الاتحاد الامارتيه رفضت المملكة العربية السعودية أمس التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية، وطالبت بالإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني في العراق، الذي يواجه خطر مجموعات متطرفة تسيطر على أجزاء واسعة من أراضيه. وحملت قطر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو «داعش» على مدن عراقية والذي يهدد بتقطيع أوصال العراق، فيما أكدت الكويت حرصها على دعم الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة أراضيه، بينما يعقد وزراء خارجية دول الجامعة العربية اجتماعا غدا الأربعاء والخميس في جدة بالسعودية لمناقشة «الخطوات المطلوب اتخاذها» في مواجهة «الأوضاع الخطيرة» في العراق. وأفاد مصدر رسمي بأن مجلس الوزراء السعودي طالب في بيان أمس بالإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني في العراق، تعمل على إعادة الأمن والاستقرار، وتجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق. ودعا المجلس إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب، مؤكدا رفضه التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية. وعبر المجلس عن القلق البالغ لتطورات الأحداث في العراق التي ما كانت لتقوم لولا السياسات الطائفية والإقصائية. ودعا إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة. كما أكد المجلس على أهمية بذل كافة الجهود للمحافظة على سلامة أرواح المدنيين وتخفيف معاناتهم. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن نائب العاهل السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ترأس الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس، في قصر السلام بجدة. من جهته حمل خالد العطية وزير الخارجية القطري حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو «داعش» على مدن عراقية والذي يهدد بتقطيع أوصال العراق. وتصريحات العطية ستغذي التوتر في العلاقات بين قطروبغداد التي تتهم الدوحة منذ فترة طويلة بدعم المتشددين. ونقلت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية عن العطية قوله أمام مؤتمر دولي في بوليفيا أمس الأول، إن الهجمات تأتي «نتيجة عوامل سلبية تراكمت على مدى سنوات». وأضاف أن بغداد عمدت إلى «انتهاج السياسات الفئوية الضيقة واعتماد التهميش والإقصاء، كما تجاهلت الاعتصامات السلمية وعمدت إلى تفريقها بالقوة». بدوره أكد مجلس الوزراء الكويتي أمس حرصه على دعم الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة أراضيه. وأعرب المجلس في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، عن ثقته في قدرة الشعب العراقي على تجاوز المحنة التي يمر بها، بما يجسد وحدته الوطنية ويكرس أمن العراق واستقراره. وأحاط النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح المجلس خلال الاجتماع، بما تضمنه البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري العربي، من تأكيد على احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية. ويعقد وزراء خارجية دول الجامعة العربية اجتماعا غدا الأربعاء وبعد غد الخميس في جدة لمناقشة «الخطوات المطلوب اتخاذها» في مواجهة «الأوضاع الخطيرة» في العراق. وأوضح بيان للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزراء خارجية الدول سيجتمعون «لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في العراق، والخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل مع الوضع الخطير هناك». وقال إن الجامعة العربية «تعبر عن قلقها البالغ من تصاعد العمليات الإرهابية ضد العراقيين، واستهداف عدد من المدن العراقية». ويكتسب اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي سيعقد غدا في جدة، أهمية كبرى نظرا للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، والتي تتطلب تشاوراً بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ومن المتوقع أن تتصدر تطورات الأوضاع في العراق وسيطرة تنظيم «داعش» على عدد من المدن العراقية، بالإضافة إلى الأزمة السورية ووقف التدخلات الإقليمية فيها، ومناقشة قضية القدس وفلسطين، مناقشات الوزراء خلال اجتماعاتهم التي تستغرق يومين. وقالت مصادر موثوقة في منظمة التعاون الإسلامي لصحيفة «عكاظ» في عددها الصادر أمس، إن المؤتمر يتجه لاستصدار توصية فيما يتعلق بالأزمة العراقية يدعو فيها كافة الأطراف العراقية إلى الشروع في حوار جدي يؤدي إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وشاملة بين أبناء الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية والتهميش والإقصاء. شبام نيوز