دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى محاربة التطرّف المتستّر بالدين والمذهبية، فيما حمّلت إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات، وأعلنت عن تشكيل فريق اتصال وزاري بشأن القدس المحتلّة، بينما رفضت الانتخابات الرئاسية السورية ونتائجها وأبدت قلقها على ليبيا. وحمّل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته نوري المالكي مسؤولية من تأجيج الطائفية في العراق، موضحاً أن اتهام المالكي للمملكة برعاية الإرهاب مدعاة للسخرية. «إعلان جدة» ورحب الوزراء، في «إعلان جدة» الذي صدر أمس في ختام أعمال الدورة ال41 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي استضافته السعودية لمدة يومين، بالإعلان عن «تشكيل فريق الاتصال الوزاري بشأن مدينة القدس الشريف». ودعا «إعلان جدة» إلى سرعة التحرك لنقل رسالة المنظمة بشأن القدس الشريف إلى الدول التي تتحمل مسؤولية سياسية ومعنوية وأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية. وحمل الاعلان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن توقف مسار عملية التسوية نتيجة عدم التزامها بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين واستمرارها في سياسة الاستيطان والحصار وتهويد مدينة القدس الشريف وتغيير وضعها الجغرافي والديموغرافي. الانتخابات السورية ورفض الوزراء الانتخابات الرئاسية في سوريا ونتائجها، لتعارض ذلك مع بيان جنيف الذي يدعو لإنشاء هيئة حكومية انتقالية، بهدف إحياء عملية سياسية لتنفيذ المرحلة الانتقالية، بقيادة جميع الأطراف. وأدان «إعلان جدة» بشدة إخفاق النظام السوري في تطبيق قرار مجلس الأمن 2139 الذي يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين من دون عوائق. وعبر عن القلق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا مع حض جميع الأطراف الليبية للدخول في حوار وطني شامل للوصول إلى حل توافقي ينهي الأزمة. وأشاد الاعلان بجهود المركز الدولي الذي أنشأته المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة. كما دعا «إعلان جدة» إلى التصدي للتطرف المستتر بالدين والمذهبية وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية ودعوة الدول الأعضاء إلى تعميق الحوار بين أتباع المذاهب وتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح، مرحباً في هذا الإطار بمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة في مكةالمكرمة في أغسطس 2012. وفيما يخص الوضع في أفريقيا الوسطى دعا إلى وضع حد فوري لجميع أشكال العنف الذي يتعرض له المسلمون هناك. المالكي والطائفية من جهته، شدد سعود الفيصل في كلمته خلال الجلسة الختامية، على ضرورة محاربة السياسات الطائفية التي أدت إلى الفتن في بعض الدول، مؤكداً في الوقت ذاته على إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وأوضح أن المجتمع الدولي فشل في إيجاد حل للأزمة في سوريا. وأكد الوزير، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني بعد اختتام الاجتماعات، أن نوري المالكي هو من قام بتأجيج الطائفية في العراق، موضحاً أن اتهام المالكي للمملكة برعاية الإرهاب مدعاة للسخرية، مضيفاً «نصيحتي له ألّا يعارض السعودية»، مشيراً إلى أن السعودية «عانت من الإرهاب وجرمته خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقال إن «سياسات المالكي الطائفية هي سبب تدهور الوضع في العراق، إذ تعاملت حكومته بشكل سيئ مع بعض المناطق، واحتفاظ المالكي بكافة المناصب قوض قدرة الجيش العراقي»، ناصحاً في الوقت ذاته رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته باتباع نهج المملكة في مكافحة الإرهاب. كما أكد أن المملكة على استعداد لمواجهة الإرهاب الذي ينمو في المنطقة، لكنه لفت إلى أن بلاده ترفض أيضاً التمييز في العراق على أساس الدين والعقيدة. وأوضح الفيصل أن الخلافات بين الدول الخليجية «لا تؤثر في التصدي للإرهاب لأنه ليس هناك خلاف حول هذا الموضوع لأن الدول الخليجية تتعاون في مكافحة الإرهاب». وأضاف أن «الخطر يكمن في نمو الإرهاب في الدول المجاورة الأمر الذي قد يهدد بالانتقال إلى الدول الخليجية». دعم مصر أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن مصر الشقيقة هي عماد من أعمدة الصمود العربي وهذا ما جعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريصاً على دعمها والوقوف بجانبها. وقال إن دعوته للمشاركين في الاجتماع الإسلامي بالاستجابة للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين بشأن مؤتمر دعم أشقاء وأصدقاء مصر لقيت تجاوباً من كل المشاركين الذين تحدثوا وأيدوا الدعوة. وأضاف: «أعتقد أنه سيكون هناك تضامن كبير مع الشقيقة مصر وهذا ليس مستغرباً فمصر لها تأثيرها الكبير في الساحة العربية والإفريقية والدولية ومصر بلد إشعاع والمساعدات التي ستأتي إليها ستعم المنطقة وستفيد غيرها من الدول». البيان الاماراتية