اعتاد اليابانيون التوقعات الجريئة قبل كل مونديال، ولن تشذ كأس 2014 عن هذه القاعدة، فقد قال لاعب الوسط ونجم الفريق كيسوكي هوندا: «لا سبب يحول دون تتويج اليابان بلقب كأس العالم!»، والفرصة قد تكون متاحة على الأقل لبلوغ الدور الثاني مجدداً بعد الوقوع في مجموعة ثالثة سهلة تضم كولومبيا وساحل العاج واليونان، لكن في حال تخطي هذا الدور قد تصطدم بقوة عملاقة في الدور الثاني على غرار إيطاليا أو إنجلترا أو الأوروغواي. وفي نسخة جنوب إفريقيا 2010 الأخيرة، أعلن المدرب تاكيشي أوكادا، آنذاك، أن هدف بلاده بلوغ نصف النهائي رغم نتائجه المتواضعة في التحضيرات للحدث الكبير. وخلافا للتوقعات تخطى منتخب اليابان خصميه الكاميرون والدنمارك، فتأهل إلى الدور الثاني حيث خسر أمام باراغواي بركلات الترجيح، مهدراً فرصة التأهل إلى ربع النهائي. الآمال معلقة بكاغاوا يعول مدرب اليابان، زاكيروني، على لاعبي الوسط كيسوكي هوندا وشينجي كاغاوا، لكن الأخير، صاحب 54 مباراة دولية و17 هدفاً، عرف موسماً مضطرباً مع فريقه، حيث بقي احتياطياً في تشكيلة المدرب الأسكتلندي، ديفيد مويز، المقال من منصبه قبل أن ينهي البرميير ليغ في المركز السابع، ويدور الحديث عن تركه الشياطين الحمر. لكن بطل ألمانيا سابقاً مرتين مع بوروسيا دورتموند نادراً ما يخيب الآمال مع بلاده، ويحظى بثقة كبيرة من مدربه زاكيروني، ولديه الكثير ليثبته في المونديال. ويتحدث كاغاوا (25 عاماً) متألماً عن تجربته الأخيرة بسبب عدم خوضه مونديال 2010: «لم ألعب قبل أربع سنوات، كان الجرح عميقاً لكنه كان حافزاً كي اقدم الأفضل في المونديال المقبل». واللافت في مشوار اليابان المونديالي أنها استهلت مشاركاتها في وقت متأخر نسبياً في 1998، لكن منذ حينها أصبحت لاعباً قوياً على الساحة يخشى منه أعتى المنتخبات، وسحبت هيمنتها القارية إلى وجود فاعل في المونديال. وفي 2002 بلغت على ارضها مع «المشعوذ»، الفرنسي فيليب تروسييه، الدور الثاني وفرضت أسلوباً هجومياً لافتاً، ورغم تفوق غريمتها وجارتها كوريا الجنوبية عليها ببلوغها نصف النهائي كأول منتخب آسيوي يحقق هذا الإنجاز، إلا أن تروسييه الذي صنع برنامج عمل هجومياً للفريق وضع «نيبون» على الخارطة الكروية العالمية. وعجز البرازيلي زيكو عن متابعة الإنجازات رغم امتلاكه جيلاً ذهبياً ضم هيديتوشي ناكاتا الذي اعتزل بعد خيبة 2006 في ألمانيا، قبل أن تكفّر اليابان عن ذنوبها في جنوب إفريقيا حيث تأهلت إلى الدور الإقصائي. وأثارت خساراتها الثلاث في كأس القارات 2013 أمام البرازيلوإيطاليا والمكسيك المخاوف، لكن في التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى البرازيل 2014 غيرت الأمر، فضرب اليابانيون بفارق أربع نقاط عن استراليا في الدور النهائي رغم خسارتهم أمام الأردن، وذلك بعد بداية بطيئة شهدت خسارتهم أمام أوزبكستان وكوريا الشمالية في الدور الثالث. وبلغ اليابانيون النهائيات الخامسة لهم على التوالي بفضل لاعبين من طراز كيسوكي هوندا (ميلان الإيطالي)، شينجي كاغاوا (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، يوتو ناغاتومو (انتر ميلان الإيطالي) والهداف شينجي اوكازاكي (ماينتس الألماني)، إلى جانب لاعبين فرضوا انفسهم على غرار ياسوهيتو اندو (غامبا اوساكا) واتسوتو اوتشيدا (شالكه الألماني). قد يعتمد المدرب الإيطالي البرتو زاكيروني مقاربة حذرة في مباراته الأولى ضد العاجيين ديدييه دروغبا ويحيى توريه ورفاقهما في 14 يونيو في ريسيفي، علماً بأنه انتظر كثيراً قبل ضم قائد دفاعه ماكوتو هاسيبي . واعتبر زاكيروني أن أبطال آسيا في 1992 و2000 و2004 و2011 لن يخشوا أي فريق. الامارات اليوم