الجنوبية نت – تونس : اعتبر ملك المغرب في خطاب وجهه يومه السبت للنواب في المجلس التأسيسي التونسي "الاتحاد المغاربي" حتمية تاريخية، وفي المقابل وجه انتقادات ضمنية الى الجزائر بتعطيلها هذا الاتحاد، ومن شأن هذا الخطاب أن يرفع من توتر العلاقات بين أكبر بلدين في المغرب العربي. ويقوم ملك المغرب بزيارة رسمية الى تونس بدأها الجمعة وستنتهي الأحد. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها هذا الملك تونس منذ جلوسه على العرش سنة 1999، وكانت المرة الأولى خلال حكم الدكتاتور زين العابدين بن علي. ووسط المجلس التأسيس الذي يفتخر به التونسيون أنه الوحيد الذي جرى اختياره ديمقراطيا بعد الربيع، ألقى الملك خطابا استغرق حوالي ربع ساعة، قدم فيه رؤيته للاتحاد المغاربي، وكال المديح للتجربة السياسة التونسية الجديدة. ودعا الملك الى ضرورة تعزيز هذا التكتل الذي جرى تأسيسه في مدينة مراكش في المغرب الأقصى سنة 1989. ويتميز هذا التكتل بجمود ولا يعرف تقدما سياسيا ولم يساهم في الاندماج الاقتصادي لشعوب المنطقة. وسيرا على الخطاب السياسي للمغرب تجاه الجزائر، ألمح العاهل المغربي الى دور الجزائر في تعطيل مسيرة هذا التجمع بسبب ما وصفه بالدولة التي ترغب في الهيمنة اقتصاديا وسياسيا على المنطقة وقرارها إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر. ويرى ملك المغرب أن " الاتحاد المغاربي لم يعد أمرا اختياريا، أو ترفا سياسيا، بل أصبح مطلبا شعبيا ملحا وحتمية إقليمية استراتيجية". وفي نفس المنوال يقول أنه قد حان الوقت، لتجاوز "العراقيل المصطنعة" التي تحول دون خروج المشروع الموحد والجامع للشعوب المغاربية إلى النور، والذي يتطلب انبثاقه إرادة صادقة، ومناخا من الثقة والحوار وحسن الجوار والاحترام المتبادل للخصوصيات الوطنية. وكانت الصحافة الجزائرية قد انتقدت الزيارة وألمحت الى نوايا المغرب تعزيز العلاقات مع تونس على حساب الجزائر، وبعد هذا الخطاب، ستوجه لملك المغرب انتقادات قوية، ولا يمكن استبعاد رد فعل من طرف الدبلوماسية الجزائرية. الجنوبية نت