لايزال الجمهور يتذكر ثنائيته الشهيرة في «نحفان وشحمان»، رغم رحيل بطلها الثاني خالد سلطان، ولم يزل يحافظ على وجوده في أعمال سنوية، منوّعاً في أدواره، ومحتفظاً بحسّه الكوميدي في كثير منها، حيث يعمل الفنان أحمد عبدالرازق المعروف ب«نحفان»، بتفاؤل شديد، منذ أن وطأت قدماه وهو في مرحلة المراهقة خشبة «الشارقة الوطني»، حينما كانت تغازله حينها «أحلام» النجومية. «الدراما الإماراتية لا تصنع نجوماً».. مقولة يقرّها عبدالرازق بعد تجاوزه مرحلة النضج الفني، ولا يمكن المقارنة هنا حتى مع دراما خليجية مناظرة، خصوصاً الكويتية، في الوقت الذي تزداد فيه المسافة الفاصلة بين الممثلين الإماراتيين، ونظرائهم في مصر وسورية والأردن، وغيرها. «شحمان» لا يفارقني قال الفنان الإماراتي أحمد عبدالرازق، المعروف بثنائيته مع الفنان الراحل خالد سلطان في «شحمان ونحفان»: «إن زميله الراحل يعد واحداً من أكثر الذين ظلموا في الدراما الإماراتية، سواء قبل رحيله، أو بعد وفاته». وأضاف: «لم يثر الراحل ضجة أثناء معاناته مع مرضه الطويل، وفضّل أن ينسحب بهدوء، من دون أن يفرض على أحد الاهتمام به، وحينما رحل، لم تقم دنيا مسرحه الأثير الشارقة الوطني، أو جمعية المسرحيين، التي يفترض أن دورها يتجاوز نعي أفرادها الراحلين. وأوضح: «لا أحد يتذكر خالد سلطان الآن، لا ينشغل في إداري في جمعية المسرحيين وسواها من الهيئات المهتمة بالمسرح، بمآلهم الآن، وواقع الحال يؤكد أن الفن هنا لا يؤمن أي ضمانة اجتماعية حقيقية، سواء أثناء حياة الفنان أو بعد رحيله». وأكد نحففان أنه لايزال يتذكر الراحل الذي لا يكاد لا يفارقه، مضيفاً: «لا أملك سوى أن اقرأ له الفاتحة مرتين صباحاً ومساءً يومياً، وبعض التواصل مع أبنائه». دور ومسلسلان قال أحمد عبدالرازق: «إنه يتحدى قدرته على التنويع بقبول دورين، اعتبرهما البعض بمثابة (الدور الواحد)، نظراً لتشابه ملامحهما، رغم أن كلاً منهما في مسلسل منفصل، الأول إماراتي والآخر قطري». وتابع: «في مسلسل (حليمة وديمة) أجسد دور سليم راعي الدكان خفيف الظل، الذي يتداخل مع سكان الفريج، ويبقى واحداً منهم، رغم أنه هندي الجنسية، وهذا هو وجه التشابه مع دوري في المسلسل الآخر». وأكد عبدالرازق أن جميع من شاهدوا بعض مشاهد تصوير «خف علينا» أكدوا له أنه نجح في تجاوز شبهة التكرار، داعياً الجمهور أن يكون الحكم الفصل في هذا الأمر، الذي سيحسم بالنسبة له ما إذا كان سيستمر في قبول أدوار مشابهة من عدمه. أحمد عبدالرازق، الذي يشارك في عملين مختلفين تستضيفهما شاشات القنوات الفضائية، منها الجزء الثاني من مسلسل «حليمة وديمة»، الذي سيُعرض على قناة سما دبي، والمسلسل القطري «خف علينا»، الذي من المنتظر عرضه على قنوات فضائية عدة، يرد جانباً كبيراً من المسؤولية في محدودية انتشار الممثل الإماراتي إلى سياسات شركات الإنتاج المحلية، التي تكرّس الوضع الراهن من دون أن تسعى إلى معالجته. وأضاف: «من حُسن طالع الدراما الإماراتية أن بعضاً ممن يتولون إدارات تلك الشركات هم فنانون أساساً، وهذا أحد العوامل التي أسهمت في الالتزام بخط تصاعدي تنهجه الدراما المحلية، أسوة بالمسرح المحلي، لكن رغم ذلك، فإن فرصة صناعة النجوم تبقى غائبة تماماً، وهو أمر كرّسته ايضاً تلك المرحلة التي شهدت غياباً للإسهام المحلي في هذه الصناعة، من حيث تبني مشروعات مهمة، رغم أن العديد من شركات الإنتاج الخليجية استثمرت طاقات الممثلين الإماراتيين في أعمال حققت في مجملها جماهيرية كبيرة، لكنها كانت تصب دوماً في مصلحة نجومية ممثلين غير إماراتيين». أحد العوامل المهمة التي تصنع شخصية درامية تجد لها وجوداً بين الجمهور في يومياتهم هي صناعة «اللزمات»، خصوصاً في مجال الدراما الكوميدية، بشرط ألا تكون «لزمات» مصطنعة، وأقرب إلى العفوية والارتجال، حيث يوضح: «يسألني المخرجون أحياناً ماذا ستقول أمام الكاميرا؟ فأجيب: لا أعلم، فالمشاهد الكوميدية بالنسبة لي هي مساحة خصبة للارتجال، وهو أمر لا يعني خروجاً سلبياً على السيناريو، أو اصطداماً مع الرؤية الإخراجية، بقدر ما يؤكد التواؤم والانسجام والإثراء لها». وتابع: «الكوميدي حينما يرتجل، لا يربك زملاءه، بل يحفزهم باتجاه مشاهد أكثر عفوية، ومن لا يمتلك هذه الموهبة، من الحري به ألا يفارق (النص)، حيث سيكون الخروج عنه في هذه الحالة مربكاً، ومعوّقاً». ويرى نحفان أن أسلوب «السيت كوم» أسهم في اتاحة مزيد من الفرص للفنان كي يرتجل، بسبب وجود عدد أكبر من الكاميرات التي تدور في مساحة مكانية محددة، تترقب الانفعالات وردود الفعل المختلفة للشخصيات، لذلك يعتبر أن المحتوى الدرامي في تلك الأعمال يجب أن يوزع مناصفة بين كاتب النص والممثل المرتجل. وحول دوره في مسلسل «خف علينا»، الذي يخرجه سامر جبر، كشف عبدالرازق إنه يقوم بدور السائق الهندي خفيف الظل، لرجل كفيف يؤدي دوره الفنان القطري ناصر محمد، ويشاركه البطولة فيه عبدالناصر درويش، الذي يؤدي دور الأب البخيل، إضافة إلى فامة الشروقي، وشكران مرتجى ومحمد شرف وأنور محمد، وشيلاء سبت، وفاطمة المجرن. ويراهن نحفان أيضاً على دوره في الجزء الثاني من مسلسل «حليمة وديمة»، الذي يخرجه عمر إبراهيم، وكتب نصه سالم الخراز، ويلعب بطولته ملاك الخالدي ومرعي الحليان وسعاد علي وأمل محمد، التي انضمت إلى أسرة المسلسل لتؤدي الشخصية ذاتها التي كانت تجسدها السعودية أسيل عمران، حيث يجسد دور «سليم.. راعي الدكان»، التي كانت مرتكزاً كوميدياً رئيساً في العمل. الامارات اليوم