أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن هجوماً دام ستة أسابيع شنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أسفر عن مقتل 600 مقاتل، ودفع 130 ألف شخص إلى النزوح عن ديارهم . ويقاتل "داعش" من أجل السيطرة على منطقة شاسعة شرقي سوريا وغربي العراق، وتقدم مقاتلوه على طول نهر الفرات في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وصدوا مقاتلين من "جبهة النصرة" وألوية إسلامية أخرى، وقال المرصد إن مقاتلي "داعش" يسيطرون على معظم الضفة الشمالية الشرقية لنهر الفرات من منطقة على مقربة من الحدود مع تركيا، حتى بلدة البصيرة على بعد نحو 320 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن التنظيم يهدف إلى تمديد سيطرته حتى بلدة البوكمال على الحدود مع العراق، لدعم الروابط بين جناحيه السوري والعراقي . وقال المرصد إن 241 مقاتلاً من "داعش"، و354 من "النصرة" وألوية إسلامية أخرى، قتلوا في الاقتتال بينهم منذ أن شن الأول هجومه في دير الزور، وسيطر على أربعة حقول نفطية من منافسيه، وأضاف أن 39 مدنياً قتلوا بينهم خمسة أطفال . إلى ذلك، بدأت السلطات السورية بالإفراج عن المعتقلين المشمولين بمرسوم العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد، وذكر رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني أن مرسوم العفو "هو الأكثر شمولاً منذ وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى السلطة قبل نحو 45 عاماً"، وأوضح أن العدد الأكبر للمشمولين بالعفو مرده أنه منذ صدور القانون حول الإرهاب في سوريا بعد بدء النزاع في يوليو/ تموز ،2012 تم اعتقال عشرات آلاف الأشخاص" . وقال البني "باشرت السلطات الإفراج عن المشمولين بمرسوم العفو، ويقدر عدد الذين أفرج عنهم (أول) أمس من سجن عدرا (في ريف دمشق) بالعشرات"، مضيفاً أنه "سيتم الإفراج عن دفعة جديدة" . وأكد المحامي العام الأول في ريف دمشق زياد الحليبي، أن مرسوم العفو "دخل حيز التنفيذ منذ إصداره"، مشيراً إلى أن "العمل جار داخل المحاكم بشكل دؤوب لإطلاق سراح من شملهم" . وتوقع البني أن يشمل العفو ناشطين ومعارضين معروفين مثل الحقوقي خليل معتوق المعتقل منذ أكتوبر/ تشرين الأول ،2012 والإعلامي الناشط مازن درويش، والمدون حسين غرير، وهاني الزيتاني، الذين اعتقلتهم السلطات في فبراير/ شباط ،2012 إضافة إلى الكاتب عدنان زراعي، والفنان زكي كورديلو، والطبيب جلال نوفل وآخرين، كما يفترض أن يشمل عبدالعزيز الخير، المسؤول في هيئة التنسيق الوطنية من معارضة الداخل . وقال إن ورقة إخلاء رنيم، ابنة خليل معتوق التي اعتقلتها الأجهزة الأمنية في فبراير/ شباط ،2014 صدرت، وبات الإفراج عنها مسألة وقت . وحول المعتقلين في الفروع الأمنية الذين يتم التحقيق معهم ولم توجه إليهم التهم بعد، قال إن "أمر الإفراج عنهم يتوقف على الفروع الأمنية التي تقدر إذا كانت التهم مشمولة بالعفو أم لا" . وقال المحامي السوري ميشيل شماس الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، إن عدد المعتقلين في الفروع الأمنية يصل إلى خمسين ألفاً . في حمص (وسط)، أكد محافظ حمص طلال البرازي "إن الموقوفين (نحو مئة من ناشطي ومقاتلي المعارضة) في مدرسة الأندلس مشمولون بالعفو، وسيتم الإفراج عنهم خلال 72 ساعة بعد إتمام الإجراءات الإدارية"، مشيراً إلى أن الموقوفين في مركز الاعتقال المستحدث هذا "هم من تخلف عن أداء الخدمة الإلزامية" . إلى ذلك، تواصلت العمليات العسكرية في مناطق سورية مختلفة مترافقة مع غارات جوية كثيفة على مناطق في ريف دمشق ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) وحماة (وسط) . (وكالات) الخليج الامارتية