تحقيق: مجدي زهرالدين يعتبر تجاوز الإشارة الضوئية من المسببات الرئيسية للحوادث المرورية على مستوى الدولة، مع الأخذ في الحسبان أن الحوادث الناتجة عنها أشد خطورة ويتسبب في وفيات وإصابات بليغة، وخلال 3 أشهر من العام الجاري توفي 3 أشخاص وأصيب العشرات وتنوعت إصاباتهم ما بين البسيطة والمتوسطة والبليغة، بسبب تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء . وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للتنسيق المروري، تواصل القيام بحملات مرورية لمراقبة الأشخاص غير الملتزمين بقواعد السير والمرور، وتكثف جهودها للحد من تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء لضمان سلامة مستخدمي الطريق، سواء كانوا سائقي المركبات أو الركاب أو المشاة، فإن البعض يستمر في ارتكاب تلك المخالفة المميتة . لمعرفة الدوافع والأسباب الكامنة وراء هذا السلوك المميت التقت، "الخليج" عدداً من أفراد الجمهور والسائقين واستطلعت آراءهم حول هذه المشكلة: يرى إبراهيم حميد ضرورة تكثيف الجهود المبذولة من خلال الحملات المرورية في هذا الجانب البالغ الخطورة، بهدف توعية أفراد المجتمع بمخاطر تجاوز الإشارة الضوئية، داعياً قائدي المركبات على الطرق الداخلية والخارجية، إلى الالتزام بقواعد السير والمرور، وخفض السرعات قرب الإشارات والتقاطعات، لتفادي تلك الحوادث المميتة . إن الحوادث المرورية التي تقع بسبب اندفاع وسرعة المركبات المتجاوزة للإشارة الضوئية الحمراء، هي الأخطر، لأنها تؤدي إلى حوادث صدم جسيمة مع السيارات المقبلة من الاتجاهات الأخرى، الأمر الذي تنتج عنه غالباً وفيات وإصابات بليغة . إشارات رقمية قال كهلان العقيل إن السبب الرئيسي حول تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء هو "العجلة"، حيث يرى السائق الإشارة تقترب من الاحمرار ويصر على تجاوزها في محاولته اللحاق بها، إضافة الى عدم وعي السائقين بمخاطر تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، مشيراً إلى أن الإشارات الرقمية ستساعد على الحد من تلك التصرفات الجنونية . تشديد العقوبات ودعا فراس عبيد السائقين ومستخدمي الطريق إلى تعزيز الجهود المبذولة للحد من الحوادث المرورية، مناشداً بضرورة الالتزام والتقيد بالسرعات القانونية المقررة على الطرق الداخلية والخارجية . وأكد عبيد أن التشديد في تطبيق عقوبة حجز مركبات السائقين المخالفين، يهدف للحد من مخاطر تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء . وطالب جمال سامي الجهات المعنية بضرورة تكثيف حملات التوعية الميدانية لرفع مستوى الوعي الوقائي، حول مخاطر عدم احترام الأماكن المخصصة لعبور المشاة، وتكثيف الضبط المروري على التقاطعات المختلفة؛ لضبط قائدي المركبات الذين يسرعون لبلوغ الإشارة الضوئية الصفراء قبل الاحمرار من دون مراعاة حق عبور المشاة الموجودين على الإشارات الضوئية مما قد يتسبب في وقوع حالات وفاة وإصابات بليغة . تواصل اجتماعي بدوره لفت هشام زكي إلى أهمية أن تستغل إدارة المرور في شرطة أبوظبي مواقع التواصل الاجتماعي لتمرير رسائلها التوعوية إلى شريحة الشباب التي تعد الأكثر ارتكاباً لمخالفة تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء . إن أي حملة توعوية يجب أن تدرك جيداً اللغة المناسبة والأسلوب والأداة التي تخاطب بها الجمهور المعني، وإلا فإن الجهود ستذهب سدى ما لم يتم إيصال الرسالة الصحيحة إلى من يعنيهم الأمر في حوادث تجاوز الإشارة الضوئية، والتي يأتي جمهور الشباب في مقدمتهم . 87 حادثاً وأمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد سلامة وأمن مستخدمي الطرق في كافة إمارات الدولة وزارة الداخلية التي تبذل كل ما بوسعها للحد من الخسائر البشرية و المادية لحوادث تجاوز الإشارة الضوئية، ودعا العميد غيث الزعابي مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري بوزارة الداخلية، قائدي المركبات إلى عدم زيادة السرعة بهدف اللحاق بالإشارة الضوئية بعد تحولها من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر وقبل تحولها إلى اللون الأحمر، وذلك لتفادي الاصطدام مع المركبات القادمة من الاتجاه الآخر . وشدد على أهمية الالتزام بمدلولات الإشارات الضوئية بالتوقف تماماً والانتظار في حالة اللون الأحمر، وعدم التحرك إلا بعد تغيره إلى اللون الأخضر، موضحاً أن حوادث تجاوز الإشارة الحمراء في الربع الأول من عام 2014 سجلت تراجعاً بمقدار 27 حادثاً حيث بلغت 87 حادثاً، في حين سجلت في الفترة نفسها من العام الماضي 114 حادثاً . وقال إن كاميرات رصد مخالفي قوانين السير والمرور بتقاطعات المدن تعمل بتقنية وكفاءة عالية وشمولية، لتصوير مخالفات قطع الإشارة الضوئية الحمراء والاستخدام الخاطئ لمسارات الحركة، ووقوف المركبات على خطوط عبور المشاة، وتجاوز السرعات المقررة، ومخالفة المركبات المتجاوزة في التقاطعات، والمركبات التي تقوم بالانعطاف أو الالتفاف الكامل إلى اليسار من غير الحارات المخصصة . وشدد على ضرورة خفض السرعات بالقرب من التقاطعات، وضرورة تجنب الأخطاء التي يرتكبها السائقون في التقاطعات بزيادة السرعة لإدراك الإشارة عند تحولها من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر، بجانب قيام بعض السائقين بتجاوز الإشارة الضوئية في حال الانشغال باستخدام الهاتف، لافتاً إلى أن تلك الأخطاء تترتب عليها خسائر مادية وبشرية . عقوبات وحذر قائدي المركبات من تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء لافتاً إلى أن مخالفة تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء تصل عقوبتها إلى 800 درهم وحجز المركبة لمدة أسبوعين وتسجيل 8 نقاط مرورية بحق قائد المركبة . وأضاف: إن فرض العقوبات المشددة في هذا الجانب ليس غاية في حد ذاته، إنما الهدف هو اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها وقف نزف الدماء والحفاظ على كيان الأسر وتكريس الأمن لكل مستخدمي الطريق والحد من السلوكيات التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، مشيراً إلى أن قانون المرور يعمل على تشجيع قائدي المركبات على تجويد قيادتهم . ودعا الجمهور إلى التعاون الفعال مع الشرطة بهدف تحقيق الأمن والسلامة المرورية، برفع وعي السائقين وضرورة أخذ الحيطة والحذر عند الاقتراب من الإشارات الضوئية، وشدد على ضرورة التزام السائقين بالسرعة المقررة، والانتباه عند الاقتراب من الإشارة الضوئية وتخفيف السرعة عندها تجنباً لوقوع الحوادث، كما دعا مستخدمي الطريق من المشاة إلى التأكد من وقوف المركبات قبل عبور الطريق واستخدام أنفاق المشاة حرصاً على سلامتهم . وتشير أغلبية الدراسات المرورية إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر ارتكاباً للحوادث المرورية ومنها السرعة الزائدة وتجاوز الإشارة الضوئية، بالتالي كان لابد من تقصي السبب الحقيقي الذي يدفع بعض الشباب نحو هذه الرعونة واللامبالاة بحياتهم وحياة الآخرين . 50 تقاطعاً من جانبه أشار النقيب أحمد المهيري، رئيس قسم السلامة المرورية في إدارة هندسة المرور وسلامة الطرق في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي إلى انخفاض الحوادث التي تقع على التقاطعات بسبب تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء خلال الثلث الأول من العام الجاري إلى 71 حادثاً بنقصان عشرة حوادث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الذي بلغ فيه عدد الحوادث 81 حادثاً، نتيجة الجهود المبذولة من خلال مشروع تحسين السلامة المرورية على التقاطعات، والذي تم من خلاله تغطية ما يزيد على 50 تقاطعاً في أبوظبي بكاميرات الرقابة لمتجاوزي الإشارة الضوئية الحمراء . وقال: بلغت مخالفات تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء التي رصدتها الكاميرات على عدد من التقاطعات باستخدام الأشعة تحت الحمراء، من دون "فلاش"، خلال الثلث الأول من العام الجاري في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني وإلى 30 أبريل/نيسان الماضي نحو 8555 مخالفة، لتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء وتجاوز السرعات وإيقاف المركبة على ممر عبور المشاة . إن كاميرات الإشارات الضوئية على التقاطعات القديمة والجديدة ترصد مخالفات قطع الإشارة الضوئية الحمراء، والاستخدام الخاطئ لمسارات الحركة، ووقوف المركبات على خطوط عبور المشاة، وتجاوز السرعات المقررة، ومخالفة المركبات المتجاوزة في التقاطعات، والمركبات التي تقوم بالانعطاف أو الالتفاف الكامل إلى اليسار من غير الحارات المخصصة . والكاميرات تغطي مايزيد على خمس حارات في كل اتجاه في الوقت ذاته، وتقوم بوظائف عدة، منها قراءة جميع لوحات المركبات العابرة والتعرف إلى عدد المركبات العابرة وتصنيفها وقراءة متوسط سرعة الشارع، والتعرف إلى عدد واتجاهات المشاة أثناء الإشارة الضوئية الحمراء والخضراء . التهاون يفاقم المشكلة يقول الدكتور يوسف التيجاني اختصاصي الأمراض النفسية أن الشباب الطائش من خلال القيادة الخاطئة للسيارات وتجاوزه القوانين ومنها عدم الالتزام بالإشارة الضوئية يعرّض حياة أسر كاملة للخطر، بل ويتسبّب في مشكلات اجتماعية كثيرة بسبب فقدان البعض لعائلهم أو أي شخص في الأسرة، لذا فإن الأمر جدّ خطر . وعلى الجهات المعنية أن تطبّق القانون بحذافيره، بل لابد من تغليظ العقوبة على أصحاب السرعة الجنونية، فلا تكون العقوبة مادية فقط بل لابد أن يكون هناك حبس لهؤلاء، لأن مَن أمن العقوبة أساء الأدب، فهناك مَن يرى أن العقوبة المادية أمر سهل يمكن التغلب عليه، ولابد أيضاً أن تكون هناك توعية إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة، بحيث يكون لدى الناس عامة والشباب خاصّة فكرة أساسية عن خطورة السرعة الزائدة وخطرها على الفرد والمجتمع، أما التهاون مع هؤلاء الطائشين فإنه يعرّض المجتمع بأثره لخطر جسيم . الشباب يحبّ المجازفة وإثبات الذات، لأن فترة المراهقة لدى الشباب تحدث فيها تغيّرات نفسية كبيرة جداً من الحماسة والعنفوان ومحاولة إثبات الذات بأي طريقة، لذا نجدهم يقودون السيارات بسرعة فائقة للغاية لكي يلفتوا الأنظار أو ما شابه ذلك، الأمر الذي قد يتسبّب في هذه الحوادث الكثيرة . الخليج الامارتية