تفوق الطلاب وبخاصة في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات كان السبب وراء التحاقهم مباشرة بدراسة المواد التخصصية عند دخولهم الجامعة، وجسر العبور لتخطي السنوات التأسيسية التي تفرضها الجامعات حالياً، والتي تهدف من ورائها إلى تحسين مستوى الطلاب المتقدمين إليها حتى يتمكنوا من دراسة المواد التخصصية التي يدرس أغلبها باللغة الإنجليزية، في هذا التحقيق التقينا مجموعة من الطلاب الذين التحقوا مباشرة بالتخصصات المختلفة فور دخولهم الجامعة للتعرف إلى سر تفوقهم، الذي كان وراء دراستهم للتخصص عقب حصولهم على الثانوية العامة . تقول عائشة محمد علي طالبة في السنة الأولى بكلية تقنية دبي قسم إدارة أعمال: قبل دخولي الجامعة كنت متأكدة من أنني سألتحق مباشرة بالتخصص ولن ألتحق بالسنوات التأسيسية، فعندما أجرت لنا المدرسة اختبار "سيبا" وهو لقياس الكفاءة التربوية للطلاب، الذي يتم من خلاله تحديد مستوى الطلاب للتسجيل بعد ذلك في الجامعات لأنه مشروع مشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبين مؤسسات التعليم العالي الثلاث بالدولة وهي جامعة الإمارات العربية المتحدة وكليات التقنية العليا وجامعة زايد حصلت على 186 درجة، وكان لابد من حصولي على نسبة تتعدى ال180 درجة، وحصلت في الثانوية العامة على نسبة تقدر ب 93% علمي، وكل ذلك أهلني للالتحاق مباشرة بالتخصص . تضيف: تفوقت في اللغة الإنجليزية على الرغم من التحاقي بمدرسة حكومية، لكن المذاكرة بانتظام والتركيز في الصف هو الذي ساعدني في الحصول على درجات مرتفعة، واختياري للتخصص الجامعي، وهو إدارة الأعمال عن رغبة مني، لأنني أتمنى أن يكون لي مشروع خاص بي في المستقبل . والتحقت أيضاً بالتخصص نفسه مباشرة زميلتها ريم عبد القدوس بقسم البيزنس بتقنية دبي تقول: حصلت على 92% في الثانوية العامة، وكنت واثقة من أن مستواي سيؤهلني للالتحاق بدراسة التخصص مباشرة، فأنا دائماً من المتفوقات في المدرسة وترتيبي بين الأوائل، كما أنني التحقت باختبارات "سيبا" وحصلت على درجات مرتفعة . وعن سر تفوقها تقول: الآباء إذا أرادوا أن يحصل الأبناء على درجات مرتفعة فعليهم ألا يكفوا عن مساعدتهم خلال سنوات الدراسة، أمي كانت وراء تفوقي ونجاحي فهي كانت تشرح لي ما لا أفهمه في مادة الرياضيات، وتحفزني دائماً على النجاح والحصول على درجات مرتفعة على الرغم من أنها ملتحقة بجامعة الجزيرة، لكي تواصل دراستها وأبي أيضاً، ونذاكر جميعاً في البيت إلا أنها دائماً ما تجد الوقت لمساعدتي، وتحاول توفير حالة من الهدوء والاستقرار في المنزل ما يدفعنا جميعاً للتفوق والنجاح، والتعليم أصبح هدفاً أمام أعيننا جميعاً ما جعلني أشعر بحجم المسؤولية الملقاة عليّ بخاصة عندما أجد أن أمي وأبي يحصلان على تقديرات مرتفعة في الجامعة ولديهم أعباء أخرى كثيرة غير المذاكرة . وتحويل الطالبة نوف قيس بجامعة زايد مسار دراستها من البيزنس إلى الإعلام جعلها تلتحق مباشرة بدراسة التخصص وعدم احتياجها للتأسيس في الرياضيات . وتقول: حصلت على الثانوية العامة علمي بتقدير 9 .87% ، وحصلت أيضا على شهادة اللغة الإنجليزية في اختبار "سيبا"، كما حصلت على شهادة آيلتس بنسبة 5 .6 درجة وهو ما جعلني أتعدى المرحلة التأسيسية، ولكن درجاتي في مادة الرياضيات كانت منخفضة إلى حد ما، ما كان يلزمني أن أحصل على دورات في هذه المادة خلال السنة الأولى في الكلية، ولكن بعد تحويل دراستي للإعلام، تم إعفائي من شرط الحصول على هذه الدورات . تضيف: لم ألتحق بالتعليم الجامعي مباشرة ولكنني فضلت العمل فور حصولي على الثانوية العامة وبالفعل عملت في تليفزيون الشارقة في الأقسام الفنية، وبعد مرور عامين قررت العودة إلى الدراسة، لذلك كان قراري بدراسة الإعلام قراراً صائباً حيث أفادني كثيراً في عملي، وصقلت الدراسة مهاراتي وأعطتني خبرة أكثر في العمل . وتوضح أن الظروف المحيطة بالشخص لا يجب أن تعيقه عن تحقيق أحلامه أو تقف عائقاً أمام رسمه لمستقبله، ولكن الشخص الذكي هو الذي يستطيع أن يروض هذه الظروف لمصلحته، وربما يؤجل تحقيق حلمه لعام أو أثنين لكنه لا يجب أن يتراجع عنه . وتؤكد شيخة عبدالرحمن العلي في السنة الثالثة بكلية التسويق وإدارة الأعمال المالية بجامعة زايد أن الطلاب الذين يدخلون الجامعة، وهم غير مؤهلين في اللغة الإنجليزية يضطرون إلى الالتحاق في بداية دخولهم الجامعة بعدة دورات لدراسة اللغة الإنجليزية حتى يتمكنوا منها، وإذا لم يجتازوا امتحانات "توفل" يضطرون لأخذ مزيد من الدورات، وإذا فشلوا تقوم الجامعة باستبعادهم عنها، حتى ينجحوا في اللغة الإنجليزية تقول: التحقت في بداية دخولي الجامعة بالتخصص مباشرة نظراً لحصولي على نسبة عالية في "توفل"، ويرجع الفضل في ذلك للمدرسة التي كانت تهتم بحصولنا على درجة عالية في اللغة الإنجليزية، فعندما كنت في الصف الثاني عشر كانت المدرسة تبعثنا إلى معهد لغة إنجليزية لتؤدي امتحان "توفل" من ثم نعود مرة أخرى، وحصلت أيضاً على نسبة 93% في الثانوية العامة، وكوني من الطالبات المتفوقات وثقتي في نفسي هما ما أهلاني للدخول مباشرة للتخصص الجامعي . وعلى الرغم من حصول زميلتها ندى عبد الله تدرس المحاسبة والموارد البشرية في جامعة زايد على 75 درجة في اختبار "توفل" أثناء دراستها الثانوية إلا أنها استطاعت اجتياز اختبار الجامعة وحصلت على 80 درجة، وهي النسبة التي تحددها الجامعة لطلابها للدخول مباشرة في التخصص وتقول: في بداية التحاقنا بالجامعة يتم عمل اختبار تقييم لنا ومن الضروري أن نحصل فيه على نسبة 80% فأكثر، وعلى الرغم من حصولي على 75 درجة في "توفل" في المدرسة إلا أنني عندما دخلت امتحان الجامعة نجحت وحصلت على 80 درجة، ومجموعي في الثانوية العامة 8 .95% أدبي . وعن اختيارها لدراسة تخصص البيزنس تحديداً تقول: اخترت تخصص البيزنس لأن سوق العمل يشجع أكثر على دراسة هذا التخصص على الرغم من أنه كان أمامي عدة اختيارات أخرى منها الدراسات الدولية والتصميم الداخلي، وبالفعل نجحت فيه وأحصل سنويا على تقدير مرتفع . ويقول جامع عبد الله المقيزي بالسنة الرابعة بقسم إدارة الأعمال بكلية التقنية: يجب أن يجتهد الطالب خلال سنوات الدراسة في المدرسة، وألا يستهين بما يطلب منه، فيحضر شهادة الأيلتس ويدرب نفسه على اختبارات "سيبا" و"توفل"، وبذلك يحقق فيهما درجات كبيرة تؤهله لاجتياز اختبار تحديد المستوى في الجامعة . يضيف: سر نجاح الطالب وتفوقه يتركز في اهتمامه بكل ماهو مطلوب منه وحضوره بانتظام والانتباه في الصف، وعلى الرغم من أنني خريج مدرسة خاصة إلا أن هناك عدداً من الطلاب في المدارس الحكومية اجتازوا هذه الاختبارات بسهولة والتحقوا بالتخصص مباشرة . ويشرح عبد الله المطيوعي الطالب في السنة الأخيرة في قسم المحاسبة بتقنية دبي كيف أمكنه اجتياز المرحلة التأسيسية والالتحاق بالتخصص مباشرة يقول: بدأت دراستي في إحدى الدول العربية في مدرسة خاصة وقدمت إلى الإمارات وأنا في الصف العاشر، ووجدت إخوتي جميعاً يتحدثون اللغة الإنجليزية فكنت أحادثهم وأزود من مهارتي في هذه اللغة من خلال قراءة القصص الأجنبية، وفي الثانوية العامة اجتزت اختبار "سيبا" بدرجات متوسطة، واجتزت اختبار الكلية لتحديد المستوى لكنهم قرروا إلحاقي بالمرحلة التأسيسية وعندما قرأت المواد المفروضة عليّ في السنة التأسيسية، عبرت عن استيائي لدراسة هذه المواد السهلة وبالفعل قاموا بعمل اختبار آخر لي وقمت باجتيازه ما جعلني التحق مباشرة بدراسة التخصص.