نيويورك - أ ش أ اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر، اليوم السبت، أن أفضل السبل الكفيلة بإنهاء ملف الأزمة السورية يتمثل في التفاوض الدبلوماسي والتعاون الروسي، والتي من شأنها أن تخدم المصالح الأمنية الأمريكية طويلة المدى وتضمن مستقبل أفضل للسوريين. وأشارت الصحيفة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن المساعدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إنما تعد أهم الأهداف التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها في الوقت الراهن، إلا أنها تتضاءل في الأهمية مقارنة بمحاولة منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وتابعت الصحيفة، قولها: "إن الإطاحة بالأسد على نحو يجعل كلا من الصينوروسيا تشعران بالعزلة سيكون بمثابة نصرا ساحقا". وعلى النقيض من ذلك، فإن التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يؤتي ثماره في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، حيث إن معارضة روسيا الانعكاسية للمبادرات الأمريكية منذ بدء هجوم حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 2011 في ليبيا، لطالما أحبطت العديد من جهود واشنطن الدبلوماسية، إضافة إلى أن هذا التعاون أيضا يمكن أن يحد من دور إيران في مساعدة النظام السوري، ويساعد على إحباط طموحات إيران النووية، على حد قول الصحيفة. ومع ذلك، رأت الصحيفة أن انهيار نظام الأسد لن يعني بالضرورة إنهاء كافة المشاكل التي باتت تعاني منها سوريا، مشيرة إلى أن ما يبدو مهما في الوقت الراهن هو كيف سيتم الإطاحة بالأسد وليس متى سيتم ذلك. وحذرت الصحيفة من ضرورة أن يكون تجنب حدوث فراغ أمني في سوريا على غرار العراق أو ملاذ إرهابي على غرار أفغانستان، بمثابة الهدف الرئيسي لواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد، مشيرة إلى أن روسيا قد تقدم يد العون، في حال أبدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعدادها لإعادة النظر في نهجها تجاه التعامل مع الأزمة السورية.