بقلم : حسين زيد بن يحيى : ليس بقوته الذاتية بقدر تعلق الأمر بالموقع المشرف على خليج عدن ومضيق باب المندب الحيوية للمصالح الدولية والتي يمثل فيه الجنوب واليمن حجر الزاوية في آمن واستقرار المنطقة , قرب اليمن و اطلالة الجنوب على الممرات المائية الحيوية لاقتصاديات العالم الحر جعل تلك الدول من موقعها بمجلس الامن الدولي ودفاعا عن مصالحها ان تفرض حل انتقالي جنب المنطقة الفوضى خلاف مشيئة القوى التقليدية المحلية , ما الذي طرأ وأستجد بعد تمكين الرئيس هادي ويحول حتى اللحظة دون استقرار المشهد السياسي اليمني رغم جهوزية القرار الأممي 2140 تحت الفصل السابع .. تساؤل الاجابة عليه تتطلب تروي جم ؟ !. بداية متحامل – جم – من يحمل الرئيس هادي منفردا مسئولية الدفع باستحقاق اعادة صياغة مشروع الوحدة الذي اسقطته حرب صيف 94م وتداعياتها الوطنية والاقتصادية و الاخلاقية .. الخ , بينما الواقع ان حكى سيؤكد ان ايقاف تدحرج برميل بارود الازمة اليمنية القابل للانفجار و الاشتعال في أي لحظة فوق قدرات الرئيس هادي منفردا حيث يحتاج اضافة للإسناد الدولي الى اسناد كامل من الحراك الجنوبي وقوى التقدم والحداثة شمالا , بعيدا عن الشخصنة وتحميل الفعاليات الوطنية فوق طاقتها فان الواقع السياسي والاجتماعي المتجذر في التخلف مضافا اليه تراكمات مخلفات النظامين السابقين في صنعاء و عدن المتسبب الرئيس بتأصيلها واستعصاء اطفاء حرائق مشعلي ازماتها بضربة واحدة , المثير للشفقة انه في الأوضاع السليمة والصحية الجماهير الشعبية من أجل غد افضل لها هي من تهب الى ازاحة النخب السياسية التي شاخت و اصبحت تمثل الجزء الاكبر من الاشكالية واستبدالها بقوى جديدة , الحالة عندنا في الاتجاه المعاكس لحركة سير التاريخ ففي الوقت الذي نشاهد الجماهير في كل المعمورة تطالب بإسقاط قياداتها السياسية الفاشلة حبة في (كرتون) التجارب الانسانية الثورية ان تجد من يخرج عندنا حاملا صور (الاصنام) ويطالب بعودتها !!. ظلامية ذلك الواقع المتخلف و قتامته لا تعفي الرئيس هادي من تحمل جزء من المسئولية باعتباره رئيسا غير تقليديا و يحمل مشروعا تقدميا للتغيير والتحرير بتالي كان عليه مبكرا التخلص من عبء القوى الماضوية داخل وحوالي قصر فخامته , لان منطق الثورة وسنن الحياة تفيد ان أي عهد جديد دوما ما تنسج تباشير خيوط فجره قوى جديدة صاحبة مصلحة حقيقة في التغيير و التحرير شمالا وجنوبا , الابقاء على القوى التقليدية ممسكة بمقابض السلطة الاساسية و المتعاطية مباشرة مع الجمهور يسهل للدولة العميقة ان تشوه المضامين التقدمية للبرنامج الاصلاحي للعهد الجديد مما ينذر برد فعل محبط للجماهير مجهول العواقب وفي لحظات غير متوقعة , تقاعس القوى الجديدة عن الاستفادة من الدعم الدولي للعهد الجديد في عملية التطهر الجاد من (ركام) الماضي خطورته ان تستعيد القوى التقليدية زمام المبادرة وتنقلب هي على الحل الانتقالي ,احتراما للخصوصية وتحسبا لتأثيرات قوة الولاء القبلي و المناطقي لا احد يدعو الى شطط المطالبة بفرض العزل السياسي لقوى الماضي من المؤتمر الشعبي و حلفاءه و اللقاء المشترك و شركاءه و احزاب الاسلام السياسي وفقهاء تكفيرها , مع ذلك وفي اقل تقدير المطلوب تجفيف منابع ارتزاقها المادي من المال العام و الحيلولة دون عودة سطوتها على الوظيفة العامة و الجيش و المدارس و المساجد و المعاهد والجامعات الدينية , هنا يكمن عنوان تحدى المرحلة و المحك العملي للرئيس هادي في جديته بإرساء مداميك العهد الجديد المدني على يد قوى مدينة ليس لها ماضي في المتاجرة بالدين والسياسة وصراعاته الدموية , في اطار الالتزامات المتقابلة – ايضا – على كل الشرفاء في الحراك الجنوبي وقوى التقدم و الحداثة شمالا الاصطفاف خلف الرئيس هادي و مشروعه الحداثي التقدمي في الدولة الاتحادية المدنية , ما لم فان البديل سيكون الذهاب الى اقصى اليمين در ! ومشروع الأمارة الطالبانية الوهابية السلفية جاهز بكرادلته وجيوشه التكفيرية على ابواب صنعاء / سعوان وعدن / الفيوش. *خور مكسر / العاصمة عدن 29-5-2014م *منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبية نت