تقرير خاص.. ما حقيقة الأنفاق التي تربط مخيمي برج البراجنة وصبرا قرب بيروت؟ تخطى الحديث عن احتمالية وجود أنفاق تربط بين المخيمات الفلسطينية أطر الإشاعات، حيث تقاطعت بعض التقارير الأمنية المحلية والغربية مع إمكانية دخول بعض المقاتلين المنتمين الى تنظيم "داعش" الى لبنان من أجل تنفيذ أعمال إرهابية مع الحديث عن أنفاق تربط مابين مخيمي برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة وجود "حزب الله"، وبين مخيم صبرا الواقع على تخوم الضاحية الجنوبية. بيروت (فارس) لاتنفي المعلومات الصادرة عن "حزب الله" وجود تلك الأنفاق كما لا تؤكد حقيقة وجودها، ولكن معلومات أمنية ومن أكثر من مصدر أمني عن انتهاء بعض الفصائل والقوى الفلسطينية من حفر أنفاق لها بين المخيمين، وهي أنفاق شبيهة بتلك التي أنشأها المسلحون المعارضون في سوريا وكان حزب الله قد درب بعض القوى الفلسطينية على كيفية إنشائها. وقد ساهم الانتشار الأمني المكثف الذي نفذه الجيش اللبناني و"حزب الله" بتأكيد هذه الشائعات بالنسبة الى كثيرين ممن تحدثوا عن مخططات مسبقة لتنفيذ هذه الأنفاق من أجل ضرب مراكز ومقرات في الضاحية الجنوبية تابعة ل"حزب الله". وقد تم تداول مجموعة من الصور للأنفاق على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث البعض أنّ تم العثور على النفق في المنطقة القريبة من حي الأكراد حيث حفرته جماعة تابعة ل"جبهة النصرة"، وذلك بتغطية من أحد الفصائل الفلسطينية النافذ في المخيم. أمّا المساحة الجفرافية للنفق المذكور فتمتد من المخيم الى حي الاكراك مروراً بالمناطق اللبنانية وصولاً الى مخيم صبرا. بينما تتحدث المصادر الفلسطينية عن أنّ تلك الانفاق قد تم ردمها وكانت اُستخدمت خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان وخلال حرب المخيمات مع حركة أمل حيث كانت تُستخدم من أجل نقل المواد التموينية وتهريب المسلحين. أما حزب الله، المعنيّ الأول أمنياً بمثل هذه القضايا، فقد نقلت صحيفة الأخبار عن أحد المسؤولين فيه نفيه للأمر كلياً، واضعاً إياها "في خانة الشائعات التي تهدف إلى ضرب علاقتنا مع الإخوة الفلسطينيين". كذلك نفت حركة حماس المتهمة بالتغطية على عملية الحفر علمها بأي شيء. كما انتشرت شائعة أخرى عن "اكتشاف نفق يمتد من مخيم برج البراجنة إلى مستشفى الرسول الأعظم". وما أسهم في انتشار هذه الشائعة، هو الإجراءات الأمنية المشددة التي قام بها عناصر حزب الله مساءً، وذلك بعد وقوع إشكال بين مشجعين لمنتخبين يشاركان في نهائيات كأس العالم في البرازيل، بالقرب من باب المخيم. الإجراءات الأمنية تحولت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى قيام "حزب الله بالكشف على النفق المكتشف". وذكرت صحيفة الأخبار أن انتشار عناصر الحزب قرب مستشفى الرسول الأعظم لم يكن بالتأكيد بسبب النفق المتخيّل، ولا على خلفية تضارب مشجعي المنتخبين الألماني والبرازيلي. فعلى ذمة مسؤول أمني، قرر الحزب تشديد إجراءاته الأمنية في محيط المستشفى، بسبب ورود معلومات إلى الأجهزة الأمنية عن احتمال تعرّض المنطقة لعمل إرهابي. لكن هذه المعطيات تبقى أيضاً في إطار "شائعات المخبرين"، بحسب المسؤول الأمني ذاته الذي يقول: "منذ أسابيع ترد معلومات عن هجمات ستتعرض لها مناطق لبنانية مختلفة. ورغم عدم دقة هذه المعلومات، إلا أن الأجهزة الأمنية تتعامل معها بجدية، وتتخذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهتها". يضيف: المجموعات التي نفذت عمليات تفجير في الضاحية والبقاع الشمالي تلقت أكثر من ضربة موجعة، بسبب عمليات التوقيف التي قامت بها الأجهزة الأمنية، وخاصة لناحية القبض على "الرؤوس التنفيذية لعمليات التفجير". وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن المجموعات السورية المعارضة المنتشرة في جرود السلسلة الشرقية (الحدود اللبنانية السورية)، ورغم كثرة عددهم، فإنهم لم يتمكنوا بعد من تشكيل قوة أمنية قادرة على الضرب في لبنان. وبحسب المسؤولين أنفسهم، فإن هذه المجموعات يمكن أن تشكل خطراً مستقبلاً، "إن لم تجرِ ملاحقتها ومنعها من التمركز في المنقطة". يُذكر أنّ قصة النفق أُثيرت قبل سنوات كثيرة وتحديداً في العام 1985 إبان حرب المخيمات، وثمة من يتحدث أنّه قبل العام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان أُنجزت أنفاق لربط المخيمين فيما بينهما، وذلك ربطاً بالضرورات الأمنية التي كانت تتبعها منظمة التحرير الفلسطينية خلال فترة وجودها في لبنان. / 2811/ وكالة انباء فارس