الدوحة - الراية: نظم المجلس الأعلى للصحة ورشة حول الإجهاد الحراري لمديري الصحة والسلامة المهنية بالمؤسسات الحكومية والخاصة. وجاءت الورشة، التي حضرها نحو 100 من مديري ومسؤولي الصحة والسلامة المهنية بالمؤسسات الحكومية والخاصة، ضمن برنامج الإجهاد الحراري الذي انطلق منذ بداية مايو الماضي تحت شعار "تمتع بصيف آمن"، ويتضمن هذا العام معسكرات توعوية في مواقع العمل تستهدف العمال ومسؤولي الصحة والسلامة في أماكن العمل، ومحاضرات توعوية وتوزيع ملصقات ومطويات للتوعية بكيفية الوقاية من الإجهاد الحراري وطرق التعامل معه. وتم خلال الورشة عرض فيلم توعوي عن الإجهاد الحراري وتدشين وتوزيع الطبعة الثانية من كتيب "الإجهاد الحراري.. إرشادات وتوصيات" على المشاركين. تقليل الإصابات وأوضح الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة، خلال كلمة في افتتاح الورشة أن إدارة الصحة العامة، ممثلة بقسم الصحة المهنية، تسعى من خلال هذه الورش والحملات التوعوية عن الإجهاد الحراري إلى تقليل الإصابات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة بين العمال بهدف حمايتهم ووقايتهم من الأمراض والإصابات المهنية الناتجة عن العمل في أماكن غير صحية. وقال: نتيجة لهذه الجهود المستمرة خلال السنوات الماضية أصبح المجتمع على وعي تام بأهمية التعرف على الإجهاد الحراري وأعراضه وكيفية الوقاية منه، والوقاية من الإجهاد الحراري صارت أمرا ضروريا، وهو ما يستلزم من كافة أصحاب الأعمال توفير التوعية والتدريب اللازم للعاملين لديهم لفهم تأثيرات الإجهاد الحراري واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العاملين منه مثل تخصيص فترات للراحة وأماكن مظللة للعمال وتوفير المياه بشكل دائم لهم. وأوضح أن المجلس الأعلى للصحة يسعى من خلال هذه الورش والحملات التوعوية إلى تحقيق أحد مشاريع الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011-2016 وهو مشروع الصحة المهنية 3.7، وذلك بجعل أماكن العمل خالية من الأمراض والإصابات المهنية. وأشار مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة إلى أن الجهود التوعوية التي يقوم بها مفتشو الصحة المهنية تهدف لتثقيف العمال صحيا وتوسيع خريطة المعرفة بالإجهاد الحراري وأعراضه وكيفية الوقاية منه، بالإضافة إلى التأكد من تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة خلال فصل الصيف في كافة مواقع العمل المكشوفة، وأهمية اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحفاظ على صحة وسلامة العاملين. وأوضح أن عدد الإصابات بالإجهاد الحراري خلال عام 2013 جاء أقل من الإصابات المسجلة خلال عامي 2011 و2012 حسب إحصائيات إدارة الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية، وهو ما يدل على أن برنامج الإجهاد الحراري لعام 2013 كان له أثر كبير في خفض عدد الحالات. زيادة الوعي من جانبه قال الدكتور محمد علي الحجاج، رئيس قسم الصحة المهنية بالمجلس الأعلى للصحة، إن الورشة تهدف لزيادة الوعي بأهمية اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من إصابات الإجهاد الحراري، موضحا أن العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف قد يتعرضون للعديد من الأمراض والإصابات المهنية من أهمها الإجهاد الحراري وضربات الشمس والإنهاك الحراري والإغماء والتقلصات والطفح الجلدي، كما يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى إصابة العمال بتعرق اليدين والدوار، علما أن أكثر الفئات عرضة للإجهاد الحراري هم العمال الذين يعملون في الأماكن المكشوفة مثل عمال البناء. وأوضح أن هذه الإصابات تحدث نتيجة نقص الأملاح في الجسم بسبب التعرق الزائد، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية منها التقليل من مستوى التركيز، بالإضافة إلى تشنج العضلات وزيادة الأخطاء في العمل، وبالتالي قلة مستوى الإنتاجية، وقد يصل الأمر في أسوأ الحالات إلى فقدان الوعي وما قد يصاحبه من إصابات أو حوادث نتيجة للسقوط المفاجئ، كما أن السلوكيات الغذائية الخاطئة لهذه الفئات العمالية والتي تتميز بالنمطية الواحدة وعدم تبني الأنظمة الصحية الغذائية المتكاملة تعد سببا في حدوث هذه الإصابات. وأشار إلى أن فرقا من مفتشي قسم الصحة المهنية بالمجلس الأعلى للصحة تقوم حاليا بزيارات ميدانية لمواقع العمل لتقديم التوعية للعمال عن الإجهاد الحراري وكيفية الوقاية منه، بالإضافة إلى توزيع مطبوعات إرشادية وتوعوية في مواقع العمل بعدد من اللغات المختلفة، حيث تم تغطية 208 مواقع عمل خلال مايو الماضي. إرشادات لأصحاب العمل وقام الدكتور حسن السيد الفار استشاري الطب المهني والبيئي بقسم الصحة المهنية بالمجلس الأعلى للصحة بتقديم عرض عن الإصدار الجديد لكتيب الإجهاد الحراري والإرشادات التي يجب على أصحاب الأعمال اتخاذها لمنع الإصابات التي قد تحدث بسبب الإجهاد الحراري لما لها من تأثير على الاقتصاد القومي. وقدم الدكتور سعد عبدالله استشاري الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية عرضا عن الإحصائيات الخاصة بالإصابات الناجمة عن الإجهاد الحراري ومدى خطورتها وكيفية تقليل الإصابة وطرق تقديم الإسعافات الأولية للمصابين..كما قدم السيد ليو، اختصاصي بيئة العمل برأس لفان، شرحا مفصلا حول كيفية استخدام جهاز قياس درجات الحرارة والرطوبة وتنظيم ساعات العمل والراحة بناء على قراءات الجهاز لمنع الإصابة بالإجهاد الحراري. واستعرض الدكتور إميل بطرس استشاري طب الصناعات والأمراض المهنية بإدارة التفتيش بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية القرارات والقوانين المنظمة للعمل بشهور الصيف، موضحا أن القرارات حددت ساعات العمل في شهور الصيف اعتبارا من 15 يونيو حتى 31 أغسطس بخمس ساعات في الفترة الصباحية تنتهي في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، وألا يبدأ العمل في الفترة المسائية قبل حلول الثالثة عصرا، بالإضافة إلى إلزام صاحب العمل بتوفير مياه الشرب وأماكن لراحة العمال بالقرب من أماكن العمل. وفي الإطار نفسه نظم المجلس الأعلى للصحة ورشة عمل أخرى حول الإجهاد الحراري شارك فيها ما يزيد على 120 من مشرفي الصحة والسلامة المهنية بالشركات الخاصة، وذلك بمقر المجلس، وبهدف رفع مستوى الوعي بأهمية اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري حرصا من المجلس على نشر وتوعية وتثقيف كافة فئات المجتمع. جريدة الراية القطرية