رام الله (الاتحاد، وكالات) - نفى مسؤولون فلسطينيون وجود توجه لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل، بعد الحديث عن طرح مبادرة عربية جديدة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه للإذاعة الفلسطينية الرسمية أمس، إن "ما يتداول بشأن فرص استئناف المفاوضات مجرد أمنيات ووجهات نظر عند بعض الدول الأوروبية". وشدد عبد ربه على أن الموقف الفلسطيني هو أنه "لا يمكن الدخول في عملية مفاوضات جادة في ظل القرارات الاستيطانية الأخيرة لإسرائيل في القدس وحولها". واعتبر أن خطط الاستيطان الإسرائيلية الأخيرة "تعطل أي حل يمكن بحثه على طاولة المفاوضات، لأنها تقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة مترابطة". وكانت إسرائيل أقرت خلال الشهر الجاري 4 خطط واسعة للبناء الاستيطاني في القدس والضفة الغربية ردا على قرار الأممالمتحدة الأخير برفع التمثيل الفلسطيني الدبلوماسي. وقال عبد ربه إن الحديث عن مساعي لاستئناف المفاوضات "لا يجب أن تلهينا عن الموضوع الأساسي وهو كيفية ترسيخ وتطوير قرار الأممالمتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين على المستويين الدولي والداخلي". وتابع "لا يجب أن نكتفي بالجانب الرمزي والجانب السياسي بل اتخاذ إجراءات عملية واقعية على الأرض ودولية لتعزيز المكانة". ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد 138 دولة في 29 من الشهر الماضي على ترقية مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو، مقابل امتناع 41 دولة ورفض 9 دول من بينها الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل. من جهته، قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين للإذاعة الرسمية إن الجانب الفلسطيني ليس ضد عملية السلام "بل ضد الاستيطان والتهويد". وأضاف أنه "إذا استمر الاستيطان فهذا يعني أنه لا يوجد خيار للمفاوضات، وعلى أوروبا والولاياتالمتحدة الأميركية دعوة الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان إذا أرادت فعلا عملية سلام ذات مصداقية في المنطقة". وشدد على أنه لا حاجة لإطلاق مبادرات جديدة لاستئناف محادثات السلام "فالمطلوب وقف الاستيطان وإعلان القبول بمبدأ حل الدولتين على الحدود المحتلة عام 1967". وأكد عريقات أن القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة إلى المفاوضات بناء على بيان الاتحاد الأوروبي الذي صدر في 10 ديسمبر الجاري، ونص على أن "الاستيطان لأنه عملية غير شرعية ولاغية وتدمر عملية السلام، وأن ضم القدس لاغي وغير شرعي، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ما قبل توقيع اتفاق أوسلو". وكان الاتحاد الأوروبي بدأ العمل أيضا في وضع لاصقات على المنتجات الإسرائيلية التي يتم تصنيعها في المستوطنات قبل طرحها في الأسواق الأوروبية، في خطوة للضغط على إسرائيل. وشدد عريقات على "عدم الحاجة لتكرار تجارب تفاوضية فاشلة مع إسرائيل"، واصفا العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل دون وضع أسس ومقومات واضحة بأنها "نوع من الجنون غير مقبول". وكشف أن الرئيس الفلسطيني أبلغ عدة دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا استعداد فلسطين العودة للتفاوض وفقا لما على كل طرف من التزامات. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقترح أخيرا خطة عربية تهدف إلى استئناف محادثات السلام مع إسرائيل خلال مهلة 6 أشهر على أساس مبادرة السلام العربية. وقال عريقات "نحن نريد خلق فرصة لعملية السلام ليكون السقف الزمني للاتفاق علي قضايا الوضع النهائي خلال 6 أشهر تلتزم فيها إسرائيل بوقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين ونحن نلتزم بما علينا برعاية دولية مناسبة". وأضاف أن "كل هذه المسائل تم بحثها ونريد أن نقول نحن ليس ضد عملية السلام ومن أوقف عملية السلام ويدمرها هو من يعلن الاستيطان والعطاءات ويحجز أموال الشعب الفلسطيني ويحاول إضعاف السلطة الفلسطينية". ... المزيد