتنسيق نشاطه في مخيم اليرموك مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". كما يقدم البرنامج حالياً مساعدة غذائية ل1,5 مليون شخص كل شهر في المحافظات ال14 في سوريا ويعطي الأولوية للنازحين الذين فروا من آماكن القتال الساخنة. ولمواصلة عمله حتى يونيو 2013، يحتاج برنامج الأغذية ل134 مليون دولار. ويأوي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين أيضاً، العديد من السوريين المشردين بالداخل. وقالت إيرثارين كوزين المديرة التنفيذية للبرنامج "سنظل ملتزمين بدعم المعرضين للهجوم في سوريا. بحيث لن يكون هناك جائع". وقالت متحدثة باسم البرنامج إن الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين الذين فروا من المخيم، يعيشون لدى أقارب لهم وفى المدارس والمساجد والملاجئ العامة وقد غادروا المخيم ولايحملون أية متعلقات. ومع استمرار عودة النازحين، أكدت صحفية في فرانس برس تواجدت على دوار البطيخة الواقع على المدخل الرئيسي للمخيم، أنه يمكن سماع بعض الطلقات النارية المتقطعة من وقت إلى آخر في محيطه. وأشارت الصحفية إلى أن حجارة وضعت على الطريق لمنع دخول السيارات إلى المخيم، لكن حافلة صغيرة على متنها عائدون وأغراضهم تمكنت من الدخول عبر طريق فرعي. وقال أحد الركاب "نعود لأننا اكتفينا من الذل، خسرنا أرضنا (فلسطين) ولا نريد أن نفقد منازلنا ونقيم في خيم كما فعل أهلنا". وكانت الأونروا أعلنت من جنيف الأربعاء الماضي، أن نحو 100 ألف فلسطيني من زهاء 150 ألفاً يقيمون في المخيم، نزحوا جراء أعمال العنف الأخيرة. وانتقل عدد من هؤلاء إلى مناطق أخرى في دمشق، بينما عبر زهاء 2,800 منهم إلى لبنان المجاور. وأطلقت دعوات في المخيم أمس للمشاركة في صلاة الجمعة في مسجد عبد القادر الحسيني، الذي أزيل الركام من محيطه كما أزيلت آثار الغارة الجوية التي استهدفته الأحد الماضي، وكانت الأولى من نوعها ضد المخيم، متسببة بمقتل 8 أشخاص على الأقل، بحسب المرصد السوري الحقوقي. وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية، ذكرت أن مسؤولين فلسطينيين في سوريا توصلوا إلى اتفاق لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً، بمشاركة مختار لماني، ممثل الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وأوضحت الصحيفة أنه بدأ أمس الأول "تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر جهود ممثل الإبراهيمي في دمشق، ويقضي بانسحاب المسلحين كافة الموجودين داخل مخيم اليرموك، وجلهم من المعارضة، وإبقائه مجرداً من السلاح". ونقلت الصحيفة عن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينيةبدمشق أنور عبد الهادي، قوله إن كل الأطراف "وافقت على تحييد المخيم من الصراع الدائر"، مشيراً إلى أن هذه الأطراف تشمل النظام السوري ومعارضيه والفصائل الفلسطينية. ونسبت الصحيفة الى عبد الهادي قوله بعد اجتماع مع لماني، أن الحكومة السورية "أكدت عدم نيتها دخول المخيم أو قصفه، لكنها اشترطت ضرورة انسحاب المسلحين بالكامل منه"، وأن كل الفصائل "وافقت على عدم وجود أي مسلح في المخيم". وكان المتحدث باسم الجبهة الشعبية-القيادة العامة في دمشق أنور رجا نفى لفرانس برس أمس الأول، حصول "أي اتفاق مع تلك المجموعات الإرهابية المسلحة إطلاقاً"، مشيراً إلى أن العودة كانت قراراً شعبيا لأن "الناس تفضل الموت في المخيم على التشرد والتهجير".