عقيل الحلالي صنعاء قالت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، إنها نشرت مئات الجنود والمخبرين في شوارع العاصمة صنعاء «تحسبا لحدوث أعمال شغب وفوضى» بينما دعت حملة شبابية مناهضة للحكومة إلى تظاهرات اليوم السبت للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وشهدت العاصمة صنعاء، الأربعاء، احتجاجات شعبية واسعة تخللتها أعمال شغب وقطع طرقات بسبب انعدام الوقود منذ أسابيع وانقطاع الكهرباء وتدهور المستوى المعيشي على خلفية ارتفاع الأسعار. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أنه تم نشر «المئات من رجال الأمن والجيش وأفراد التحريات في شوارع أمانة العاصمة تحسباً لحدوث أي أعمال شغب وفوضى وإقلاق السكينة العامة». وعزا المركز الأمني تلك الإجراءات إلى «منع تكرار» الأحداث التي شهدتها العاصمة يوم الأربعاء الماضي «من قطع طرقات وإحراق إطارات وترويع المواطنين واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة». ووجهت قيادة وزارة الداخلية قادة الوحدات الأمنية في صنعاء «بالتواجد في مقرات عملهم وعدم مغادرتها حتى إشعار آخر، للتعامل الفوري والسريع مع مستجدات الواقع الأمني في العاصمة والتصدي لكافة مظاهر الخروج على القانون ومحاولة تعكير السكينة العامة». وأكدت الشرطة في صنعاء في بيان مقتل مدني وإصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة جنود وتضرر 7 مركبات أمنية في صدامات مع «عناصر الشغب والفوضى» يوم الأربعاء الماضي. وذكر البيان أنه تم إغلاق 221 شارعا رئيسياً وفرعياً في العاصمة صنعاء أثناء احتجاجات الأربعاء، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية ضبطت 37 شخصاً من المحرضين على أعمال الشغب والفوضى «وهي عناصر مندسة تسللت إلى احتجاجات المواطنين» الغاضبين بسبب انعدام المحروقات وانقطاع الكهرباء الذي يسبب توتراً كبيراً في البلاد خصوصاً في الجنوب والغرب حيث درجات الحرارة مرتفعة جدا في هذا الوقت من السنة. وتعرض أنبوب لنقل الديزل مرتبط بمحطة توليد الطاقة الكهربائية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، لعمل تخريبي مساء الخميس إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون تحته. ويمتد الأنبوب نحو ثمانية كيلومترات من مصافي عدن إلى محطة الحسوة الكهروحرارية جنوب غرب المدينة. وقال مسؤول في شركة مصافي عدن لوكالة فرانس برس إن عناصر تخريبية مجهولة فجرت عبوة ناسفة أسفل أنبوب نقل مادة الديزل الممتد من المصفاة إلى محطة الحسوة الكهروحرارية مما أدى إلى اشتعال النيران». وأوضح أن فريق صيانة تابعا للشركة هرع إلى المكان لإصلاح الأنبوب الذي يستخدم لتزويد محطة الكهرباء بالديزل، مشيرا إلى أن الانفجار وقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من مقر المنشأة. من جهته، قال مصدر أمني إن السبب الرئيسي لاستهداف الأنبوب هو قطع التيار الكهربائي عن مدينة عدن، معتبرا أن «هذه العملية تندرج ضمن عمل تخريبي ممنهج لنسف منظومة الكهرباء الوطنية». وأقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأربعاء، وزير الكهرباء والطاقة، صالح سميع، في تعديل وزاري أطاح بأربعة وزراء آخرين في الحكومة الانتقالية التي يرأسها محمد سالم باسندوة منذ تشكيلها أواخر 2011 مناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام»، برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتكتل «اللقاء المشترك» التي تزعم احتجاجات شعبية قبل ثلاث سنوات. وأشاد خطباء مساجد في اليمن خلال صلاة الجمعة، أمس، ب«التعديل الحكومي» الهادف إلى «تحسين الأوضاع وتوفير المشتقات النفطية وتقديم الخدمات الأساسية والعامة للمواطنين بصورة أفضل»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبا». وأكد الخطباء على ضرورة قيام الحكومة الانتقالية بتوفير المشتقات النفطية والكهرباء وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، مشددين على ضرورة ملاحقة وضبط «كل المعتدين على أمن واستقرار الوطن». كما حذروا المواطنين اليمنيين من الانجرار وراء دعوات الفوضى والتحريض الهادفة إلى إقلاق الأمن والسكينة العامة وإثارة الفتن وتدمير الممتلكات». في غضون ذلك، دعت حملة «11 فبراير» الشبابية المناهضة للحكومة الانتقالية إلى التظاهر اليوم السبت في العاصمة صنعاء للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وقال منسق الحملة، عبدالله عامر، في تصريح صحفي، إن التظاهرة ستنادي بإسقاط حكومة باسندوة وإحالة الفاسدين إلى القضاء وتشكيل حكومة كفاءات وطنية. وكانت حملة 11 فبراير، المنبثقة عن التحالف الشبابي الذي تزعم احتجاجات 2011، نظمت في الشهور الماضية تظاهرات في العاصمة صنعاء لكنها كانت محدودة. وعلى صعيد متصل، تظاهر مئات من أنصار جماعة الحوثيين الشيعية أمس الجمعة في مدينة صعدة (شمال) للتنديد بحكومة باسندوة والتعديل الوزاري الأخير. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «رفض المحاصصة مبدأ ثوري ديمقراطي»، و«سياسية الأزمات نتيجة حتمية لحكومة الفشل»، وطالبوا بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم فعالياته أواخر يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي. وشاركت جماعة الحوثيين المتمردة في شمال اليمن منذ 2004 في الحوار الوطني لكنها خاضت في الشهور الماضية معارك مسلحة زادت من نفوذها الجغرافي باتجاه العاصمة صنعاء. وعاد التوتر المسلح بين الجماعة المذهبية وقوات الجيش في مدينة عمران بعد اشتباكات ليلية قصيرة بين الطرفين، حسبما أبلغ مسؤول محلي (الاتحاد). وقال:«الوضع مهدد بالانفجار في أي لحظة، الطرفان يحشدان في مناطق التماس»، مشيرا إلى الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين، الليلة قبل الماضية، في «جبل المحشاش» شمال عمران، «كانت قصيرة ومتقطعة ولم تسفر عن إصابات». واتهمت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثيين، قوات الجيش بالتمركز في منطقة «بيت شبيل» وإطلاق أربع قذائف ونيران متقطعة على منطقة «الجنات» شمال مدينة عمران، التي شهدت أواخر مايو ومطلع يونيو معارك عنيفة بين الجانبين خلفت ما لا يقل عن 347 قتيلا بينهم مدنيون. شبام نيوز