دعت روسيا أمس أوكرانيا إلى وقف العنف وبدء حوار جاد مع الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا، وأكدت أنها اقترحت السعر الأخير للغاز، وأن موسكو ستنتقل إلى مرحلة أخرى إذا رفضته كييف، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء: "نعتقد أنه بغض النظر عن التفسيرات المختلفة للأحداث المختلفة خلال الأزمة الأوكرانية، فإنه لا مناص اليوم من التركيز على الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار، وبدء حوار بمشاركة جميع المناطق بغية التوصل إلى اتفاق على إيجاد شكل مستقبلي للدولة الأوكرانية" . وأضاف "نعول على أن الرئيس الأوكراني الجديد بتري بوروشنكو الذي أعلن أهمية وقف النزاع وإيجاد حل للأزمة سيتخذ خطوات بهذا الاتجاه" . وشدد لافروف على أن روسيا مستعدة لدعم هذه الخطوات، كي يجلس الأوكرانيون إلى طاولة المحادثات ويتفاوضوا فيما بينهم، لأن أسباب الأزمة تكمن داخل أوكرانيا، بالتالي فعلى الأوكرانيين أنفسهم إيجاد المخرج منها . من جهة أخرى أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء أنه مع 385 دولاراً لألف متر مكعب من الغاز اقترحت روسيا السعر الأخير لأوكرانيا، وحذر من الانتقال إلى "مرحلة أخرى" إذا رفضت كييف هذا العرض . وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة إن "السعر النهائي هو 385 دولاراً لألف متر مكعب" بعد خفض 100 دولار . وأضاف "لكن إذا رفض عرضنا سننتقل إلى مرحلة مختلفة تماماً ولن يكون ذلك خيارنا" متهماً أوكرانيا بالمضي بالمفاوضات نحو "طريق مسدود" . وكان رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك ووزير الطاقة قد أعلنا أمس أن كييف رفضت اقتراحاً روسياً من شأنه خفض سعر الغاز الطبيعي الذي تدفعه لروسيا بنسبة تزيد على 20 المئة واستبعدا سداد ديون الغاز قبل التوصل إلى اتفاق . وقال ياتسينيوك "نطالب بتغييرات في العقد . إذا كان الغاز سلاحاً سياسياً فمن الواضح أنه سلاح سياسي في يد الحكومة الروسية . وإذا كان الغاز سلعة، كما في جميع أرجاء العالم فإننا نتعامل فيه على أساس العقد وليس على أساس ما إذا كانت روسيا معجبة بحكومة أوكرانيا أو غير معجبة بها" . وأوضحت تصريحات رئيس الوزراء ووزير الطاقة أن كييف لن تغير موقفها خلال المحادثات التي تجريها مع موسكو على الرغم من تهديد روسيا بقطع الامدادات عن أوكرانيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق - وهو ما قد يعطل الامدادات لأوروبا . ويأتي الخلاف وسط أزمة بين موسكو وكييف والفشل في حلها قد يؤدي إلى انتكاسة في خطوات السلام بعد أعمال عنف استمرت أسابيع في شرق أوكرانيا حيث يطالب انفصاليون بالانضمام لروسيا . وكان المفوض الأوروبي للطاقة غونتر اوتينغر ووزيرا الطاقة الروسي الكسندر نوفاك والأوكراني يوري بودان قد دشنوا جولة جديدة من المحادثات في مقر المفوضية الأوروبية بحضور مسؤولي المجموعتين الروسية غازبروم والأوكرانية نفط وغاز، كما قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية . وأعلنت وزارة الصحة الأوكرانية أن المواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية في شرقي البلاد أسفرت عن 270 قتيلاً في شهرين . (وكالات) الخليج الامارتية