(جرافيك) ترك الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس باب الغموض مفتوحاً أمام ما يمكن أن تفعله واشنطن في مساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث أبدى استعداده إرسال 300 مستشار عسكري لتدريب القوات العراقية، وأعلن استعداده لتنفيذ عملية عسكرية «محددة الهدف»، لكنه كان شديد الوضوح في أن «القوات الأميركية لا يمكنها حل المشكلة» التي يواجهها العراق. وبدأت نبرة خطاب أميركي جديد يتبلور حول المالكي كحل للأزمة الحالية، وتشير مجموعة من المواقف التي صدرت عن قياديين في الكونغرس أن مسألة «رحيل المالكي» باتت أحد الخيارات المطروحة بقوة في واشنطن رغم أنها لم تُطرح حتى الآن من إدارة أوباما. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في واشنطن، أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإرسال حتى 300 مستشار عسكري لبحث كيفية تدريب وتجهيز القوات العراقية، لافتاً إلى أن بلاده سبق أن كثفت قدراتها في العراق على صعيد المراقبة والاستخبارات. وأضاف أوباما أن الولاياتالمتحدة على استعداد أيضاً لتنفيذ عمل عسكري «محدد الهدف» و«واضح»، مشدداً على أن الحل العسكري لا يكفي، وداعياً إلى ترسيخ الثقة بين القادة الشيعة والسنة. وجاءت تصريحات أوباما في وقت تقوم الولاياتالمتحدة بطلعات استطلاع في الأجواء العراقية. وقال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس في واشنطن: «نستخدم مقاتلات وطائرات استطلاع من دون طيار»، موضحاً أنه يتم خصوصاً استخدام مقاتلات «اف 18» التي تقلع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» الموجودة حالياً في المنطقة. رحيل المالكي في الأثناء، أكد عدد من أعضاء الكونغرس أن حل الأزمة العراقية يكمن في رحيل نوري المالكي. ودعا السناتور الجمهوري جون ماكين متحدثاً في مجلس الشيوخ إلى استخدام القوة الجوية في العراق، لكنه حث أيضا أوباما على «أن يوضح للمالكي أن وقته انتهى». ولم تطلب حكومة أوباما علناً رحيل المالكي، لكنها أظهرت علامات على الاستياء منه. وقال وزير الدفاع تشاك هاجل في جلسة بالكونغرس: «هذه الحكومة الحالية في العراق لم تنجز مطلقا الالتزامات التي قطعتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع السنة والأكراد والشيعة». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المالكي لم يفعل ما فيه الكفاية «ليحكم بطريقة تتسم بالاشتمال وعدم الإقصاء، وانه أسهم في خلق الوضع والأزمة التي نشهدها اليوم في العراق». بدوره، قال رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب جون باينر: «ما آمل أن أسمعه من الرئيس هو استراتيجية أوسع نطاقاً تحدد كيف يمكننا أن نساعد في الحفاظ على الحرية التي دفعنا ثمناً باهظاً من أجل الحصول عليها لشعب العراق». ورفض باينر فكرة تداولها البعض في الإدارة الأميركية بأن واشنطن يمكن أن تتعاون مع طهران لتحقيق مصالح مشتركة من اجل إنقاذ العراق، ولو أن مسؤولين اعلنوا انه من غير المطروح القيام بتعاون عسكري مع ايران. سبب المشكلة وحمّل رئيس أركان الجيوش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي الحكومة العراقية مسؤولية الانقسامات الطائفية المتزايدة. وقال ديمبسي أمام مجلس النواب إن حكومة المالكي تجاهلت التحذيرات الأميركية حول مخاطر إثارة عدائية الطوائف الأخرى. وأوضح أنه «ليس ثمة شيء كبير كان يمكن القيام به لنسيان إلى أي مدى أهملت الحكومة العراقية مواطنيها. ذلك هو مصدر المشكلة الراهنة». التواصل مع إيران في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الولاياتالمتحدة تدرس التواصل مع إيران، لكنها لا تسعى للعمل معها لمعالجة الأزمة. وقال كيري في مقابلة مع شبكة «إن.بي.سي»: «نحن مهتمون بالتواصل مع إيران. أن يعرف الإيرانيون فيما نفكر وأن نعرف فيما يفكرون وأن يكون هناك تبادل للمعلومات حتى لا يرتكب الناس أخطاء». ولدى سؤاله عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تبحث العمل مع إيران، قال كيري: «كلا. نحن لا نجلس معاً ونفكر كيف سنفعل هذا أو ما إذا كنا سنفعل هذا. هذا غير مطروح». وقال كيري إن المساعدة الأميركية للعراق «لا تتعلق بالمالكي... أريد أن أوضح أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة متعلق بالعراق وليس بالمالكي». تصريحات بترايوس وتقاطعت تصريحات المسؤول السابق عن القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس مع كلام المسؤولين الأميركيين حول ضرورة تنحية المالكي، بشكل أوضح، حيث أكد أن الولاياتالمتحدة يجب ألا تصبح «قوة جوية للميليشيات الشيعية». ضاحي خلفان: «داعش» أداة تقسيم قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الفريق ضاحي خلفان، إن تنظيم «داعش» أداة من أدوات التقسيم في المنطقة. وقال في تغريدات على «تويتر» إن «داعش في الخطة الإستراتيجية المرسومة وسيلة وأداة من أدوات التقسيم، ترمى على السنة سمعتها لإحداث تصادم سني شيعي، والشيعة تنفخ فيهم إيران، اختيرت داعش من سجون العراق. اختارهم زبانية المالكي وقدموهم لأميركا التي رسمت كما تدعي خطة للقضاء على القاعدة بتشكيل داعش لينهيها». وأضاف خلفان أن اتهام المالكي للسعودية بدعم داعش يحمل المالكي مسؤولية ويعتبر خرقاً سافراً لمعايير الدبلوماسية. وأردف: «السلاح الذي تركه جنود المالكي في ساحة المعركة مع العشائر السنية يكفي لاستخدامه لعشر سنوات قادمة.. أرجو أن يعقل الجميع ويعلموا أن الطائفية بلاء عظيم». البيان البيان الاماراتية