بدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة رسمية للبنان مدتها يومان استهلها بلقاء الرئيس ميشال سليمان والتوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات الطاقة والاتصالات والزراعة والصحة والتعليم. وعقد سليمان ونجاد مؤتمرا صحفيا مشتركا في القصر الجمهوري ببعبدا أكد الرئيس الإيراني فيه وقوف إيران بقوة إلى جانب لبنان "في مواجهة الاعتداءات الصهيونية" مشيرا إلى أن رسالته إلى اللبنانيين هي الوحدة والتضامن والتآزر. كما أكد أن المنطقة لا تحتاج إلى تدخل قوى خارجية في تسيير أمورها. وأشاد الرئيس الإيراني بصمود لبنان الذي يستحق المديح وصمود الشعب اللبناني والجيش اللبناني في مواجهة العدو الصهيوني واصفًا ذلك بأنه مبعث فخر لجميع أبناء المنطقة والتوّاقين إلى الحق والعدالة. وقال إن الشرق الأوسط لا يرى النور في ظل إسرائيل.
من جانبه لفت الرئيس سليمان إلى أنه تمّ التأكيد على أهمية صيانة الوحدة الوطنية اللبنانية, مشددا على تطلع لبنان إلى علاقات وثيقة مع إيران. وأوضح سليمان أنه تم التوقيع -وسيتم التوقيع لاحقا- على عدد من الاتفاقيات بعضها في مجال التعاون الدفاعي، فضلا عن بدء المباحثات لتزويد لبنان بالمشتقات النفطية.
* نثر الأرز وكان نجاد -الذي رافقه وزير الخارجية منوشهر متكي ووفد من رجال الأعمال الإيرانيين- قد لقي استقبالا جماهيريا حاشدا على طريق مطار بيروت حيث نثر الأرز والحلوى على موكبه الذي توقف أمام مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين خلال توجهه إلى القصر الجمهوري. نجاد يوقع في كتاب زوار قصر بعبدا بحضور سليمان (الفرنسية) وقالت مراسلة الجزيرة إن رئيس مجلس النواب نبيه بري- الذي كان في استقبال نجاد بالمطار- ألقى كلمة ترحيبية بنجاد قال فيها إن "الزيارة بلا شك مهمة لكنها باتت تكتسب أهمية أكبر بسبب أعداء لبنان" في تلميح إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين أبدوا انزعاجهم من الزيارة. ومعلوم أن زيارة أحمدي نجاد أثارت أيضا قلق واشنطن التي تسعى لعزل إيران بسبب برنامجها النووي كما تقول واشنطن إن دعم إيران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان. وأبدى سياسيون لبنانيون حاليون وسابقون وناشطون انزعاجهم من الزيارة حيث وجه 250 منهم رسالة مفتوحة إلى نجاد انتقدوا فيها إعلانه عن دعمه للدولة اللبنانية في وقت يقدم فيه دعما لحزب الله. وقال نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان للجزيرة إن المطلوب من الرئيس نجاد أن يتعاطى مع لبنان كله وألا يشعر فريق من اللبنانيين بأنه يتعاطى مع فريق وليس مع الدولة. وعلى الجانب الآخر من الحدود دعا نواب في الكنيست الإسرائيلي إلى مظاهرة احتجاج ضد زيارة نجاد قبالة قرية كفر كلا اللبنانية حضرها نحو مائة شخص قاموا بتطيير بالونات رسمت عليها أعلام إسرائيلية إلى الجانب اللبناني.
* الليكود ونجاد وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نائب الوزير أيوب القرا من حزب الليكود الحاكم دعا خلال المظاهرة اللبنانيين إلى اليقظة ومنع سيطرة النظام الإيراني على دولتهم. ومعلوم أن الجنوبيين يعدون العدة لاستقبال أحمدي نجاد بدورهم ويترقبون رؤيته يتجول عند الحدود على مرمى حجر من إسرائيل بعد انتهاء الزيارة الرسمية حسبما أفاده مسؤولون لبنانيون. ومن المقرر أن يلقي أحمدي نجاد خطابا أمام اجتماع حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت يتحدث خلاله أيضا السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ربما من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة