هلسنكي: اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء في هلسنكي ان نهاية نظام الرئيس السوري بشار الاسد هي "مسألة وقت ليس إلا"، داعيا المجتمع الدولي الى العمل على ان يتم الانتقال الى نظام جديد في هذا البلد "باسرع ما يمكن". وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي ايركي تيوميوجا "من الواضح انه اذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبة فان هذا النظام سيخسر هذه المعركة". واضاف "في ما يتعلق بالوقت الراهن الان بامكاننا ان نكون واثقين من هذا الامر اكثر من السابق (...) انها مسألة وقت ليس الا. ولكن يجب على المجتمع الدولي ان يجعل العملية الانتقالية تتم باسرع وقت ممكن (...) بغية منع حصول المزيد من الكوارث". واوضح الوزير التركي انه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري اجنبي في سوريا، مؤكدا انه يشارك نظيره الفنلندي قوله ان هذه الفكرة "ليست بتاتا ضمن مخططات المجتمع الدولي". وتشهد سوريا منذ آذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية حاول النظام قمعها بالقوة وتحولت شيئا فشيئا الى نزاع مسلح اوقع حتى الان اكثر من 43 الف قتيل. مفاوضات لتحييد مخيم اليرموك في جنوبدمشق عبر اخراج المقاتلين منه هذا وتدور مفاوضات الاربعاء لاخراج المقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق وتحييده عن النزاع السوري، بعدما شهد غارات جوية واشتباكات بين معارضين وموالين للنظام، بحسب ما ابلغ مصدر فلسطيني وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان "تنظيمات فلسطينية محايدة دخلت في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لابعاد النزاع عن المخيم"، مشيرا الى ان هذه المفاوضات "لم تصل حتى الساعة الى نتيجة". وتهدف هذه المحادثات الى اخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على ان يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية "محايدة"، بحسب ما اشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض. وقال المصدر الفلسطيني ان مخيم اليرموك "يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على احد من الاطراف (في النزاع السوري) الدخول اليه"، مشيرا الى ان الاطراف "المحايدين" هم ناشطون غير مؤيدين للنظام او مشاركين في القتال الى جانب المعارضين العاملين على اسقاطه. من جهتها، افادت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام ان "الجيش السوري (النظامي) واصل استقدام التعزيزات الى مشارف مخيم اليرموك استعدادا لدخوله، فيما قامت عناصره باغلاق الطرق المؤدية اليه حفاظا على ارواح المواطنين". وكان الطيران الحربي السوري شن الثلاثاء غارات جوية على المخيم الذي يضم نحو 150 الف فلسطيني، مع تحقيق المقاتلين المعارضين تقدما في احيائه، مع سعيهم الى طرد مسلحين فلسطينيين موالين للنظام، تنتمي غالبيتهم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال احد السكان لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون" داخل المخيم الذي تعرض الاحد لغارة جوية هي الاولى تستهدفه، وادت الى مقتل ثمانية اشخاص. وابلغ المصدر الفلسطيني وكالة فرانس برس الاربعاء ان المخيم يعيش "كارثة انسانية حقيقية"، معتبرا انها "نكبة ثانية بالنسبة للفلسطينيين". وقال ناشط في المخيم عرف عن نفسه باسم "راسم" لفرانس برس عبر سكايب ان المخيم "بات شبه فارغ من السكان"، بعدما دفعت اعمال العنف بالآلاف من سكانه الى اللجوء للحدائق العامة والساحات في دمشق من دون سقف يأويهم في غياب قدرتهم على استئجار منازل للاقامة فيها. وغادر عدد كبير من سكان المخيم الى لبنان المجاور، حيث ابلغ مصدر في الامن العام اللبناني وكالة فرانس برس ان قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبنانية ما بين السبت وصباح الاربعاء. وعبر الاربعاء العديد من اللاجئين الفلسطينيين نقطة المصنع الحدودية في اتجاه لبنان، غالبيتهم نساء واطفال وكبار في السن، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس. وافاد المصور ان "احد الرجال الذي كانت ينتظر العبور الى لبنان قال انه يحمل معه 500 ليرة سورية فقط (نحو سبعة دولارات اميركية)، ويجب ان تكفيه هو وعائلته". اما ام احمد التي كانت تنتظر على الحدود مع زوجها المصاب واولادها الخمسة فقالت "لا اعرف ما العمل او الى اين سنذهب"، مشيرة الى ان زوجها تعرض لاصابة بالغة "جراء الغارة الجوية على اليرموك امس". واوضحت ان زوجها بقي عالقا تحت الانقاض قرابة يوم "وحين خرج، كانت رجله مصابة بالغرغرينا". اضافت "غادرنا دمشق على الفور". وفي بيروت، اعتصم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا امام مقر وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا"، بحسب ما افاد مصور فرانس برس. ورفع المعتصمون لافتات طالبت الوكالة بتوفير اماكن اقامة للنازحين، وكتب في عدد منها "بدنا (نريد) بيت يسترنا". 100 الف فلسطيني فروا من مخيم اليرموك في دمشق فر حوالى 100 الف فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق على اثر المواجهات الاخيرة بين انصار النظام والمعارضين المسلحين، كما اعلنت مسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الاونروا) ليسا جيليان في جنيف الاربعاء. وقالت جيليان مساعدة المسؤول عن العاملين في الوكالة الاممية والتي شاركت في مؤتمر صحافي حول حاجات الاممالمتحدةلسوريا للعام 2013، ان "الناس لا يزالون يفرون بكثافة". وكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يؤوي 150 الف فلسطيني. لكن مع "الاحداث في اليرموك"، فان "ثلثي (اللاجئين) فروا"، كما اوضحت جيليان. واشارت ايضا الى ان رقم 100 الف مجرد تقدير. وعبر حوالى ثلاثة الاف شخص او هم في صدد عبور الحدود اللبنانية وقد ينضم اليهم قرابة الفي شخص اضافي، كما قالت المسؤولة. وقد لجأ اخرون الى مدارس او الى مكاتب الاونروا. لكن الاممالمتحدة بقيت من دون انباء عن القسم الاكبر من الحالات. وقالت جيليان "لا نعرف اين هم". والثلاثاء، تعرض مخيم اليرموك لغارات عدة، في حين تدور معارك وعمليات قصف في حي التضامن القريب اضافة الى قطاعات اخرى فقيرة في جنوب العاصمة السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. والمعارضون المسلحون الذين يدعمهم مقاتلون فلسطينيون، نجحوا في وقت سابق بطرد ميليشيات فلسطينية مؤيدة للنظام من قسم كبير من المخيم، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد في معلوماته على شبكة ناشطين واطباء في سوريا. والاربعاء في جنيف، دعت جيليان اطراف النزاع في سوريا الى احترام حيادية الفلسطينيين، وطلبت من جهة اخرى من الدول الاخرى في المنطقة الى احترام مبدأ "عدم طرد" اللاجئين الفلسطينيين. وقبل وقوع هذه الاحداث، فر حوالى 10 الاف لاجىء فلسطيني الى لبنان و2600 اخرين الى الاردن. وقبل الازمة، كانت الاونروا تساعد نحو 530 الف فلسطيني في سوريا. وقد نزح حوالى 360 الفا منهم منذ ذلك الوقت داخل هذا البلد وهم بحاجة الى مساعدة انسانية بحسب الاممالمتحدة التي لم تحتسب في هذه الارقام حتى الان المئة الاف الذين فروا للتو من مخيم اليرموك.