تعشق المواطنة فاطمة المهيري الفن منذ نعومة أظفارها، لكن تصميم المجوهرات، كان له فصل مختلف في حياتها، إذ اكتسبت فن موهبة التصميم بالفطرة قبل المعرفة، بصفتها تهوى الرسم والفن والأعمال اليدوية، ويبدو أن بحثها منذ سنوات عن قطعة ذات تصميم معين لم تجدها في الأسواق، دفعها إلى التجربة، فقررت تصميم القطعة بنفسها، وبحثت عن الشخص المناسب لتنفيذ العملية، وبهذا نجحت في تصميم أول قطعة مجوهرات نالت إعجاب الجميع، وشعرت بسعادة عارمة عندما ألح بعض أفراد أسرتها وصديقاتها بطلب تصاميم مماثلة، ثم تبلورت الفكرة وتطورت سريعاً، لتحاكي توجهاً تجارياً جديداً في حياة المهيري، شعرت معه بطعم النجاح الحقيقي عندما تهافتت طلبات الزبائن من داخل الدولة وخارجها. الأعمال اليدوية نشأت المهيري في عائلة تشجع الموهبة، وكانت طالبة متفوقة دراسياً، تهوى الرسم والفنون والسباحة والطبخ إلى جانب التصميم، وكانت هوايتها منذ الطفولة الرسم على الورق والصحف، وحتى جدار المنزل، فكان ذووها يشجعونها باستمرار، ويدعمون موهبتها في الرسم والفنون، ما كان له الأثر كي تتوجه نحو دراسة الهندسة المعمارية، ومن ثم إدارة الأعمال، للولوج إلى عالم المجوهرات لاحقاً، وتعزيزها بالدراسة الأكاديمية لتصميم المجوهرات والاحجار الكريمة، حتى أمست ضمن سيدات الأعمال بصفتها مصممة تمتلك محلاً للمجوهرات، كما نجحت مؤخراً بإعداد بعض الدورات وورش العمل محلياً وخليجياً في تصميم المجوهرات. حتماً هناك قصص ومواقف طريفة وأخرى غريبة، واجهت المهيري أثناء تعاملها مع بنات جنسها، أبرزها سؤال إحدى السيدات عن طريقة زراعة اللؤلؤ، ومصادر الحصول على بذور اللؤلؤ، لكن يبدو أن هناك قصصا أغرب مع بنات حواء، حيث أشارت إلى طلب من إحدى السيدات يتعلق بتصميم تاج لحفل زفافها يحمل صورة والدتها لتغيظ أم زوجها «حماتها». الغيرة والانتقام ويبدو أن مسلسل الغيرة والانتقام، لا ينتهي عند هذا الحد، إذ بادرت إحدى السيدات بالاتصال لحجز موعد، تطلب من خلاله تصميم طقم لزوجة أخيها وقالت لها حرفياً «سوي لها شيء بايخ لأنها ما تستاهل»، فضلاً عن سيدة أخرى حصلت على الطلاق مؤخراً، تطلب تصميم طقم نصفه أبيض والنصف الآخر أسود، لأنها سترتديه في حفل طلاقها، مفسرة ذلك بأن اللون الأسود يعبر عن أيام الزواج السوداء، والأبيض عن أيام الحرية بعد الطلاق. زيارة المهيري لأسواق الذهب في الإمارات عموماً وفي دبي على وجه الخصوص، صقلت لديها موهبة التصميم نسبياً، وزودتها بآخر المستجدات في عالم التصميم، وأهم الصرعات في عالم المجوهرات، لاسيما وأنها تعتبر سوق الذهب في دبي مصدر إلهامها بصفته من أقدم الأسواق في المنطقة، ويضم مختلف أنواع محلات المجوهرات الحديثة والتقليدية وورش صياغة المجوهرات. وصفت المهيري الإمارات بأنها بيئة محفزة وجاذبة لإنتاج وصناعة وتصميم المجوهرات، لأن الدولة تضم جنسيات مختلفة، ولكل جنسية ما يناسبها من تصاميم، فترى البعض يسعى للابتكار والتجديد لجذب أكبر فئة من المشترين. كذلك ترى أن كل تجارة تعتمد على مهارة صاحبها، وتصميم المجوهرات، تجارة جيدة، تعتمد على طلب الزبون و الميزانية، فضلاً عن تكلفة الصنع، إذ ترتفع التكلفة أو تنخفض وفقاً لأسعار الذهب، وتعتمد أيضاً على المواسم في الاعياد ومواسم الإجازات والأعراس. كراس وممحاة لا تحتاج عملية التصميم في البداية سوى كراس ومرسم وممحاة، أما الخطوات التالية فتعتمد على عناصر أساسية أهمها الفضة، إضافة إلى الالماس والزركون واللولو الزراعي والأحجار شبه الكريمة وفقاً للمجموعة المطلوبة، إذ تتميز مجموعة فاطمة المهيري بأنها مطلية بالذهب، مستمدة أشكال التصاميم من مخيلتها في تصميم كل قطعة، وينعكس إعجابها بالورد واللؤلؤ على معظم أعمالها. تطالب المهيري كل شابة إماراتية أن تسعى لتنمية مهاراتها وهواياتها، فالدولة اليوم تهتم بالعنصر المواطن، ولا تتوانى عن تقديم جميع التسهيلات للمبدعين، وعلى كل سيدة استثمار الفرص إن كانت تمتلك موهبة محددة، كما عليها الصبر والمثابرة لتحقيق هدفها، لأن النجاح في سوق المال والأعمال أو الإبداع في مجال ما، لا يتحقق إلا بعد جهد دؤوب ومشقة وعناء. ماركة فاطمة تصميم المجوهرات فتح أمام فاطمة المهيري آفاقاً جديدة، إذ تمكنت من تسجيل ماركة خاصة بتصاميمها، تعرفت من خلالها على العديد من الفنانات ممن حرصن على ارتداء تصاميمها، كذلك مهدت شبكات التواصل الاجتماعي العمل أمام مصممة المجوهرات الإماراتية فاطمة المهيري، في عملية التسويق والترويج لمنتجاتها، إذ أنشأت خط مجوهرات بعنوان »مجوهرات فاطمة« على شبكة الانترنت، ونجحت في تصميم المجوهرات للسيدة العربية العصرية، فتتميز تصاميمها بلمسة شرقية راقية ومميزة، مؤكدة أن أهم عوامل النجاح في العمل تكمن في الجدية أولاً. البيان الاماراتية