فيينا - 17 - 6 (كونا) -- انطلقت جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية الكبرى هنا اليوم بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. ويترأس وفد طهران وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حين تترأس الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي وفد مجموعة (5 +1) التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا في الجولة الخامسة من المفاوضات النووية. وانطلقت المفاوضات خلف أبواب مغلقة في مركز النمسا الدولي للمؤتمرات وسط تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وتحظى جولة المفاوضات بأهمية كبيرة في ظل قرب موعد انتهاء اتفاق مرحلي في 20 يوليو المقبل وفي أعقاب مفاوضات ثنائية جرت بين إيران وعدد من الدول الأعضاء الست الكبرى في جنيف ما سيوفر أجواء أكثر شفافية بين الجانبين. وكان ظريف قد أعلن عقب انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات في ابريل الماضي أن نصف النقاط الحساسة تقريبا قد تمت تسويتها. ويبدو أن احد المواضيع المهمة المتعلقة بمفاعل (اراك) الذي يعمل بالمياه الثقيلة قد تم حله لكن هناك مخاوف لدى الغرب من احتمال استخدام الصواعق في تفجيرات نووية رغم نفي طهران ذلك. وتطالب الدول الغربية بتحديد قدرات تخصيب اليورانيوم التي ستبقى في إيران بعد اتفاق محتمل وخاصة عدد أجهزة الطرد المركزي السريعة من الجيل الجديد التي قد تستمر البلاد في استخدامها. وكانت التحضيرات للجولة الخامسة من المفاوضات قد انطلقت أمس بغداء عمل جمع بين ظريف وأشتون لمناقشة جدول أعمال المفاوضات التي ستستمر ثلاثة أيام متواصلة وخاصة ما يتعلق بصياغة نص الاتفاق الشامل. ولم يستبعد دبلوماسيون في فيينا أن تبحث تطورات الأحداث في العراق على هامش المفاوضات النووية بين ممثلين عن الولاياتالمتحدة وسياسيين إيرانيين وإمكانية تعاون الجانبين لتخفيف حدة التوتر وانعكاساته على المنطقة ومصالحهما بالذات رغم نفي واشنطن وجود تنسيق مع طهران حول هذا الأمر. ورغم أن الولاياتالمتحدة لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إيران منذ 35 سنة لكن يبدو أن الخلاف حول مشروع طهران النووي والأزمات في سورياوالعراق ربما سيقرب وجهات النظر بين البلدين. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال السبت الماضي إن التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأسابيع المقبلة "مسألة ممكنة إذا ما اثبت الطرف الآخر نية حسنة" مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الاتفاق المرتقب سيكون من اكبر الاتفاقيات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. (النهاية) ع م ق / ط م ا وكالة الانباء الكويتية