ترسم المصممة الإماراتية آمنة محمد بخيوطها وإبرتها لوحة جميلةً، لا تشبه أية لوحة أخرى، وتصر على أن تكون تصاميمها للأنثى الحالمة. هذا هو الحال عندما تتحول المهنة إلى فن، ولا بد أن يتحول هذا العمل إلى تحفةً فنيةً تستهوي الكثير من الناس. آمنة ترسم بيديها وفكرها أجمل صورة، من خلال تصاميم تفضل أن تكون فريدة، ولا تشبه غيرها، وكأنها توجه رسالة إلى من يهمه الأمر بأن الإبداع هو بصمة شخصية لا مثيل لها في الكون. تصاميمها تتراوح بين الجرأة والكلاسيكية، بين الثابت والمتحرك تنتقل بين عوالم كثيرة من جماليات الحياة، وهمّها أن تجعل من المرأة أنثى ساحرة، تتمايل بحسنها في ثوب يعكس إبداع ورؤية المصمم. أول عشق عن تصميم الأزياء وعالمه تروي المصممة الإماراتية قصتها، وكيف استطاعت إثبات نفسها، وعن أولى خطواتها تقول: «أهوى الرسم منذ الصغر، ووجدت ذاتي في عالم التنسيق الذي لا يعتمد فقط على الأزياء، بل أيضاً على التنسيق في الديكور والملابس وغيرها من الأمور التي تتطلب الترتيب، أما الألوان فتربطني بها علاقة حب قوية، ولديّ هوس بجمع القطع سواء أكانت معدنية أم زجاجية أو من الفخار أو القماش، لدرجة أنَّ هذا الهوس أصبح يتملَّكني، وأستخدم في بعض الأحيان القطع التي أجمعها في التصاميم، فعلى سبيل المثال في إحدى رحلاتي أحضرت قطعاً من الحلي، وقمت بتفكيكها واستخدامها في أحد التصاميم بطريقة أخرى. وقبل عام اشتريت قطعاً من الذهب، وأضفتها إلى بعض العباءات التي يغلب عليها التصميم البسيط، فدعمتها بالأحجار الكريمة، مثل الزمرد واللؤلؤ، وزينتها بلمسة مميزة وراقية». من البيت السبب الرئيس الذي دفعها إلى عالم تصميم الأزياء، يعود إلى شغفها العميق به وتعلقها بكل شيء جميل، فكانت تلفتها الألوان والقصات والرسوم، تقول: «هناك مقولة شهيرة جداً هي (الحاجة أم الاختراع)، فبعد أن مرّت عليّ فترة من الزمن بت لا أجد في السوق ما أبحث عنه، وبدأت أشعر بالملل، ومن هنا جاءتني فكرة، وهي: لماذا لا أبدأ بتصميم ما يناسبني ويعجبني من أزياء؟ وكانت بداية انطلاق أول شرارة في مشروعي الذي رأى النور من منزلي، وبعد أن لاقت تصاميمي إعجاب صديقاتي، صمّمت بعض القطع لهن، ثم بدأت تصاميمي تزداد وعدد زبوناتي يكبر، وما كان مني إلا أن استخرجت رخصة رسميةً لانطلاق عملي كوني مصممة». ركائز المهنة تكشف المصممة الإماراتية أن التصميم لا يتوقف عند الخبرة فقط، بل يحتاج إلى الدعم بثلاث ركائز، هي: التعليم والثقافة والممارسة، وتقول: «انطلقت في عالم الأزياء وإمكاناتي المعرفية بسيطة للغاية، وكنت أفتقد إلى الخبرة والمعرفة الأكاديمية، صحيح أنني امرأة وعندي إلمام بأمور التصميم والأزياء لكن ليس لدرجة المعرفة العميقة والثقافة، وبكل صراحة كنت أفتقد لجانب المهنية، لهذا توجهت إلى معهد DIAC في منطقة الجميرا بدبي، الذي يقدم دورات شاملة تمكّن من إتقان مهارات تجعلك ملمة بالتصميم، والسبب الثاني هو رغبتي في أن أكون مثقفة في جميع المجالات التي أطرقها». خطوط متناغمة في ما يتعلق بالتصاميم التي تصممها آمنة والمنهج الذي تتبعه، تشير إلى أنها في بداية الأمر كانت متخصصة فقط في تصميم العباءات، ومن ثم توجهت إلى تفصيل الفساتين والقمصان والتنانير التي يتم لبسها تحت العباءات. وتوضح: «لا أصمم للزبونات فقط من أجل التجارة والربح، بل من منطلق أني أحب القطعة التي أصممها، وهذا ما يجعلني أطور نفسي، من خلال إضافة لمسات خاصة بي، لا سيما في ما يتعلَّق بتصميم العباءة والأحذية والحقائب والفساتين والقمصان وغيرها، بمعايير تتسم بالجمالية المكللة بالأناقة». تشير آمنة إلى أنها لاحظت أن ما يتوافر في الأسواق من تصاميم متشابهة لحد الاستنساخ والتكرار، وهذا ما لا تحبذه، فهي تحب الإبداع وابتكار الجديد، لهذا لم تتجه في تصاميمها لما هو شائع ومنتشر. تقول: «كل هذا دفعني إلى أن أصمم خطوطاً تختلف عما هو منتشر وسائد، لأن عيني أصبحت متشبعة بهذه المنتجات، فاتجهت للعمل على تصاميم تحمل لمسات من التراث المحلي أو العربي، من دون أن أنسى لمستي العصرية، فعلى سبيل المثال القفطان المغربي الذي أفصله يكون مشغولاً بتطريز أقل مما هو معتاد عليه». وتضيف: «تعتمد تصاميمي على حيادية التوجه، أي أنني لا أعتمد خطاً أو نمطاً معتاداً، خاصةً في ما يتعلق بمتابعة دور الأزياء الكبيرة والشهيرة، لهذا إذا أعجبت بقطعة ما أقوم بتطبيقها بطريقتي ورؤيتي أنا، ومع هذا أتابع أبرز العلامات التجارية لكن من دون الوصول إلى حد الهوس». موعد مع النجاح استوحت آمنة تشكيلتها الأخيرة من مزيج بين الرومانسية والكلاسيكية التي كانت سائدة في خمسينيات القرن الماضي، تقول: «تشكيلتي الأخيرة تكونت من قطعتين أو أكثر، وتأتي على شكل فساتين، تعكس النمط الرومانسي الأنثوي الذي كان سائداً في فترة الخمسينيات، واعتمدت على قصة السمكة في القمصان، وركزت على أن تكون الأكمام بشكل فضفاض وناعم»، وتضيف: «لا أستغني عن الأحزمة في كل تصاميمي، فموضتها لا تنتهي. ولجأت إلى خامات مثل التول، والدانتيل، والحرير الهندي، والشيفون، والأورجانزا في التشكيلة الجديدة». في كل مرة تطرح فيها مجموعة جديدة تشعر آمنة بالنجاح والتميز، وهذا الشعور الذي ينتابها يكون بسبب ردود الأفعال التي تصلها من العملاء، ومدى إقبال السيدات على اقتنائها، فعلى سبيل المثال كانت تسمع بعض السيدات يقلن، إنهن يشعرن بأن كل قطعة تعكس ثقافة وتوجه معين، وهذا تعده نجاحاً يجعلها تشعر أكثر بالسعادة. إسبانية سمراء توضح المصممة الإماراتية أن اسم متجرها لم يكن مجرد اسم من دون معنى، فاسم «مارينا» مشتق من كلمة إسبانية الأصل، تدل على المرأة السمراء «المغناج»، التي تشبه كثيراً المرأة العربية في دلالها، ويعود اختيارها لهذا الاسم إلى حبها الكبير للغة الإسبانية ولتعلقها أيضاً بمجتمعها الإماراتي، وملامح المرأة العربية التي ترى أنها أجمل نساء العالم. ولا تنسى آمنة شكر زوجها، الذي دعمها منذ البداية، وتطري أيضاً على أختها التي تمتلك هي الأخرى موهبةً في تصميم الأزياء. آمنة محمد في سطور: - مصممة أزياء إماراتية. - ماجستير في إدارة أعمال. - بدأت العمل في تصميم الأزياء منذ 5 سنوات من منزلها، ثم افتتحت أول متجر لعلامتها «مارينا» في شارع الإمارات بدبي، ثم افتتحت فرعاً جديداً في «الاتحاد مول»، وستفتتح قريباً فرعاً ثالثاً في «سيتي ووك». - تهوى اقتناء الساعات الكلاسيكية والعصرية. - متزوجة وأم ل 3 أبناء. - مشروبها البارد المفضل هو «ماكياتو»، والساخن هو «كابتشينو». ترويج درامي لعبت وسائل الاتصال الحديثة دوراً كبيراً في تسهيل مهمتي في متابعة كل ما يتعلق بأمور مهنتي، والاطلاع على القصات والتصاميم والأزياء الجديدة، كما لعبت دوراً في توسيع عدد عملائي، فكان هاتف بلاك بيري على سبيل المثال وسيلةً لوصولي إلى زبونات خارج دولة الإمارات، فوصلت إلى قطر، والسعودية، وعُمان، ودول عربية أخرى، حتى إنني وصلت إلى دول غربية كهولندا، كما أشرف حالياً على تزويد بعض الأعمال الدرامية بقطع مناسبة لطبيعة العمل ودور الشخصية، مثل مسلسل «هواجس»، الذي تمثل فيه الفنانة الإماراتية بدرية أحمد. البيان الاماراتية