محمد وردي (دبي) نظمت في دبي مساء أمس الأول أمسية ثقافية بعنوان «لون ونغم»، تضمنت معرضاً تشكيلياً للفنانة الدكتورة نجاة مكي، وقراءات شعرية من أعمال سلطان العويس قدمتها الدكتورة بروين حبيب، وغنى الفنان العراقي علي أبو دراغ بعض قصائد العويس بمرافقة الفنانين ارشد وحسام الدين من العراق، ثم ختمت الأمسية ضيفة المهرجانات الفنانة جاهدة وهبي بقراءات منغَّمة ومغناة لبعض قصائد العويس والصوفي الشهير محيي الدين ابن عربي، فذهبت بالحضور مذاهب شتى مع صوتها الأوبرالي، الذي بدا منفرداً وكأنه جوقة موسيقية عملاقة هادرة بالإيقاع والألحان والتجويد والترديد الشعري، فتجلجل بالأنغام وفاض بالشجن المرهف والعاطفة السخية حتى ملأ فضاء المكان بالطرب الأصيل والغناء الجميل. افتتح الفعالية التي نظمها «مجلس العويس الثقافي» و«مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية» بالتعاون مع «ندوة العلوم والثقافة» معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم» ونائبه بلال البدور، وعلي بن حميد العويس رئيس مجلس إدارة مجلس العويس الثقافي، والدكتورة حصة لوتاه رئيسة اللجنة الثقافية بندوة العلوم والثقافة، والدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافي في هيئة دبي للثقافة والفنون، وياسر القرقاوي مدير الفعاليات بالهيئة، وجمهرة كبيرة من الأدباء والفنانين ومتذوقي الشعر والفنون التشكيلية. تضمن المعرض أربعا وعشرين لوحة من القياسات الصغيرة، وتمثل مغامرة تجريبية لونية بصرية جديدة في تجربة الدكتورة نجاة مكي التشكيلية الممتدة على مدى يزيد على ثلاثة عقود، أنجزت خلالها العديد من المعارض الشخصية والجماعية وحصدت بضوئها العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والعربية. تحاكي الدكتورة مكي بتجربتها الجديدة قصائد سلطان بن علي العويس، فتمزج بين رهافة اللون وحساسية الضوء والظل، ورقة الصورة الشعرية وتوتر الإيقاع وجذالة التعبير ودفئه وحميميته الوجدانية الجياشة بالعاطفة النبيلة، في سياقات فنية متناغمة باللعبة التشكيلية، بحيث تبدو الرموز والدلالات وكأنها محمولة على أجنحة المعنى، وليس العكس. ما يجعل المتلقي يغتبط بجماليات المشهد من اللحظة الأولى، ويسافر معه برحلة معرفية تنطوي على قدر كبير من الغواية والسحر والدهشة. تجربة متجاوزة ... المزيد الاتحاد الاماراتية