تواصلت أمس الأول على مسرح قصر الثقافة بالشارقة عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه جمعية المسرحيين تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وشاهد الجمهور الغفير الذي اكتظت به الصالة، مسرحية "أحلام نجمة" لفرقة مسرح دبي الأهلي من تأليف خير الدين عبيد وإخراج عمر غباش. المسرحية حكت حلم الدجاجة "نجمة " في الحصول على "كتكوت"، وهو حلم سرعان ما تتبناه بقية الديكة والدجاجات من حولها وتتوحد كلها لتحقيقه وذلك من خلال مغالبة "ابن عرس" الذي كان يترصد الدجاجات ويقضي على بيضها دائما.. يقضي على حلمها الآتي! في السبيل إلى ابتكار طريقة لتجنب هجمات ابن عرس ودفع أذاه تكشف المسرحية كيف ان السعي إلى تحقيق حلم ما يستلزم في البدء أن نؤمن به وأن نثق بقدراتنا في تحقيقه وألا نيأس ونصبر ونفتح طاقة واسع للأمل وننتظر ولا نستعجل؛ كل هذا القيم الجميلة عمدت مسرحية "أحلام نجمة" إلى إبلاغها لمشاهديها في نحو خمسين دقيقة، عبر جمل حوارية بسيطة ولكن موحية ومن خلال لمحات أدائية، فيها الكثير من الاجتهاد والصدق، تشارك فيها فريق العمل المكون من ثلة من الأطفال والشباب، بانسجام لافت. إذاً، بدت المسرحية مثل دعوة إلى التمسك بالحلم، من باب لو تعلق قلب المرء بالثريا لنالها، ولكن مع العمل على تحقيقه، ف "ما نيل المطالب بالتمني.."، ومن هنا نرى الدجاجات والديكة طوال زمن العرض في انشغال تام لتدبير وسيلة لتحقيق الحلم الذي بدأ يكبر كل يوم وبدأت تكبر معه آمال نجمة وثقتها في قدرتها وقدرات من معها. اعتمد المخرج على الكلام أكثر من الصور، على الملفوظ أكثر من المبصور، ويبدو أن غلبة المقاطع الحوارية الملفوظة في النص هي التي اضطرته إلى ذلك وعلى رغم ثراء الحوارات وتنوعها إلا أنها بدت في حاجة لموازاتها بجماليات شكليّة، سواء بالعمل على حركة الممثلين على الخشبة أو على الألوان والموسيقى وغير ذلك؛ على ان ذلك لم يؤثر كثيراً على المحتوى الرشيد الذي قصده العرض؛ والهادف إلى تعميق الإحساس بالمسؤولية لدى الأطفال وتربيتهم على الثقة في الذات وفي الآخرين. كتب مخرج العمل في "بانلفت" العرض " هذه هي أحلام نجمة وكل النجمات والنجوم الذين معها.. أحلام مشروعة في وطن جميل يسود فيه السلم والوئام وتحلق فيه العصافير الرانية للمستقبل المشرق"، وهو أشاد بفريق عمله، في الندوة التي أعقبت العرض، على ما ظهر بين عضويته من تكاتف وإصرار على الخروج بالعرض إلى النور خلال خمسة عشر يوما وفي ظروف بالغة الصعوبة.
