من كتابة النص والأشعار، مروراً بالأداء وليس انتهاء بالرؤية الإخراجية، المخيلة التي صاغت ذلك كله في مشهد ينحاز إلى الإيحاء والدلالة مثلما ينحاز إلى الواقعية والمباشرة، يشعر الناظر إلى «غرس النور»، هذا الأوبريت الاستعراضي المشغول بروح المسرح، على أنه نشيد مرفوع إلى جهد إنساني كبير، رأى في العلم والمعرفة سبيلاً إلى مكان ما تحت الشمس. «غرس النور»، الأوبريت الغنائي الاستعراضي الذي جرى تقديمه أمس الأول لمرتين على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، بمناسبة مرور مائة عام على ولادة أول مدرسة، حيث بدأت مسيرتها في دبي شبه نظامية عام 1912. «غرس النور» حمل توقيع ناجي الحاي مخرجاً، والكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله كاتباً للنص، وأشعار محمود نور، وموسيقى وألحان إبراهيم جمعة، وتوزيع شاكر حسن، وفي التمثيل الدكتور حبيب غلوم وعبد الله صالح وإبراهيم الأستاذ، وأصل الحكاية هي المدرسة «الأحمدية» بمنطقة الرأس في برّ دبي. النشأة ويتناول العرض الظروف التي أحاطت بنشأة المدرسة، وما تلاها من مراحل من التطوّر مرّت بها المدرسة، والحال أن ما جعل الحكاية درامية، تلك الظروف التي أحاطت بالنشأة، ثمّ صوت الممثل، كانوا ممثلين يصعب على المرء أن يدرك أنهم كانوا ثلاثة وليس واحداً، ربما بسبب استعارة طبقة صوتية ما واستخدام تقنيات في الأداء التمثيلي جعلت ثلاثتهم قادرين على تقمص شخصية واحدة بعينها، أضف إلى ذلك أن الشخصية هي «التاريخ» الذي يُعرّف عن نفسه بأنه كذلك وبأنه شاهد على هذه التجربة بكل تفاصيلها وتضاريسها. انعكس هذا المنطق في بناء الحكاية، على المستوى الدرامي، على بنية العرض بقوة، فكانت تلك التداخلات في السرد بين الملفوظ والاستعراضي الراقص على إيقاع موسيقي حديث وراهن، وآخر موروث ومحلي من ذلك الزمن الذي يتطرق إليه العرض، بحيث بدا واضحاً أنها حكاية لم تكن لتكون إلا كي تُروى للأجيال، بما تضمنته من سيرة اجتماعية ترتبط بذاكرة جمعية وليست فردية، بما يوحي بأنها قصة كفاح لمجتمع بأسره، أدرك الكثيرون من أبنائه أنه ينبغي أن يتغير. ... المزيد